مصر مشغولة بالمستقبل والسعي بإصرار وجدية لتحقيق الخطوات والمراحل الواردة في خارطة المستقبل، التي اتفقت عليها القوي الوطنية وأعلنتها في الثالث من يوليو، تنفيذا لإرادة الشعب في ثورة الثلاثين من يونيو، التي وضعت نهاية لسيطرة المعزول وجماعته علي الحكم بعد فشلهم في إدارة شئون البلاد. ومصر في انشغالها ومسعاها خطت بالفعل خطوة واسعة وايجابية، بانتهائها من وضع الدستور بوصفه الركيزة الأساسية، والقاعدة الرئيسية للانطلاق الصحيح في المسيرة الوطنية لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة، القائمة علي الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون،...، وهي ذات الأهداف التي نادت بها الجماهير في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو. والشعب يتطلع الآن لتحقيق الاستحقاق الثاني والأهم في خارطة المستقبل، وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق إرادة الجماهير وما تأتي به الصناديق، في انتخابات حرة نزيهة وشفافة، وهو الاستحقاق الذي تسارعت خطواته خلال الأيام الماضية وصولا إلي موعده المقرر في السادس والعشرين من الشهر الحالي بإذن الله. وبينما جماهير الشعب تتطلع وتسعي لانجاز هذا الاستحقاق علي الوجه الأكمل، يحدوها الأمل في تحقيق ما تطمح إليه، فإن فلول الإرهاب وعصابات الإجرام والضلال والتكفير تسعي بكل الخسة والدناءة لقتل الأمل في النفوس، وتعويق المسيرة ومنعها من بلوغ أهدافها وتحقيق مرادها. وفي هذا الإطار راحت جماعة العنف والإرهاب تزيد من جرائمها، وترفع وتيرة عمليات القتل والتفجير والتخريب التي تقوم بها مستهدفة رجال الشرطة والأمن، وأفراد قواتنا المسلحة بهدف إشاعة أكبر قدر من الترويع ونشر الاحساس بعدم الاستقرار، وذلك علي أمل وقف أو تعطيل مسيرة الشعب، وتعويق الانتخابات الرئاسية. ورغم إيماني الكامل بأن محاولات الجماعة الإرهابية وعصابات القتل والتخريب مآلها الفشل ومصيرها السقوط بإذن الله،...، إلا أن الحذر واجب والانتباه ضرورة والاستعداد واليقظة لا زمان، لمواجهة جنون الجماعة وتحقيق طموحات الشعب،...، وذلك عملا بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام «اعقلها وتوكل علي الله».