أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير إيهاب بدوي أن مصر أبدت رغبتها في تفعيل العلاقات الثنائية مع روسيا. وأشار إلي أن موسكو كان لها الفضل في أن يشهد المجتمع المصري الصناعات الثقيلة كما أسهمت في بناء السد العالي ودعمت مصر تدريبا وعتادا في حرب 1973. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية -في تصريحات حصرية لوكالة أنباء نوفوستى الروسية -إن روسيا كانت دائما إلى جوار الشعب المصري في مراحل فارقة في تاريخه، وان الاتحاد السوفيتي ترك موروثا إيجابيا كان ملموسا خلال زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين الى القاهرة مؤخرا. وأضاف أن آفاق التعاون بين البلدين واسع جدا وان التعاون في المجال العسكري لم ينقطع وكان مستمرا ، موضحا أنه ربما كان يسير على وتيرة لم ترق الى طموحات البلدين خلال المرحلة السابقة. وأوضح الدبلوماسي المصري "نقبل على مرحلة جديدة من التعاون وان تطور العلاقات وتلاقي البلدين لن يكون موجها ضد احد ... لا نرى روسيا بديلا لأحد ونحن حريصون ان يكون المجتمع الدولي اكثر ديمقراطية وان نرى روسيا تعود الى المنطقة وذلك في حاجة إلى قدر أكبر من التوازن والديمقراطية الدولية". وأضاف أن مجالات التعاون المشتركة كبيرة و سيتم الإعلان قريبا عن أوجه التعاون في ظل تطلع مصري للانفتاح الكامل على الصديق التقليدي للشعب المصري، مشيرا الى الاتفاق في الرؤى بين القاهرةوموسكو في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية. وحول الوضع الداخلي وتقييم الرئاسة المصرية لمراحل تنفيذ خارطة المستقبل، أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الإعلان الدستوري الصادر في 8 يوليو الماضي كان واضحا في ما يتعلق بالاستحقاقات المختلفة لخارطة المستقبل وجاءت في إطار جدول زمني وصفه ب " الدقيق" ومن منطلق حرص الإدارة الانتقالية على الانتقال بمصر إلى مرحلة الديمقراطية . واعتبر ان هذه مهمة شديدة الطموح في أوضاع عادية، مشيرا إلى أن مصر تشهد حربا على الإرهاب وهناك من يريد إن يروج إلى انه لا أمن ولا أمان في مصر، مؤكدا ان خارطة المستقبل ماضية في طريقها . ولفت الى ان هناك دولا خارجية تحاول ان تؤثر في الشأن الداخلي المصري، وتقوم بالتمويل المالي للبعض للتأثير على الوضع الراهن في مصر، مؤكدا أن الاستفتاء على الدستور يأتي بمثابة الاختبار الحقيقي لخارطة المستقبل، مشيرا إلى أن التقديرات تشير إلى إقرار مشروع الدستور بنسبة 70 بالمائة، كما أكد على حرص الدولة على تحقيق نسبة مشاركة كبيرة في الاستفتاء على مشروع الدستور. وفيما يتعلق بالجدل الدائر في مصر حول أولوية الانتخابات البرلمانية او الرئاسية عقب الاستفتاء على الدستور أوضح الدبلوماسي المصري إن الرئاسة المصرية هي مظلة تنفيذ خارطة المستقبل وان لجنة الخمسين التي صاغت الدستور، عملت دون تدخل من الرئاسة التي تعهدت امام العالم على تنفيذ بنود خارطة الطريق التي أجمعت عليها كافة القوى السياسية في 3 يوليو الماضي بمشاركة شيخ الأزهر وبابا الكنيسة والقوى الشبابية التي ظهرت خلف القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح السياسي . وحول الوضع في المنطقة العربية، ذكر ان المنطقة العربية تشهد وضعا صعبا منذ عشر سنوات من العراق الذي فقد الملايين وسوريا واليمن وليبيا، مؤكدا ضرورة ان تستعيد الدول العربية زمام الأمور، مضيفا ان دول مجلس التعاون الخليج ومصر والأردن لديهم توافق في الرؤى فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المنطقة. وأردف ان مصر في سبيلها لاستعادة دورها وان هناك أطرافا تأمل ان تستعيد مصر هذا الدور كي يعود الشرق الأوسط بتوازنه واستقراره. وفيما يتعلق بالوضع في سوريا أشار إلى أن القاهرة تأمل في أن يتوصل "مؤتمر جنيف 2" الى حل سياسي لحماية الأرواح التي تتساقط كل يوم ويحافظ على وحدة الاراضي السورية. وعن تطورات المفاوضات المتعلقة بمياه نهر النيل وسد النهضة الإثيوبي، أوضح الدبلوماسي المصري ان ملف مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة، معبرا عن أمله في نجاح المباحثات مع اثيوبيا والسودان لما يحقق مصالح دول الحوض جميعا. وأوضح ان القاهرة حريصة على ان يكون لأثيوبيا خططها التنموية شريطة الا تؤثر سلبا على مصر، لافتا إلى أن النقاش يدور حاليا حول هذا النقطة وان كل طرف يطرح وجهة نظره في هذا الامر . وحول العلاقات مع طهران ، قال السفير ايهاب بدوي إن مصر بعد 30 يونيو منفتحة على الجميع وليس لدى القاهرة مواقف بعينها تجاه دول بعينها. وحول ما اذا كان هناك توجه نحو الانتقال بالعلاقات مع ايران الى مستوى اعلى من مكتب لرعاية المصالح وهل هناك شروط من جانب مصر على غرار تلك التي كانت مطروحة من قبل، أوضح أن إيران دولة إقليمية مهمة وأن الانتقال بالعلاقات إلى مستوى أعلى يتطلب تحقيق بعض المتطلبات يمكن الحديث عنها في حينه.