الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رسالة إلى مصر : ثورتا يوليو و يناير فى الميزان 2012- ص 09:41:31 الخميس 19 - ابريل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هشام فيصل حبارير "حرية - اشتراكية – وحدة"، و"تغيير - حرية - عدالة اجتماعية" ما أشبه اليوم بالبارحة و ما أشبه شعارات ثورة 23 يوليو 1952 بشعارات ثورة 25 يناير 2011 فالثورتان لهما نفس الأهداف، والمطالب. حتى الطبقة التي قامت بالثورة هي الطبقة الوسطى فلو جردنا الزعيم جمال عبد الناصر و رفاقه من رتبهم العسكرية لوجدنا أنهم هم الدفعة الوحيدة التى دخلت إلى الكلية الحربية من الطبقى الوسطى فى العهد الملكى كما هو الحال فى ثورة يناير حيث من حمل لواء الثورة هم شباب الطبقة الوسطى في مصر. الفاعلان الأساسيان في الثورتين متشابهين إلى حد كبير مع تبادل الأدوار فيوليو قام بها الجيش وأيدها الشعب ويناير قام بها الشعب وأيدها الجيش وفى الحالتين نجد الأحزاب الضعيفة التى حاولت القفز على الثورة ونجد أصحاب المصالح ورجال النظام السابق التى تحاول إجهاض الثورة . لكن الخلاف الرئيسى بين الثورتين يكمن فى أن ثورة يوليو كان لها قائد تولى السلطة وامتلك مقاليد الأمور مما مكنه من إكمال ثورته أما الوضع فى ثورة يناير يختلف فمن قام بالثورة هم الشباب وليس بينهم زعيم و من تولى الحكم هو الجيش و ليس الثوار فلم يستطع الشباب حتى هذه اللحظة تحقيق مقاصدهم الثورية فالمنظومة العسكرية الحاكمة ليست منظومة ثورية بل هى منظومة تحكمها البيروقراطية الشديدة . إن العقلية الثورية لابد أن يكون لها جناحين كى تحلق وهما الصمود و الخيال فالصمود لن يستمر بدون عقل يسبح فى الخيال و الخيال سوف يصبح و هم بدون صمود فرحيل مبارك كان درباً من الخيال و لولا صمود و خيال الثوار ما نجحوا فى خلع مبارك فمن كان يتصور أن ينجح مجموعة من الشباب العزل فى الصمود أمام نظام المخلوع بكل أركانه الأمنية و الإعلامية و البلطجية. ولاحظوا الفارق بين العقلية الثورية لدى الشباب و العقلية البيروقراطية لدى معظم أطياف الشعب المصرى إبان الثورة و قبل التنحى و بالتحديد قبل موقعة حمير النظام كان الثوار يعلنون أن نصف ثورة تساوى فشل و أنه لا بديل عن تنحى مبارك و كامل نظامه أما باقى أطياف الشعب بعقليتهم البيروقراطية الذيين لم يشاركوا فى الثورة حتى هذا الوقت كانوا يرون فى إقالة الحكومة و تعهد المخلوع بعدم ترشيح نفسه أو أبنه قمة الإنتصار و الغاية . من هنا فإن نجاح الثورة لابد له من قرارات ثورية راديكالية أى تغيير القديم و نسفه برمته و ليس تعديله و محاولة إصلاح عيوبه و إلا أصبحنا فى حالة إنتفاضة و ليس ثورة . لذلك و نحن نستعد لأحياء الذكرى الستون لثورة يوليو فلابد أن نعيد تفعيل قانون الغدر و محاكمة المخلوع ونظامه بتهمة الخيانة العظمى ولا بد من مصادرة كل ممتلكاتهم الوجودة فى مصر و تأميمها وهى تكفى و أعلموا جيداً أن الأموال التى فى الخارج لن تعود فمتى كان الغرب داعماً للشعوب العربية أو الأفريقية أو الإسلامية أو دول أمريكا اللاتينية فالغرب هو من أستعمر هذه الشعوب و نهب ثرواتها فى الماضى القريب وهو من دعم الحكام المستبدين فى الحاضر و هو من يحاول السيطرة على الثورات الشعبية و تحويلها لخدمة مصالحه فى المستقبل .