المشاط: 3 مليارات دولار تمويلات ميسرة من بنك الاستثمار الأوروبي للقطاع الخاص منذ 2020    مياه الغربية: تطوير مستمر لخدمة العملاء وصيانة العدادات لتقليل العجز وتحسين الأداء    محلل استراتيجي أمريكي: اتفاق وقف النار في غزة فرصة تاريخية للسلام    وزير فلسطيني: 300 ألف وحدة سكنية مدمرة و85% من شبكة الطرق في غزة تضررت    يلا شوت منتخب العراق LIVE.. مشاهدة مباراة منتخب العراق وإندونيسيا بث مباشر جودة عالية اليوم في تصفيات كأس العالم 2026    وزير الشباب والرياضة يتابع استعدادات الجمعية العمومية للنادي الأهلي    ضبط 5 أطنان دواجن فاسدة داخل مجزر غير مرخص بالمحلة الكبرى    صوروه في وضع مخل.. التحقيقات تكشف كواليس الاعتداء على عامل بقاعة أفراح في الطالبية    شريف فتحي يبحث تعزيز التعاون السياحي مع قيادات البرلمان والحكومة الألمانية    وزارة الري: إدارة تشغيل المنظومة المائية تجري بكفاءة عالية لضمان استدامة الموارد    جماهير النرويج ترفع أعلام فلسطين في مواجهة إسرائيل بتصفيات كأس العالم 2026    «تفاجأت بإنسانيته».. فيتوريا يكشف أسرار علاقته ب محمد صلاح    9 مرشحين بينهم 5 مستقلين في الترشح لمجلس النواب بالبحر الأحمر ومرشح عن حلايب وشلاتين    التشكيل الرسمى لمباراة الإمارات ضد عمان فى تصفيات كأس العالم 2026    محافظ الأقصر يقوم بجولة مسائية لتفقد عدد من المواقع بمدينة الأقصر    ليلى علوي تهنئ إيناس الدغيدي بعقد قرانها:«فرحانة بيكم جدًا.. ربنا يتمملكم على خير»    تامر حسني وعفروتو وأحمد عصام يشعلون حفلاً ضخماً في العين السخنة (صور)    المايسترو محمد الموجى يكشف ل«الشروق» كواليس الدورة 33 لمهرجان الموسيقى العربية    القسوة عنوانهم.. 5 أبراج لا تعرف الرحمة وتخطط للتنمر على الآخرين    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    وزير الصحة يبحث مع شركة «دراجر» العالمية تعزيز التعاون لتطوير المنظومة بمصر    وفقًا لتصنيف التايمز 2026.. إدراج جامعة الأزهر ضمن أفضل 1000 جامعة عالميًا    QNB يحقق صافى أرباح 22.2 مليار جنيه بمعدل نمو 10% بنهاية سبتمبر 2025    لامين يامال يغيب عن مواجهة جيرونا استعدادا للكلاسيكو أمام ريال مدريد    وزير خارجية الصين يدعو إلى تعزيز التعاون الثنائي مع سويسرا    رسميًا.. موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 وتغيير الساعة في مصر    عالم أزهري يوضح أحكام صلاة الكسوف والخسوف وأدب الخلاف الفقهي    عالم أزهري يوضح حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله    هل متابعة الأبراج وحظك اليوم حرام أم مجرد تسلية؟.. أمين الفتوى يجيب "فيديو"    رئيس جامعة قناة السويس يشارك في وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الوطن    مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية: لا تفشٍ لفيروس كورونا مرة أخرى    نزلات البرد.. أمراض أكثر انتشارًا في الخريف وطرق الوقاية    التوقيت الشتوي.. كيف تستعد قبل أسبوع من تطبيقه لتجنب الأرق والإجهاد؟    قيل بيعها في السوق السوداء.. ضبط مواد بترولية داخل محل بقالة في قنا    بتهمة خطف طفل وهتك عرضه,, السجن المؤبد لعامل بقنا    معهد فلسطين لأبحاث الأمن: اتفاق شرم الشيخ يعكس انتصار الدبلوماسية العربية    في 3 أيام.. إيرادات فيلم هيبتا 2 تقترب من 11 مليون جنيه    الداخلية تكشف حقيقة سرقة شقة بالدقي    «الري»: التعاون مع الصين فى 10 مجالات لإدارة المياه (تفاصيل)    غدًا.. محاكمة 60 معلمًا بمدرسة صلاح الدين الإعدادية في قليوب بتهم فساد    منظمة العمل العربية تطالب سلطات الاحتلال بتعويض عمال وشعب فلسطين عن الأضرار التي سببتها اعتداءاتها الوحشية    الجو هيقلب.. بيان عاجل من الأرصاد الجوية يحذر من طقس الأيام المقبلة    الداخلية تكشف تفاصيل ضبط سائق يسير عكس الاتجاه بالتجمع الخامس ويعرض حياة المواطنين للخطر    تفاصيل لقاء السيسي بالمدير العام لليونسكو (صور)    إيهاب فهمي: "اتنين قهوة" يُعرض في ديسمبر | خاص    الرباعة سارة سمير بعد التتويج بثلاث فضيات ببطولة العالم: دايمًا فخورة إني بمثل مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    العرفاوي: لا ندافع فقط في غزل المحلة.. ونلعب كل مباراة من أجل الفوز    عاجل- الدفاع المدني في غزة: 9500 مواطن ما زالوا في عداد المفقودين    «المشاط» تبحث مع المفوض الأوروبى للبيئة جهود تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون    زراعة المنوفية: ضبط 20 طن أسمدة داخل مخزنين بدون ترخيص فى تلا    انتخابات النواب: رقمنة كاملة لبيانات المرشحين وبث مباشر لمتابعة تلقى الأوراق    نائبة وزيرة التضامن تلتقي مدير مشروع تكافؤ الفرص والتنمية الاجتماعية EOSD بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي    الرعاية الصحية: تعزيز منظومة الأمان الدوائي ركيزة أساسية للارتقاء بالجودة    منها «القتل والخطف وحيازة مخدرات».. بدء جلسة محاكمة 15 متهما في قضايا جنائية بالمنيا    أكسيوس عن مسؤول أميركي: نتنياهو لن يحضر القمة التي سيعقدها ترامب بمصر    أسعار اللحوم اليوم السبت في شمال سيناء    «رغم زمالكاويتي».. الغندور يتغنى بمدرب الأهلي الجديد بعد الإطاحة بالنحاس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسوان.. "الطيبة".. "غرقانة" في بحر الدم

أسوان.. بلد الناس "الطيبين".. تلك المدينة "الهادئة".. عروس النيل.. مقصد الملايين من شتى أنحاء العالم.. صاحبة الجذور .الممتدة لآلاف السنين.. بين عشية ضحية وضحاها "غرقت" في بحر من الدماء
اغتالت نيران العنف ابتسامات أهلها.. وكسا الحزن وجوه نسائها، وضاع العشرات من شبابها ورجالها، في معركة "تافهة"
الأسباب.. "قاسية" النتائج، بين عائلتين بمنطقة الشعبية بالسيل الريفي بمحافظة أسوان، راح ضحيتها 25 قتيل وأكثر من 50 .مصاب حتى الان، واحتراق حوالي 16 منزلاً، لخلافات قديمة بين عائلتي "الدابودية والهلايل" شرق مدينة أسوان
عبارات مسيئة تطعن في شرف عائلتين بمدينة أسوان، كانت عنواناً كتبه طلاب مدارس لا يتجاوز أعمارهم العشرين عاما، تسببت في بركاناً من الدماء حصد العشرات ما بين رجال ونساء وأطفال.
"الحرب الدامية"
كانت بداية تفاصيل الأحداث، وقعت أحداثها الأربعاء الماضي، عندما قام طالبان ينتمون إلى عائلة "الدابودية" بمدرسة الثانوية الصناعية، باستغلال جدران المدرسة لتصفية خلافات بينهما وبين عدد من عائلة "الهلايل"، وكتبوا عبارات مسيئة تطعن في شرف العائلة الأخرى، فأراد طلاب "الهلايل" الانتقام، فاستعانوا بمجموعة من الشباب خارج المدرسة، فحاولوا اقتحام المدرسة والنيل من الطالبين، إلا أن طلاب المدرسة الصناعية تصدوا لهم وتبادل الطرفان الاشتباكات، مما أدى إلى تعطل الدراسة منذ ذلك الوقت.
وبعد ما انتشرت العبارات المسيئة على جدران المنازل والشوارع ب"نجع الشعبية" بالسيل الريفى بأسوان، أرادوا "الدابودية" الانتقام، ثم وأثناء تجمهرهم عقب صلاة الجمعة، فتح أبناء "الهلايل" النيران بالأسلحة الآلية عليهم، وأسفرت الأحداث عن سقوط 3 قتلى بينهم سيدة، وإصابة 23 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى أسوان الجامعي لتلقى العلاج .
وعلى الفور تدخلت قوات الشرطة وفرضت كردوناً أمنياً بمنطقة الأحداث لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخرى، وحاولت استدعاء كبار العائلتين لإنهاء الأزمة، وتمكنت من ضبط ثلاثة أشخاص ينتمون لقبيلة " الهلايل "، وعاينت النيابة جثث المتوفين وصرحت بدفنها بعد استدعاء الطب الشرعي لتشريح الجثث.
ولكن لم تهدا نار شباب قبيلة الدابودية، واستغلوا انشغال كبار عائلتهم بدفن جثث الضحايا، وقاموا بتجميع أنفسهم، وهجموا في الساعات الأولى من صباح السبت بالأسلحة الآلية وزجاجات المولوتوف على منازل " الهلايل " واستمرت الاشتباكات حتى طلوع الفجر، وانتهت بمصرع 14 شخصاً من الهلايل وشخص واحد من الدابودية، وتنوعت أسباب الوفاة ما بين طلقات نارية، وطعنات وذبح بين الرجال والنساء والأطفال.
وتحول الأمر إلى مباراة "الكسبان فيها هو من يسقط عدد قتلى أكثر"، فكان رد الهلايل على ذلك قاسيا، حيث قاموا بإشعال النيران في منزل مكون من ثلاث طوابق لشخص ينتمي ل" الدابودية "، مما أسفر عن وقوع 3 قتلى جدد، لترتفع بذلك الحصيلة إلى 23 قتيلاً وإصابة 50 آخرين، بحسب مديرية الصحة بأسوان، واحتراق حوالي 16 منزلاً.
"دور الداخلية"
انتقل رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية إلى مطار أسوان، والتقى باللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، لبحث الاشتباكات الدامية التي تحدث بالمنطقة، وعقد لقاء مع وفد القبائل العربية بأسوان بديوان عام المحافظة، مساء السبت، والذي استهله بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الضحايا، وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن الأحداث، وتعهد محلب أمام المجتمعين باستعادة الأمن في المنطقة، ومعاقبة المتورطين في الأحداث.
وأعلن بعدها مصدر أمنى مسئول بوزارة الداخلية عن استقرار الأوضاع في محافظة أسوان، مؤكداً أن وزير الداخلية أرسل رجال العمليات الخاصة بطائرة هليكوبتر للتدخل في حال تجدد الاشتباكات مرة أخرى.
وأضاف المصدر إن الاشتباكات بين الطرفين معقدة، نظرا لأن العدد الأكبر من الضحايا في صفوف أحد الطرفين دون الآخر، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى مصالحة سلمية.
كما أجرى محافظ أسوان أمس السبت، اتصالاً هاتفياً بالفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لدفع تشكيلات القوات المسلحة في منطقة الاشتباكات بالسيل الريفي لمساندة جهود الشرطة في السيطرة على الموقف ووقف نزيف الدماء بين أبناء المجتمع الواحد.
وناشد يسري القيادات الشعبية والطبيعية للقبيلتين بضبط النفس ووقف الاشتباكات وسرعة إنهاء الخصومة، ونبذ الخلافات، من أجل ردم بؤر الدم تطبيقاً للمعاني السمحة للدين الإسلامي، وسعياً لإرساء دعائم الاستقرار والسلام الاجتماعي.
كما عقد يسري، اجتماعا عاجلا، مع القيادات العسكرية والأمنية والنقابية والشعبية والطبيعية، لسرعة احتواء الاشتباكات التي اندلعت بين قبيلتي الدابودية الهلايل.
" حالة تأهب قصوى"
وأكد مصدر طبي، أن هناك حالة تأهب قصوى في مرفق الإسعاف بأسوان بعد ارتفاع ضحايا الأحداث،مضيفا أن غالبيتهم من قبيلة "بني هلال"، وإن إصابات الجثث ما بين طلق ناري وذبح بالأسلحة البيضاء، بينهم سيدات وطفلة.
" الأحزاب.. وبمحاسبة المقصرين"
كما طالب عدد من قيادات الأحزاب بمحاسبة المقصرين في أحداث اشتباكات أسوان والتي راح ضحيتها العشرات، وحملوا الأجهزة الأمنية مسؤولية الأحداث الدامية وناشدوا العقلاء من قبيلتي »الهلايل والدابودية« تهدئة الأوضاع هناك وطالبوا الحكومة بالقبض على تجار السلاح والمخدرات.
وطالب حزب التجمع في بيان له، رئيس الوزراء ووزير الداخلية وحكومة المهندس إبراهيم محلب، بسرعة التدخل لإنهاء المذبحة وحملها مسؤولية سقوط الضحايا من أبناء ومواطني أسوان واتهم وزارة الداخلية ومدير أمن أسوان بتعمد إبعاد رجال الأمن عن مدينة أسوان فور انتهاء زيارة رئيس الوزراء.
وطالب السفير محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر، الحكومة بالاهتمام بالأمن العام، خاصة الخصومات الثأرية التي زادت بطريقة ملفتة في صعيد مصر بعد ثورة 25 يناير، نتيجة دخول كميات كبيرة من السلاح.
وقال عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين، إنه يتابع بمزيد بانزعاج أحداث أسوان، ومرعاه هذا القدر من العنف والدموية في بقعة عرفت طوال التاريخ كواحدة من أهدأ وأنقى ربوع البلاد، ووجه النداء إلى أهل أسوان بحقن الدماء، وطالب الحكومة بسرعة التحرك على أعلى المستويات المسؤولة لاحتواء الأزمة، والتحقيق العاجل في ملابساتها، إنفاذاً للقانون واطمئناناً للجميع أن الحقوق ستعود لأصحابها، لأن ذلك هو الضمانة الوحيدة المطلوبة لوقف دائرة العنف.
وأدان حزب الدستور، أعمال العنف في أي مكان في مصر، خاصة العنف الدامي في أسوان، مضيفا أن جزءا من المشكلة يتعلق بتقصير الجهات الأمنية في منع حدوث الكارثة قبل وقوعها، وطالب بسرعة التحرك لعدم تكرار مثل هذه الجرائم نظرا لطبيعة المجتمع والعمل على حدوث تسوية وتحقيق مفصل وتقديم الجناة والمتورطين للمحاكمة، كما طالب الجهات المسؤولة بالإعلان عن الأسباب من خلال جهات تحقيق دون الإسراع في إصدار تصريحات قد تكون غير صحيحة.
أسوان.. بلد الناس "الطيبين".. تلك المدينة "الهادئة".. عروس النيل.. مقصد الملايين من شتى أنحاء العالم.. صاحبة الجذور .الممتدة لآلاف السنين.. بين عشية ضحية وضحاها "غرقت" في بحر من الدماء
اغتالت نيران العنف ابتسامات أهلها.. وكسا الحزن وجوه نسائها، وضاع العشرات من شبابها ورجالها، في معركة "تافهة"
الأسباب.. "قاسية" النتائج، بين عائلتين بمنطقة الشعبية بالسيل الريفي بمحافظة أسوان، راح ضحيتها 25 قتيل وأكثر من 50 .مصاب حتى الان، واحتراق حوالي 16 منزلاً، لخلافات قديمة بين عائلتي "الدابودية والهلايل" شرق مدينة أسوان
عبارات مسيئة تطعن في شرف عائلتين بمدينة أسوان، كانت عنواناً كتبه طلاب مدارس لا يتجاوز أعمارهم العشرين عاما، تسببت في بركاناً من الدماء حصد العشرات ما بين رجال ونساء وأطفال.
"الحرب الدامية"
كانت بداية تفاصيل الأحداث، وقعت أحداثها الأربعاء الماضي، عندما قام طالبان ينتمون إلى عائلة "الدابودية" بمدرسة الثانوية الصناعية، باستغلال جدران المدرسة لتصفية خلافات بينهما وبين عدد من عائلة "الهلايل"، وكتبوا عبارات مسيئة تطعن في شرف العائلة الأخرى، فأراد طلاب "الهلايل" الانتقام، فاستعانوا بمجموعة من الشباب خارج المدرسة، فحاولوا اقتحام المدرسة والنيل من الطالبين، إلا أن طلاب المدرسة الصناعية تصدوا لهم وتبادل الطرفان الاشتباكات، مما أدى إلى تعطل الدراسة منذ ذلك الوقت.
وبعد ما انتشرت العبارات المسيئة على جدران المنازل والشوارع ب"نجع الشعبية" بالسيل الريفى بأسوان، أرادوا "الدابودية" الانتقام، ثم وأثناء تجمهرهم عقب صلاة الجمعة، فتح أبناء "الهلايل" النيران بالأسلحة الآلية عليهم، وأسفرت الأحداث عن سقوط 3 قتلى بينهم سيدة، وإصابة 23 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى أسوان الجامعي لتلقى العلاج .
وعلى الفور تدخلت قوات الشرطة وفرضت كردوناً أمنياً بمنطقة الأحداث لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخرى، وحاولت استدعاء كبار العائلتين لإنهاء الأزمة، وتمكنت من ضبط ثلاثة أشخاص ينتمون لقبيلة " الهلايل "، وعاينت النيابة جثث المتوفين وصرحت بدفنها بعد استدعاء الطب الشرعي لتشريح الجثث.
ولكن لم تهدا نار شباب قبيلة الدابودية، واستغلوا انشغال كبار عائلتهم بدفن جثث الضحايا، وقاموا بتجميع أنفسهم، وهجموا في الساعات الأولى من صباح السبت بالأسلحة الآلية وزجاجات المولوتوف على منازل " الهلايل " واستمرت الاشتباكات حتى طلوع الفجر، وانتهت بمصرع 14 شخصاً من الهلايل وشخص واحد من الدابودية، وتنوعت أسباب الوفاة ما بين طلقات نارية، وطعنات وذبح بين الرجال والنساء والأطفال.
وتحول الأمر إلى مباراة "الكسبان فيها هو من يسقط عدد قتلى أكثر"، فكان رد الهلايل على ذلك قاسيا، حيث قاموا بإشعال النيران في منزل مكون من ثلاث طوابق لشخص ينتمي ل" الدابودية "، مما أسفر عن وقوع 3 قتلى جدد، لترتفع بذلك الحصيلة إلى 23 قتيلاً وإصابة 50 آخرين، بحسب مديرية الصحة بأسوان، واحتراق حوالي 16 منزلاً.
"دور الداخلية"
انتقل رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية إلى مطار أسوان، والتقى باللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، لبحث الاشتباكات الدامية التي تحدث بالمنطقة، وعقد لقاء مع وفد القبائل العربية بأسوان بديوان عام المحافظة، مساء السبت، والذي استهله بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الضحايا، وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن الأحداث، وتعهد محلب أمام المجتمعين باستعادة الأمن في المنطقة، ومعاقبة المتورطين في الأحداث.
وأعلن بعدها مصدر أمنى مسئول بوزارة الداخلية عن استقرار الأوضاع في محافظة أسوان، مؤكداً أن وزير الداخلية أرسل رجال العمليات الخاصة بطائرة هليكوبتر للتدخل في حال تجدد الاشتباكات مرة أخرى.
وأضاف المصدر إن الاشتباكات بين الطرفين معقدة، نظرا لأن العدد الأكبر من الضحايا في صفوف أحد الطرفين دون الآخر، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى مصالحة سلمية.
كما أجرى محافظ أسوان أمس السبت، اتصالاً هاتفياً بالفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لدفع تشكيلات القوات المسلحة في منطقة الاشتباكات بالسيل الريفي لمساندة جهود الشرطة في السيطرة على الموقف ووقف نزيف الدماء بين أبناء المجتمع الواحد.
وناشد يسري القيادات الشعبية والطبيعية للقبيلتين بضبط النفس ووقف الاشتباكات وسرعة إنهاء الخصومة، ونبذ الخلافات، من أجل ردم بؤر الدم تطبيقاً للمعاني السمحة للدين الإسلامي، وسعياً لإرساء دعائم الاستقرار والسلام الاجتماعي.
كما عقد يسري، اجتماعا عاجلا، مع القيادات العسكرية والأمنية والنقابية والشعبية والطبيعية، لسرعة احتواء الاشتباكات التي اندلعت بين قبيلتي الدابودية الهلايل.
" حالة تأهب قصوى"
وأكد مصدر طبي، أن هناك حالة تأهب قصوى في مرفق الإسعاف بأسوان بعد ارتفاع ضحايا الأحداث،مضيفا أن غالبيتهم من قبيلة "بني هلال"، وإن إصابات الجثث ما بين طلق ناري وذبح بالأسلحة البيضاء، بينهم سيدات وطفلة.
" الأحزاب.. وبمحاسبة المقصرين"
كما طالب عدد من قيادات الأحزاب بمحاسبة المقصرين في أحداث اشتباكات أسوان والتي راح ضحيتها العشرات، وحملوا الأجهزة الأمنية مسؤولية الأحداث الدامية وناشدوا العقلاء من قبيلتي »الهلايل والدابودية« تهدئة الأوضاع هناك وطالبوا الحكومة بالقبض على تجار السلاح والمخدرات.
وطالب حزب التجمع في بيان له، رئيس الوزراء ووزير الداخلية وحكومة المهندس إبراهيم محلب، بسرعة التدخل لإنهاء المذبحة وحملها مسؤولية سقوط الضحايا من أبناء ومواطني أسوان واتهم وزارة الداخلية ومدير أمن أسوان بتعمد إبعاد رجال الأمن عن مدينة أسوان فور انتهاء زيارة رئيس الوزراء.
وطالب السفير محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر، الحكومة بالاهتمام بالأمن العام، خاصة الخصومات الثأرية التي زادت بطريقة ملفتة في صعيد مصر بعد ثورة 25 يناير، نتيجة دخول كميات كبيرة من السلاح.
وقال عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين، إنه يتابع بمزيد بانزعاج أحداث أسوان، ومرعاه هذا القدر من العنف والدموية في بقعة عرفت طوال التاريخ كواحدة من أهدأ وأنقى ربوع البلاد، ووجه النداء إلى أهل أسوان بحقن الدماء، وطالب الحكومة بسرعة التحرك على أعلى المستويات المسؤولة لاحتواء الأزمة، والتحقيق العاجل في ملابساتها، إنفاذاً للقانون واطمئناناً للجميع أن الحقوق ستعود لأصحابها، لأن ذلك هو الضمانة الوحيدة المطلوبة لوقف دائرة العنف.
وأدان حزب الدستور، أعمال العنف في أي مكان في مصر، خاصة العنف الدامي في أسوان، مضيفا أن جزءا من المشكلة يتعلق بتقصير الجهات الأمنية في منع حدوث الكارثة قبل وقوعها، وطالب بسرعة التحرك لعدم تكرار مثل هذه الجرائم نظرا لطبيعة المجتمع والعمل على حدوث تسوية وتحقيق مفصل وتقديم الجناة والمتورطين للمحاكمة، كما طالب الجهات المسؤولة بالإعلان عن الأسباب من خلال جهات تحقيق دون الإسراع في إصدار تصريحات قد تكون غير صحيحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.