في إطار المبادرة الإقليمية السنوية التي تطلقها منظمة الصحة العالمية في منطقة شرق البحر المتوسط، أعلنت شركة"إم س دي" مصر خلال المؤتمر الصحفي عن مشاركتها ودعمها لأسبوع التطعيم الذي يطلقه المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية "EMRO" بجانب عدد من شركائه. وقد تم إطلاق أسبوع التطعيم بهدف حماية البشر من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بتناول التطعيمات، ويقام الأسبوع هذا العام في الفترة من 24 حتى 30 أبريل تحت عنوان" الوصول لكل مجتمع". وفي إطار موضوع هذا العام، تركز "إم س دي" مصر على رفع الوعي بخطورة فيروس "الروتا" الذي يتسبب في وفاة 650.000 طفل رضيع كل عام في دول المنطقة العربية وحدها، مما يجعل "الروتا" من أخطر الفيروسات المهددة لصحة الأطفال في مصر. وفيروس "الروتا" من الفيروسات المعدية للغاية، والتي تنتقل عن طريق الفم. وقد نصحت منظمة الصحة العالمية عام 2009 بضرورة إدراج تطعيم فيروس "الروتا" ضمن برامج التطعيمات المحلية في العالم.. ولكن في مصر، مازالت معدلات التطعيم ضد فيروس "الروتا" منخفضة. ومن الأمور المؤلمة أن الطفل يواجه الموت نتيجة الإصابة بالروتا، بينما يوجد حل طبي متاح للوقاية منه، وهو التطعيم".
ومن جانبه، أوضح الدكتور مصطفى محمدي مدير مركز التطعيمات بالشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، أن التطعيم له قدره على إنقاذ حياة 3 ملايين شخص حول العالم كل عام، نتيجة تناول التطعيمات واللقاحات في مراحل الطفولة، وبالفعل تم القضاء على العديد من الأمراض نهائياً في العالم، أو تقليص نسب الإصابة بها بصورة كبيرة جداً. هذا إلى جانب المضاعفات والإعاقات الجسدية التي يمكن أن تؤدي إليها تلك الأمراض, وبالرغم من التغيرات الكبيرة التي يمكن أن تتحقق في المجتمع المصري نتيجة التطعيم، إلا أن الوعي بخطورة وأهمية هذه القضية الملحة مازال محدودا، ومنها مثلا نقص الوعي بين المصريين بأهمية التطعيم ضد فيروس "الروتا". وحالياً تستخدم "فاكسيرا" تطعيمين للوقاية من فيروس "الروتا" في مصر: النوع الأول يتضمن 3 جرعات ويحمي الأطفال من 5 أنواع جينية من الفيروس ويتمتع التطعيم بدرجة فعالية تصل إلى 95% للأطفال في المرحلة العمرية من 6 إلى 32 أسبوع، والنوع الثاني يتألف من جرعتين، ويحمي الطفل من نوع واحد للفيروس".
ويضيف دكتور رمزي مراد العضو المنتدب لشركة "إم س دي" مصر "إن أسبوع التطعيم الإقليمي من المبادرات الهامة للغاية، كما لعبت الشركة دوراً محورياً في تخفيض معدلات انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم. لذا، فإن من أهم أهدافنا الإستراتيجية العمل على تطوير وابتكار تطعيمات جديدة، مع تهيئة كافة الظروف التي تتيح إنتاج التطعيمات وتقديمها لكل دول العالم. وفي إطار التزامنا بتحقيق تلك الأهداف، نعمل بصورة متواصلة على رفع الوعي بالأمراض الأكثر خطورة والتي يمكن الوقاية منها بتناول التطعيمات" وللتعرف على مدى خطورة فيروس "الروتا" على الأطفال في مصر، يقول الدكتور حامد الخياط أستاذ طب الأطفال والرئيس الشرفي للجمعية العربية الدولية للجهاز الهضمي والتغذية، تبلغ معدلات الإصابة بفيروس "الروتا بين الأطفال المصريين 14%، حيث تظهر الدراسات مدى خطورة الإسهال الذي يسببه الفيروس على حياة الأطفال الرضُع، خاصةً في المرحلة العمرية من 6 إلى 11 شهراً، وهي من أكثر المراحل العمرية التي تصاب بالفيروس، فحوالي 50% من الأطفال في تلك المرحلة يصابون مرة واحدة على الأقل بهذا الفيروس قبل بلوغهم 12 شهراً. وفي مصر، يعتبر الإسهال الشديد سبباً رئيسياً في وفاة الأطفال دون سن ثلاث سنوات و الأطفال دون سن عامين أكثر عرضة للإعياء الشديد نتيجة الإصابة بفيروس "الروتا". جدير بالذكر أن التطعيمات لها أثر عميق على الصحة العامة. فقد أدى استخدام التطعيمات على نطاق واسع لمنع أكثر من 30 مرضاً معدياً شائعاً على مستوى العالم، مع تفادي الإصابة بحالات العجز الدائمة التي تصاحب المريض طوال حياته. كما أدى استخدام التطعيمات أيضاً لتفادي وقوع 2.5 مليون حالة وفاة سنوياً على مستوى العالم، وبالرغم من النجاحات التي تمكنت حملات التطعيم من تحقيقها في مصر، إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب تخطيها في المستقبل.
ما هو فيروس الروتا يعد فيروس "الروتا" من أكثر الفيروسات المسببة للإسهال انتشاراً بين الأطفال والرضع في العالم، وهو فيروس معدي جداً وتنتج عنه التهابات معوية حادة. ويصيب الفيروس كل الأطفال تقريباً أكثر من مرة قبل بلوغهم الخامسة. أعراضه تتضمن أعراض "الروتا" كل من الحمى، القئ، الإسهال المائي الذي يستمر من 3 إلى 9 أيام، ويمكن لهذه الأعراض أن تتطور بسرعة لتؤدي إلى فقدان كبير في سوائل الجسم، مما ينتج عنه الجفاف، وفي الحالات الحادة التي تصيب الرضع من عمر 6 شهور حتى سنتين، قد يعاني الطفل من 20 حالة إسهال وقئ في اليوم الواحد. لذا يعد التطعيم ضد فيروس "الروتا" من أهم الإجراءات المستخدمة في تقليل حالات الإسهال الشديد التي تصاحب العدوى.