ذكر مسئولون أمريكيون، أن الجهد الذي دام لأشهر من أجل تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية السورية توقف نظرا لتمسك سوريا ب27 طنا من غاز السارين. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - في سياق تقرير نشرته الخميس 1 مايو - على موقعها الإلكتروني - إلى أنه بحسب المسئولين الأمريكيين فعقب نقل المسئولية عن كل الترسانة الكيماوية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية باستثناء نسبة 8% منها، فاتت المهلة دمشق الأحد الماضي للتخلي عن بقايا ترسانتها المخزنة في 16 حاوية بالعاصمة السورية. وتصر المنظمة المنوطة بالتخلص من ترسانة سوريا الكيماوية على ضرورة تدمير شبكة من الأنفاق والمباني التي كانت تستخدم في عملية التخزين، في حين دفعت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بضرورة استغلال المنشآت في شيء آخر. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي على إطلاع بالقضية، طلب عدم ذكر اسمه، قوله "إنهم يتوقفون فقط لفترة من أجل التشبث ببعض تلك المنشآت والاحتفاظ بها، متوقعا لسوريا أن تتنازل عن المواد في نهاية المطاف، موضحة أنه على الرغم من ذلك فإن النجاح النسبي لاتفاق أبرمته واشنطن مع موسكو الخريف الماضي بعد هجوما بالأسلحة الكيماوية في إحدى ضواحي دمشق أثرت عليه تقارير بدء الحكومة السورية استخدام الكلور في قنابل بدائية تسقطها طائرات في مناطق سكنية". وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام المواد الكيماوية ذات الأغراض الصناعية المتوفرة على نطاق واسع في ذخائر تعرف ب"القنابل البرميلية" سيشكل انتهاكا لمعاهدة الأسلحة الكيماوية التي انضمت إليها دمشق خريف العام الماضي تحت تهديد بضربات صواريخ أمريكية من طراز "كروز". ولفتت إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي أقيمت لتطبيق بنود المعاهدة، أعلنت هذا الأسبوع أنها تخطط لإرسال فريق للتحقيق في تقارير حول هجوم في 11 أبريل الماضي باستخدام قنابل تتضمن عبوات كلور في كفر زيتا، وهي قرية تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا، موضحة أنه في حالة تأكد استخدام مادة الكلور كسلاح في سوريا، فإن هذا سيشكل ورطة لواشنطن حيث ليس بإمكانها السعي وراء أن تتخلص سوريا من كيماويات متاحة على نطاق واسع ذات استخدامات شرعية متعددة. وبحسب خبراء، فإن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للكلور يعكس حسابات للنظام تتعلق بأهمية مواصلة الضربات الكيماوية في تخويف جماعات المعارضة المسلحة حتى وإن كانت ذخيرة تقليدية ليست فتاكة بنفس الدرجة، فيما أشار مسئولون أمريكيون إلى أن روسيا، مزود الأسلحة الرئيسي لسوريا، تواصل ممارسة الضغط على دمشق من أجل نقل غاز السارين المتبقي مما يجعل الجهد أحد المجالات القليلة المتبقية التي تتعاون فيها موسكووواشنطن.