رجل بسيط يدعي الحاج محمود ويبلغ من العمر 61 عاماً، تملأ وجهه السعادة والرضا، يعيش على كورنيش النيل مع زوجته وأولاده، ويقوم ببيع الشاي والقهوة الساخنة للمارة. رصدت عدسة بوابة أخبار اليوم الحاج محمود وهو يجلس وسط زوجته وأبنائه وبناته وأحفاده على أريكة خشبية أمام بعض الأخشاب المشتعلة ليحمي أحفاده الصغار من شدة برودة الطقس، وعند قدوم أحد الراغبين في تناول الشاي، على الفور يبدأ الحاج محمود في تحضيره له مسرعاً راسماً الابتسامة على وجهه. وبسؤال الحاج محمود عن سبب تواجده بتلك المنطقة رغم أنها تعتبر منطقة سياحية وأثرية نظراً لتواجد متحف أم كلثوم بها وينتشر بها السياح، أكد أنه لايمتلك بيتاً ولذلك يعيش في ذلك المكان منذ 44 عاماً، ليقوم بخدمة المواطنين بتقديم الشاي، و في الوقت ذاته ليقوم بتوفير الأموال التي يحتاجها. وأضاف الحاج محمود أنه رجل تاريخي - على حد قوله – حيث كان يأتي إليه العديد من الفنانين والمشاهير ليقوموا بتناول الشاي معه رافضاً ذكر أسمائهم، ولكنه أكد أن الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم كان من أهم زبائنه، مضيفاً أنه كان يأتي إليه من وقت لآخر، وذلك بسبب حب الحاج محمود له حيث كان يعتبره بمثابة أخ وصديق له. وأكد أنه ينعم براحة بال وسعادة لا يمتلكها سكان القصور – على حد قوله - بسبب الرضا الذي يملأ قلبه وإيمانه الشديد بالله سبحانه وتعالى، مضيفاً أنه يقوم ببيع صنارات الصيد وبعض الزهور بجانب عمل الشاي والقهوة، لكي يستطيع تلبية احتياجات أسرته البسيطة. وفي نهاية الحديث أكد الحاج محمود صاحب الوجه المبتسم دائماً افتخاره بعمله حيث استطاع من خلاله توفير احتياجات بناته عند زواجهن بدون أي مساعدة من أحد، مؤكداً أنه كان اليوم في شدة سعادته بقدوم أحفاده إليه ليقوموا في زيارتهم الأسبوعية له والاطمئنان عليه وعلى زوجته.