يعد فيروس الايدز أو نقص المناعة البشري من أكثر الفيروسات فتكاً بالانسان لأنه يهاجم جهازه المناعي، مما يجعل المصاب به عرضة للعدوي بأي أمراض ممكنة. هذا الفيروس الذي سجل اول ظهور له في يونيو 1981، بين خمسة رجال من المثليين او الشواذ في لوس انجلوس لازال يتصدر قائمة منظمة الصحة الدولية من حيث عدد الاصابات، والوفيات. فطبقاً للاحصائيات أصاب الفيروس 75 مليون شخص منذ ظهوره، مات منهم 36 مليونا. كما تقول التقديرات ان هناك حاليا 35 مليون مصاب بالايدز حول العالم، 3.3٪ منهم من الاطفال تحت سن .15 وبحسب التقديرات ايضاً يتسبب الايدز في موت 3 ملايين شخص، في المتوسط، سنوياً. وعلي الرغم من ارتباط الفيروس بشكل كبير بالعلاقات الجنسية الشاذة، الان ان طرق انتقاله المتنوعة جعلت منه مرض كل مكان وزمان. فإلي جانب الاتصال الجنسي المباشر ينتقل الفيروس عن طريق نقل الدم، والحقن الملوثة بالفيروس بين الفقراء الذين يعالجون في اماكن تنقصها الدقة والرعاية الكافية، وكذلك بين المدمنين من مستخدمي الحقن. المؤلم ان انتقال الفيروس من الآم المصابة لطفلها سواء خلال الحمل او الرضاعة ادي الي اصابة أكثر من 2.5 مليون طفل بريء بهذا المرض اللعين، مات منهم في عام واحد فقط، هو 2007، 330 الف طفل في مختلف انحاء العالم. وتقول المنظمة الدولية " امفار" ان النسبة الاكبر من المصابين بفيروس الايدز توجد في افريقيا، حيث يقّدر عدد المصابين هناك بحوالي 25 مليون، ربما بسبب ما تعانيه القارة من فقر وجهل وتدهور في مستوي الرعاية الصحية. بينما يتجاوز عدد حالات الاصابة في آسيا 5 ملايين حالة، وفي امريكا 1.5مليون حالة. تليها أوروبا بعدد قدره 1.3مليون حالة. ويقل عدد الحالات في الشرق الاوسط ومنطقة شمال افريقيا، حيث يبلغ عدد مرضي الايدز المسجلون 260 الف شخص بين بالغ وطفل. عدم التوصل للقاح او علاج شاف لهذا الفيروس حتي الآن، هو السبب الرئيسي في ارتفاع عدد حالات الوفيات بين المصابين به. وتعتمد وسائل الوقاية المعروفة حتي الآن علي تجنب التعرض للإصابة بالفيروس أو العلاج بدواء مضاد للفيروسات الارتدادية مباشرةً بعد التعرض للفيروس، وهو ما يعرف باسم العلاج الوقائي. وتتضمن أهداف العلاج المضاد للفيروسات الارتدادية حدوث تحسن عام في حياة المريض وتقليل مضاعفات المرض وكذلك تقليل معدل وجود فيروس HI» في الدم بحيث يكون أقل من الحد الذي يمكن اكتشافه عنده، ولكن هذا العلاج لا يؤدي إلي شفاء المريض من الفيروس، ولا يمنع - بمجرد أن يتم وقفه عودة ارتفاع مستويات الفيروس في الدم والذي يكون عادةً مقاومًا لهذا النوع من العلاجات. وفي غياب استخدام هذا النوع من العلاج، تتطور عدوي HIV في فترة تتراوح ما بين تسعة وعشر أعوام في المتوسط، ويكون متوسط الفترة التي يعيشها المريض بعد الإصابة الفعلية بالإيدز 9 أشهر فقط. ويتصدر الايدز العديد من القوائم التي ترصد أشد الفيروسات فتكاً، والتي تضم فيروسات أخري لا تحظي بشهرة الفيروسات الاخري رغم ما تحصده من أرواح ومنها فيروس الروتا الذي يحصد 61 الف ضحية كل عام، والهانتا الذي يتسبب في موت 70 الف سنوياً والحمي الصفراء التي تقتل 30 الف مصاب سنوياً.