وعلى نسق الرياضيات تسيير الثوارات، فلكل ثورة معادلة يطرحها الشعب أمام النظام، أو يطرحها النظام أمام الشعب، وفي كل الأحوال لابد من أن تكون كاملة فلا مجال لمعادلة ناقصة. والمعادلة الناقصة هنا أن "في كل عين رصاصة" ، التوضيح هنا يأتي من لا يوجد شئ ينبث من العدم ولن يرضى أو يتهاون الشعب عن إرادته فإن مجرد اكتشاف لهذه الإرادة تعني تحصله على حيز الحرية ولو كان بدون معادلة كاملة! الخوف وأنصاف الثورات دائماً ما يجعل من المعادلة الثورية ناقصة، والاستسلام يجلعها معادلة خاطئة، فمهما تمادى النظام في هتك الحقوق والعرض، لن تتنازل إرادة الحرية عن النصر، فدائماً وابداً شعار الثوري هو الموت من أجل القضية ! قد يضعف هؤلاء وقد يمل هؤلاء، ولكن تظل المعادلة مطروحة أمام الجميع، وتنتظر فقط العبقري الذي يأتي بحل مناسب لها ولو كان مؤقتاً ودائماً ما يضعه لها النظام السابق حتى يكون بديلاً عن آهات الفئات التى لا ترى في الثورة فائدة. تتوالى الأحداث دائماً وأبداً، وما من ثورة تحقق أهدافها دفعة واحدة، ولنكن واقعيين ففي كل الثورات على مدار التاريخ البشري تكون الدماء هي الفيصل والخط الذي يلعن كل من شارك في رسمه وكل ما تهاون في مشاركته في الدفاع عن عمله! المُقايضات السياسية دائماً تبدأ من سياسة الثورات، فكل مطلب وأمامه حاجز ، يعلو عنه الصوت وتتمادى في بناء الأنظمة المستميتة على كراسي قد اشتكت مَن يقبعون فوقها، فلو كانت للكراسي السنة لكانت أول من قام بالثورات أمام الأنظمة التي تهدم وحدة الشعب وترسم خطاً أحمراً لذاتيتها من دمائه. قد يلين الموقف ويضعف الثوار، ولكن دائماً وأبداً يظل الدم غالياً ولو أخذ جمعاً من الناس وقتاً كبيراً لاستيعاب هذه المعادلة، فمهما كانت المقاضيات غالية والاستقرار حلاً، فالدماء تكون لهم وحلاً يغرق فيه كل من ظلم وكل من عمد نفسه ظالماً. ولكن أبشروا، فالدماء دائماً أصعب الأثمان الذي قد يدفعه إنسان مقابل شيء ،ولكل شيء ثمنه وما أثمن من قيمة دمه وما أغلى حريته، فالبشرى هنا تأتي من كثرة الدماء فكلما زادت قلما انتهى وقت الظالم. فليس هناك أبداً معادلة ناقصة مع القتل، فإن كان أخوك قد تشاجر مع أحد تندفع بشده لتحميه وتأخذ الثأر، فدائماً يتواجد الأخوة كلما اقترب الظالم،فسلسلة الرأي لن تكفل الحرية ولكنها لن تدفن الرجولة والنخوة اللتان هما غريزة بشرية مدفونة في كل إمرأة قبل كل رجل، فإن اندثرت فترة فأعلم أن الغضب الشديد قادم وإن اتى فلن ينتهي حتى يستيقظ العدل من قبره!