في حال قرر وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفي حال نجاحه، الذي يتوقع البعض أنه سيكون "كاسحا"، سيكون السيسي هو أول "رئيس للجمهورية" برتبة "مشير". ويعتبر الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة ال 25 من يناير في عام 2011، هو الرئيس صاحب أعلي رتبة عسكرية، وهي "الفريق". وبإصدار الرئيس عدلي منصور، قرارا بترقية وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، إلى رتبة "المشير"، وبمنحه بعدها بساعات تفويضا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة لخوض انتخابات الرئاسة، بات السيسي على بعد خطوة من الرئاسة، وسط ترجيحات بأنه سيعلن قريباقرار الترشح لتلك الانتخابات. والانتخابات المقبلة ستكون أول انتخابات رئاسية منذ أن أطاح قادة القوات المسلحة، بمشاركة قوى سياسية ودينية وشعبية، يوم 3 يوليو الماضي بالمعزول محمد مرسي. ويملك السيسي حظوظا كبيرة للفوز بمنصب الرئيس، لاسيما في ظل مقاطعة متوقعة من جانب معظم قوى التيار الإسلامي، كما حدث في الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل، منتصف الشهر الماضي. وبتلك المقاطعة المتوقعة يبدو أنه ستكون أمام الناخب المصري خيارات محدودة للغاية، تُسهل على السيسي مهمة الفوز بالرئاسة، ليصبح "أول رئيس مصري يحمل رتبة مشير". وقبل السيسي، نال ثماني عسكريين مصريين فقط رتبة "المشير"، إلا أن أيا منهم لم يصل إلى منصب رئيس الجمهورية. وعرف عن السيسي، خلال توليه وزارة الدفاع، ندرة زياراته الخارجية، إذ اقتصرت على أربع دول، هي ليبيا والسودان وتركيا والهند. وإعلامياً، يتحدث السيسي بلغة قريبة من مشاعر قطاع من الشعب المصري، وبذل جهودا للتقرب من كافة فئات المجتمع، حيث حرص مثلا على حضور إعلاميين وفنانين في تدريب نفذته فرقة تابعة للجيش، في مايو 2013، وطمأنهم على مصر وقواتها المسلحة، وأنها "ستظل صمام الأمان". الشيء نفسه فعله السيسي في احتفالية 6 أكتوبر الماضي، وفيها قال عبارته الشهيرة: "أنتم مش عارفين أنكم نور عنيننا ولا إيه". الجدير بالذكر، أن السيسى، المولود يوم 19 نوفمبر 1954، تخرج من الكلية الحربية عام 1977، وعمل في سلاح المشاة، وكان قائداً للمنطقة الشمالية العسكرية، وترأس المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان عضوا في المجلس العسكري قبل تعيينه وزيراً للدفاع.