أسوان.. بلد الناس "الطيبين".. تلك المدينة "الهادئة".. عروس النيل.. مقصد الملايين من شتى أنحاء العالم.. صاحبة الجذور .الممتدة لآلاف السنين.. بين عشية ضحية وضحاها "غرقت" في بحر من الدماء اغتالت نيران العنف ابتسامات أهلها.. وكسا الحزن وجوه نسائها، وضاع العشرات من شبابها ورجالها، في معركة "تافهة" الأسباب.. "قاسية" النتائج، بين عائلتين بمنطقة الشعبية بالسيل الريفي بمحافظة أسوان، راح ضحيتها 25 قتيل وأكثر من 50 .مصاب حتى الان، واحتراق حوالي 16 منزلاً، لخلافات قديمة بين عائلتي "الدابودية والهلايل" شرق مدينة أسوان عبارات مسيئة تطعن في شرف عائلتين بمدينة أسوان، كانت عنواناً كتبه طلاب مدارس لا يتجاوز أعمارهم العشرين عاما، تسببت في بركاناً من الدماء حصد العشرات ما بين رجال ونساء وأطفال. "الحرب الدامية" كانت بداية تفاصيل الأحداث، وقعت أحداثها الأربعاء الماضي، عندما قام طالبان ينتمون إلى عائلة "الدابودية" بمدرسة الثانوية الصناعية، باستغلال جدران المدرسة لتصفية خلافات بينهما وبين عدد من عائلة "الهلايل"، وكتبوا عبارات مسيئة تطعن في شرف العائلة الأخرى، فأراد طلاب "الهلايل" الانتقام، فاستعانوا بمجموعة من الشباب خارج المدرسة، فحاولوا اقتحام المدرسة والنيل من الطالبين، إلا أن طلاب المدرسة الصناعية تصدوا لهم وتبادل الطرفان الاشتباكات، مما أدى إلى تعطل الدراسة منذ ذلك الوقت. وبعد ما انتشرت العبارات المسيئة على جدران المنازل والشوارع ب"نجع الشعبية" بالسيل الريفى بأسوان، أرادوا "الدابودية" الانتقام، ثم وأثناء تجمهرهم عقب صلاة الجمعة، فتح أبناء "الهلايل" النيران بالأسلحة الآلية عليهم، وأسفرت الأحداث عن سقوط 3 قتلى بينهم سيدة، وإصابة 23 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى أسوان الجامعي لتلقى العلاج . وعلى الفور تدخلت قوات الشرطة وفرضت كردوناً أمنياً بمنطقة الأحداث لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخرى، وحاولت استدعاء كبار العائلتين لإنهاء الأزمة، وتمكنت من ضبط ثلاثة أشخاص ينتمون لقبيلة " الهلايل "، وعاينت النيابة جثث المتوفين وصرحت بدفنها بعد استدعاء الطب الشرعي لتشريح الجثث. ولكن لم تهدا نار شباب قبيلة الدابودية، واستغلوا انشغال كبار عائلتهم بدفن جثث الضحايا، وقاموا بتجميع أنفسهم، وهجموا في الساعات الأولى من صباح السبت بالأسلحة الآلية وزجاجات المولوتوف على منازل " الهلايل " واستمرت الاشتباكات حتى طلوع الفجر، وانتهت بمصرع 14 شخصاً من الهلايل وشخص واحد من الدابودية، وتنوعت أسباب الوفاة ما بين طلقات نارية، وطعنات وذبح بين الرجال والنساء والأطفال. وتحول الأمر إلى مباراة "الكسبان فيها هو من يسقط عدد قتلى أكثر"، فكان رد الهلايل على ذلك قاسيا، حيث قاموا بإشعال النيران في منزل مكون من ثلاث طوابق لشخص ينتمي ل" الدابودية "، مما أسفر عن وقوع 3 قتلى جدد، لترتفع بذلك الحصيلة إلى 23 قتيلاً وإصابة 50 آخرين، بحسب مديرية الصحة بأسوان، واحتراق حوالي 16 منزلاً. "دور الداخلية" انتقل رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية إلى مطار أسوان، والتقى باللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، لبحث الاشتباكات الدامية التي تحدث بالمنطقة، وعقد لقاء مع وفد القبائل العربية بأسوان بديوان عام المحافظة، مساء السبت، والذي استهله بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الضحايا، وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن الأحداث، وتعهد محلب أمام المجتمعين باستعادة الأمن في المنطقة، ومعاقبة المتورطين في الأحداث. وأعلن بعدها مصدر أمنى مسئول بوزارة الداخلية عن استقرار الأوضاع في محافظة أسوان، مؤكداً أن وزير الداخلية أرسل رجال العمليات الخاصة بطائرة هليكوبتر للتدخل في حال تجدد الاشتباكات مرة أخرى. وأضاف المصدر إن الاشتباكات بين الطرفين معقدة، نظرا لأن العدد الأكبر من الضحايا في صفوف أحد الطرفين دون الآخر، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى مصالحة سلمية. كما أجرى محافظ أسوان أمس السبت، اتصالاً هاتفياً بالفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لدفع تشكيلات القوات المسلحة في منطقة الاشتباكات بالسيل الريفي لمساندة جهود الشرطة في السيطرة على الموقف ووقف نزيف الدماء بين أبناء المجتمع الواحد. وناشد يسري القيادات الشعبية والطبيعية للقبيلتين بضبط النفس ووقف الاشتباكات وسرعة إنهاء الخصومة، ونبذ الخلافات، من أجل ردم بؤر الدم تطبيقاً للمعاني السمحة للدين الإسلامي، وسعياً لإرساء دعائم الاستقرار والسلام الاجتماعي. كما عقد يسري، اجتماعا عاجلا، مع القيادات العسكرية والأمنية والنقابية والشعبية والطبيعية، لسرعة احتواء الاشتباكات التي اندلعت بين قبيلتي الدابودية الهلايل. " حالة تأهب قصوى" وأكد مصدر طبي، أن هناك حالة تأهب قصوى في مرفق الإسعاف بأسوان بعد ارتفاع ضحايا الأحداث،مضيفا أن غالبيتهم من قبيلة "بني هلال"، وإن إصابات الجثث ما بين طلق ناري وذبح بالأسلحة البيضاء، بينهم سيدات وطفلة. " الأحزاب.. وبمحاسبة المقصرين" كما طالب عدد من قيادات الأحزاب بمحاسبة المقصرين في أحداث اشتباكات أسوان والتي راح ضحيتها العشرات، وحملوا الأجهزة الأمنية مسؤولية الأحداث الدامية وناشدوا العقلاء من قبيلتي »الهلايل والدابودية« تهدئة الأوضاع هناك وطالبوا الحكومة بالقبض على تجار السلاح والمخدرات. وطالب حزب التجمع في بيان له، رئيس الوزراء ووزير الداخلية وحكومة المهندس إبراهيم محلب، بسرعة التدخل لإنهاء المذبحة وحملها مسؤولية سقوط الضحايا من أبناء ومواطني أسوان واتهم وزارة الداخلية ومدير أمن أسوان بتعمد إبعاد رجال الأمن عن مدينة أسوان فور انتهاء زيارة رئيس الوزراء. وطالب السفير محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر، الحكومة بالاهتمام بالأمن العام، خاصة الخصومات الثأرية التي زادت بطريقة ملفتة في صعيد مصر بعد ثورة 25 يناير، نتيجة دخول كميات كبيرة من السلاح. وقال عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين، إنه يتابع بمزيد بانزعاج أحداث أسوان، ومرعاه هذا القدر من العنف والدموية في بقعة عرفت طوال التاريخ كواحدة من أهدأ وأنقى ربوع البلاد، ووجه النداء إلى أهل أسوان بحقن الدماء، وطالب الحكومة بسرعة التحرك على أعلى المستويات المسؤولة لاحتواء الأزمة، والتحقيق العاجل في ملابساتها، إنفاذاً للقانون واطمئناناً للجميع أن الحقوق ستعود لأصحابها، لأن ذلك هو الضمانة الوحيدة المطلوبة لوقف دائرة العنف. وأدان حزب الدستور، أعمال العنف في أي مكان في مصر، خاصة العنف الدامي في أسوان، مضيفا أن جزءا من المشكلة يتعلق بتقصير الجهات الأمنية في منع حدوث الكارثة قبل وقوعها، وطالب بسرعة التحرك لعدم تكرار مثل هذه الجرائم نظرا لطبيعة المجتمع والعمل على حدوث تسوية وتحقيق مفصل وتقديم الجناة والمتورطين للمحاكمة، كما طالب الجهات المسؤولة بالإعلان عن الأسباب من خلال جهات تحقيق دون الإسراع في إصدار تصريحات قد تكون غير صحيحة. أسوان.. بلد الناس "الطيبين".. تلك المدينة "الهادئة".. عروس النيل.. مقصد الملايين من شتى أنحاء العالم.. صاحبة الجذور .الممتدة لآلاف السنين.. بين عشية ضحية وضحاها "غرقت" في بحر من الدماء اغتالت نيران العنف ابتسامات أهلها.. وكسا الحزن وجوه نسائها، وضاع العشرات من شبابها ورجالها، في معركة "تافهة" الأسباب.. "قاسية" النتائج، بين عائلتين بمنطقة الشعبية بالسيل الريفي بمحافظة أسوان، راح ضحيتها 25 قتيل وأكثر من 50 .مصاب حتى الان، واحتراق حوالي 16 منزلاً، لخلافات قديمة بين عائلتي "الدابودية والهلايل" شرق مدينة أسوان عبارات مسيئة تطعن في شرف عائلتين بمدينة أسوان، كانت عنواناً كتبه طلاب مدارس لا يتجاوز أعمارهم العشرين عاما، تسببت في بركاناً من الدماء حصد العشرات ما بين رجال ونساء وأطفال. "الحرب الدامية" كانت بداية تفاصيل الأحداث، وقعت أحداثها الأربعاء الماضي، عندما قام طالبان ينتمون إلى عائلة "الدابودية" بمدرسة الثانوية الصناعية، باستغلال جدران المدرسة لتصفية خلافات بينهما وبين عدد من عائلة "الهلايل"، وكتبوا عبارات مسيئة تطعن في شرف العائلة الأخرى، فأراد طلاب "الهلايل" الانتقام، فاستعانوا بمجموعة من الشباب خارج المدرسة، فحاولوا اقتحام المدرسة والنيل من الطالبين، إلا أن طلاب المدرسة الصناعية تصدوا لهم وتبادل الطرفان الاشتباكات، مما أدى إلى تعطل الدراسة منذ ذلك الوقت. وبعد ما انتشرت العبارات المسيئة على جدران المنازل والشوارع ب"نجع الشعبية" بالسيل الريفى بأسوان، أرادوا "الدابودية" الانتقام، ثم وأثناء تجمهرهم عقب صلاة الجمعة، فتح أبناء "الهلايل" النيران بالأسلحة الآلية عليهم، وأسفرت الأحداث عن سقوط 3 قتلى بينهم سيدة، وإصابة 23 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى أسوان الجامعي لتلقى العلاج . وعلى الفور تدخلت قوات الشرطة وفرضت كردوناً أمنياً بمنطقة الأحداث لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخرى، وحاولت استدعاء كبار العائلتين لإنهاء الأزمة، وتمكنت من ضبط ثلاثة أشخاص ينتمون لقبيلة " الهلايل "، وعاينت النيابة جثث المتوفين وصرحت بدفنها بعد استدعاء الطب الشرعي لتشريح الجثث. ولكن لم تهدا نار شباب قبيلة الدابودية، واستغلوا انشغال كبار عائلتهم بدفن جثث الضحايا، وقاموا بتجميع أنفسهم، وهجموا في الساعات الأولى من صباح السبت بالأسلحة الآلية وزجاجات المولوتوف على منازل " الهلايل " واستمرت الاشتباكات حتى طلوع الفجر، وانتهت بمصرع 14 شخصاً من الهلايل وشخص واحد من الدابودية، وتنوعت أسباب الوفاة ما بين طلقات نارية، وطعنات وذبح بين الرجال والنساء والأطفال. وتحول الأمر إلى مباراة "الكسبان فيها هو من يسقط عدد قتلى أكثر"، فكان رد الهلايل على ذلك قاسيا، حيث قاموا بإشعال النيران في منزل مكون من ثلاث طوابق لشخص ينتمي ل" الدابودية "، مما أسفر عن وقوع 3 قتلى جدد، لترتفع بذلك الحصيلة إلى 23 قتيلاً وإصابة 50 آخرين، بحسب مديرية الصحة بأسوان، واحتراق حوالي 16 منزلاً. "دور الداخلية" انتقل رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية إلى مطار أسوان، والتقى باللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، لبحث الاشتباكات الدامية التي تحدث بالمنطقة، وعقد لقاء مع وفد القبائل العربية بأسوان بديوان عام المحافظة، مساء السبت، والذي استهله بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الضحايا، وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن الأحداث، وتعهد محلب أمام المجتمعين باستعادة الأمن في المنطقة، ومعاقبة المتورطين في الأحداث. وأعلن بعدها مصدر أمنى مسئول بوزارة الداخلية عن استقرار الأوضاع في محافظة أسوان، مؤكداً أن وزير الداخلية أرسل رجال العمليات الخاصة بطائرة هليكوبتر للتدخل في حال تجدد الاشتباكات مرة أخرى. وأضاف المصدر إن الاشتباكات بين الطرفين معقدة، نظرا لأن العدد الأكبر من الضحايا في صفوف أحد الطرفين دون الآخر، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى مصالحة سلمية. كما أجرى محافظ أسوان أمس السبت، اتصالاً هاتفياً بالفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لدفع تشكيلات القوات المسلحة في منطقة الاشتباكات بالسيل الريفي لمساندة جهود الشرطة في السيطرة على الموقف ووقف نزيف الدماء بين أبناء المجتمع الواحد. وناشد يسري القيادات الشعبية والطبيعية للقبيلتين بضبط النفس ووقف الاشتباكات وسرعة إنهاء الخصومة، ونبذ الخلافات، من أجل ردم بؤر الدم تطبيقاً للمعاني السمحة للدين الإسلامي، وسعياً لإرساء دعائم الاستقرار والسلام الاجتماعي. كما عقد يسري، اجتماعا عاجلا، مع القيادات العسكرية والأمنية والنقابية والشعبية والطبيعية، لسرعة احتواء الاشتباكات التي اندلعت بين قبيلتي الدابودية الهلايل. " حالة تأهب قصوى" وأكد مصدر طبي، أن هناك حالة تأهب قصوى في مرفق الإسعاف بأسوان بعد ارتفاع ضحايا الأحداث،مضيفا أن غالبيتهم من قبيلة "بني هلال"، وإن إصابات الجثث ما بين طلق ناري وذبح بالأسلحة البيضاء، بينهم سيدات وطفلة. " الأحزاب.. وبمحاسبة المقصرين" كما طالب عدد من قيادات الأحزاب بمحاسبة المقصرين في أحداث اشتباكات أسوان والتي راح ضحيتها العشرات، وحملوا الأجهزة الأمنية مسؤولية الأحداث الدامية وناشدوا العقلاء من قبيلتي »الهلايل والدابودية« تهدئة الأوضاع هناك وطالبوا الحكومة بالقبض على تجار السلاح والمخدرات. وطالب حزب التجمع في بيان له، رئيس الوزراء ووزير الداخلية وحكومة المهندس إبراهيم محلب، بسرعة التدخل لإنهاء المذبحة وحملها مسؤولية سقوط الضحايا من أبناء ومواطني أسوان واتهم وزارة الداخلية ومدير أمن أسوان بتعمد إبعاد رجال الأمن عن مدينة أسوان فور انتهاء زيارة رئيس الوزراء. وطالب السفير محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر، الحكومة بالاهتمام بالأمن العام، خاصة الخصومات الثأرية التي زادت بطريقة ملفتة في صعيد مصر بعد ثورة 25 يناير، نتيجة دخول كميات كبيرة من السلاح. وقال عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين، إنه يتابع بمزيد بانزعاج أحداث أسوان، ومرعاه هذا القدر من العنف والدموية في بقعة عرفت طوال التاريخ كواحدة من أهدأ وأنقى ربوع البلاد، ووجه النداء إلى أهل أسوان بحقن الدماء، وطالب الحكومة بسرعة التحرك على أعلى المستويات المسؤولة لاحتواء الأزمة، والتحقيق العاجل في ملابساتها، إنفاذاً للقانون واطمئناناً للجميع أن الحقوق ستعود لأصحابها، لأن ذلك هو الضمانة الوحيدة المطلوبة لوقف دائرة العنف. وأدان حزب الدستور، أعمال العنف في أي مكان في مصر، خاصة العنف الدامي في أسوان، مضيفا أن جزءا من المشكلة يتعلق بتقصير الجهات الأمنية في منع حدوث الكارثة قبل وقوعها، وطالب بسرعة التحرك لعدم تكرار مثل هذه الجرائم نظرا لطبيعة المجتمع والعمل على حدوث تسوية وتحقيق مفصل وتقديم الجناة والمتورطين للمحاكمة، كما طالب الجهات المسؤولة بالإعلان عن الأسباب من خلال جهات تحقيق دون الإسراع في إصدار تصريحات قد تكون غير صحيحة.