حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من محادثات المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وخيره بين السلام مع إسرائيل أو الحركة الإسلامية المعادية لها، الأربعاء 23 إبريل. وأجرى ممثلون من منظمة التحرير الفلسطينية وحماس جلسة مصالحة، الثلاثاء الماضي، في قطاع غزة هي الأولى منذ نشب صراع عام 2007 فقدت خلاله القوات الموالية لعباس السيطرة على القطاع لصالح حركة حماس التي تعارض السلام مع إسرائيل. وتزامنت محاولة المصالحة مع اجتماعات بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة فتح ومفاوضين إسرائيليين في محاولة لتمديد محادثات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة إلى بعد مهلة 29 إبريل، وقالت مصادر إن الجانبين أكدا على وجود خلافات قوية استمرت بعد اجتماعهما في القدس. وسأل نتنياهو خلال تصريحات للصحفيين في اجتماع مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس، "هل يريد عباس السلام مع حماس أم السلام مع إسرائيل؟" وأضاف "لا يمكن أن يجتمع السلام مع حماس والسلام مع إسرائيل، وأتمنى أن يختار السلام، وهو لم يفعل ذلك حتى الآن." ولا يتوقع كثير من الفلسطينيين انفراجة في الأزمة التي شلت الحياة السياسية الفلسطينية، ولا يحدوهم أمل يذكر في أي حل للنزاع الذي لا تبدو له نهاية في الأفق. وحضر مسؤول فلسطيني، اجتماع الثلاثاء، قال إن هناك "اتفاقا من حيث المبدأ" على تشكيل "حكومة خبراء" ربما في غضون خمسة أسابيع، ومن المقرر مواصلة المحادثات في غزة اليوم. وتلاشت آمال الفلسطينيين في المصالحة من قبل، إذ فشلت حماس وفتح منذ 2011 في تنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية بسبب نزاعات بخصوص تقاسم السلطة وإدارة الصراع مع إسرائيل. ويحتمل التوصل إلى اتفاق تمهيد الطريق لإجراء انتخابات ووضع خطة وطنية تجاه إسرائيل، ولن يعيد مثل هذا الاتفاق لعباس قدرا من السيادة في قطاع غزة فحسب لكنه سيساعد أيضا حماس التي يطوقها الحصار الإسرائيلي والإجراءات الحدودية المشددة من جانب مصر لتصبح أقل عزلة. وقال الجانبان، في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة، إنهما على استعداد لتمديد المحادثات التي يرعاها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وعلى الرغم من ذلك، اتهم نتنياهو عباس، بتقديم مطالب غير مقبولة، وقال عباس - خلال اجتماع مع صحفيين إسرائيليين، إن إسرائيل لا بد أن تلتزم بتجميد النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة وأن تركز على ترسيم حدود دولة فلسطينية مستقبلية. وقال نتنياهو "نحاول إعادة إطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين، في كل مرة نصل إلى هذه النقطة يضع "عباس" شروطا جديدة يعرف أن إسرائيل لا يمكن أن تقدمها." وقال عباس للصحفيين إنه سيتعين على إسرائيل تحمل عبء حكم الأراضي الفلسطينية إداريا وماليا إذا انهارت محادثات السلام بين الجانبين. وأحيا كيري محادثات السلام في يوليو، بعد توقف دام نحو ثلاثة أعوام وذلك بهدف إنهاء صراع مستمر منذ عقود وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وواجهت المفاوضات أزمة هذا الشهر حين رفضت إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من أسرى فلسطينيين، كانت وعدت بإطلاق سراحهم. واشترطت إسرائيل للمضي قدما في ذلك الحصول على ضمانات بأن القيادة الفلسطينية ستواصل المحادثات إلى ما بعد المهلة المحددة في 29 إبريل. ورد عباس على رفض إسرائيل الإفراج عن الأسرى بالتوقيع على وثائق للانضمام إلى 15 معاهدة دولية، منها اتفاقيات جنيف التي تتناول حالات الحرب والاحتلال، وأدانت إسرائيل هذا التحرك واعتبرته خطوة أحادية الجانب نحو إقامة دولة.