وصلتني رسالة مهمة من عبدالوهاب يونس احد رجال التربية والتعليم.. الرسالة موجهة الي الرئيس السيسي وللحكومة وللشعب.. تقول علي أي رئيس جمهورية يريد مشاركة أغلبية شعبه في كل ما يواجهون من مصاعب معيشة وتردي الخدمات أن يبادر بتخفيض راتبه إلي النصف، خاصة أنه لن يصرف علي مكتبه أو مواصلاته أو أمنه.. ولم يبق سوي الطعام والإنفاق الاجتماعي الخاص بالعائلة والأقارب وأقرب الأصدقاء. وهذا التنازل يعطي الحكومة القدوة والمثل الحسن بالانتماء الإيجابي، بل سيعطيها الجرأة في اتخاذ أي قرارات بشأن ضرائب علي القادرين. وهذا الأمر لا يقلل من شأن الرئيس أو يظن البعض أننا نغبطه علي مرتبه فلا شيء يعادل المسئوليات الجسام والمخاطر التي يواجهها هو أو عائلته. وما دعاني للكتابة في هذا الشأن هو القرار الذي صدر منذ أيام قليلة وقبل إعلان نتائج انتخابات الرئاسة 2014 بزيادة راتب رئيس الجمهورية إلي 42 ألف جنيه شهريا. مرة ثانية نؤكد علي تقديرنا للمنصب وأن أي شخص يشغله يبذل ما يتجاوز هذه الزيادة، وليكن إعلان الرئيس عن التنازل عن نصف المرتب الشهري في العام الأول من الرئاسة علي أقل تقدير، وقد تنطلق حملة تنازلات من كبار المسئولين في الداخل والخارج. وقد يحذو بعض من رجال المال هذا المنحي فيتنازلون بدورهم عن بعض أرباحهم أو يتبرعون لصناديق خاصة بالخدمات تدعيما للدولة، وهل يبادر الملك عبدالله خادم الحرمين بمجهودات دعم مصر بينما يتواني المصريون عن ذلك. ولعلني أذكر في بداية ثورة 1952قامت حركة اجتماعية هائلة من شعب مصر للتبرع للمجهود الحربي ودعم جيش مصر وقام الكثير من فناني مصر بالطواف في شوارع الكثير من مدن العالم، وكانت النساء يتبرعن ببعض أو كل مصاغهن وكذا رجالهن تبرعوا بخواتم الزواج. وكان المصري البسيط لا يبخل بالتبرع حتي ولو بالفتات، وحتي لو لم يجد فقراء الوطن ما يقدمونه فليكتفوا بالصبر علي مطالبهم حتي يتوفر مُناخ التنمية ويكونوا أول من يجني ثمارها. فالقدوة هي شرارة تشعل جذوة الانتصار في معارك مصر في أي من مجالات التحدي أو معاركه. أعان الله الجميع في ما سيلاقونه من تحديات جسام. الأستاذ البنا لدي افكار عديدة يمكنني عرضها علي صاحب القرار ولا أستطيع أن ائتمن عليها أحد إلا شخصية لها الحس الوطني أولا ثم القدرة علي التأثير في اتخاذ القرار. هذا هو رأي القارئ. دعاء: «اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم». آمين