فقد العالم مساء الخميس 5 ديسمبر واحداً من أعظم الحكام علي مر العصور .. الزعيم "نيلسون مانديلا" .. زعيم الغلابة، الذي قيل عنه " فارس الحرية "عمر يناهز ال95 عاما. وشغل نيلسون روليهلاهلا مانديلا منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999، وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق، وشغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي (African National »ongress : AN«) في الفترة من 1991 إلي 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999. وركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية، سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي. درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون، عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وألقي القبض عليه مرارا لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد. ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة. ومكث مانديلا 27 عاما في السجن، أولا في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. وانتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. واستمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية ،ليصبح فيما بعد رجلا من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا. وتلقى مانديلا أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 و ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي. ولقد قال نيلسون مانديلا مقولته الشهيرة أن الحرية لا تقبل التجزئة لأن القيود التي تكبل شخصا واحدا فى بلادى إنما هي قيود تكبل أبناء وطنى أجمعين ، وحين قالها كان يرسل رسالة ملخصها أن القيم السامية في العدالة والحرية لا يمكن احتكارها إطلاقا ، وأن العائد من ورائها لابد أن يكون مصلحة جماعية وإلا فقدت سموها ومغزاها وتأثيرها.