بدأت جنوب إفريقيا مراسم جنائزية رسمية للزعيم الراحل نيلسون مانديلا الأحد 15 ديسمبر لتسدل الستار علي مرحلة هامة في تاريخها المضطرب وتستهل مرحلة جديدة تكتشف خلالها ما إذا كان النظام الديمقراطي متعدد الأعراق الذي أسسه يستطيع الاستمرار دون أحد ركائزه. وجمعت المراسم الجنائزية لمانديلا بين المراسم العسكرية وطقوس الدفن التقليدية لقبيلته. والزعيم الراحل حاصل علي جائزة نوبل للسلام وأودع السجن لمدة 27 عاما وخرج منه داعيا للمغفرة والمصالحة. ويحضر الجنازة نحو 4500 ضيف من أقاربه وكبار المسئولين في جنوب إفريقيا وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز والنشط الأمريكي في مجال حقوق الإنسان جيسي جاكسون والمذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري. ويشارك في وداع مانديلا رفيقه في مكافحة الفصل العنصري كبير أساقفة جنوب إفريقيا المتقاعد ديزموند توتو وكان من بين من وصلوا إلي قريته كونو بمنطقة الكاب الشرقي بعد الفجر بعد إنهاء سوء فهم بشأن دعوته للجنازة. وخرج نعش مانديلا من المنزل علي عربة مدفع وأطلقت المدفعية 21 طلقة. ونقل النعش المغطي بعلم جنوب إفريقيا إلي خيمة كبيرة ودخل وخلفه حفيد مانديلا ووريثه ماندلا ورئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما وبدأت المراسم بالنشيد الوطني لجنوب إفريقيا. وتوفي مانديلا في الخامس من ديسمبر عن 95 عاما ونظمت جنوب إفريقيا مراسم تأبين دامت أسبوعا لأول رئيس أسود لجنوب إفريقيا. والقي ما يصل إلي مائة الف شخص نظرة الوداع علي مانديلا في مبني يونيون بيلدينجز في بريتوريا حيث مقر الحكومة وهو نفس المكان الذي شهد تنصيبه عام 1994 . وعندما وصل جثمان مانديلا السبت إلى مسقط رأسه في كونو على بعد 700 كيلومتر جنوبي جوهانسبرج أطلقت الزغاريد لأن ماديبا وهو الاسم الذي يعرف به مانديلا في قبيلته "عاد للوطن" .