كعادة العظماء في التاريخ وجودهم ووفاتهم تظل لحظات نابضة في قلوب كل شعوب العالم والمناضل وزعيم جنوب أفريقيا "نيلسون مانديلا" الذي توفي عن عمر يناهز 95 عاما أقواله وأفعاله يشعر بها كل مواطن يعاني من عدم المساواة في بلده. السبب انه قائد معركة "المساواة" في العالم حيث خاض الكثير من المعارك السياسية في سبيل القضاء علي نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وظل حبيسا من اجله 30 عاما داخل السجون كي يحققه شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-.1999 كان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته علي تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتيه والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية سياسيا. هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي "African National Congress:ANC" في الفترة من 1991 إلي 1997. كما شغل دوليا. منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-.1999 أثارت فترات حياته الكثير من الجدل. شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية. كما تلقي الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري. حيث تلقي أكثر من 250 جائزة. منها جائزة نوبل للسلام 1993 وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي يتمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة. حيث غالبا ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا. وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه "أبوالأمة". حصل علي جائزة نوبل للسلام في 1993 وشاركه فيها دي كليرك. في 1999 سلم مانديلا السلطة إلي زعماء أكثر شبابا وأكثر تأهيلا لإدارة اقتصاد حديث في رحيل طوعي نادر عن السلطة ضرب مثلا للزعماء الأفارقة. ومع تقاعده حول مانديلا جهده إلي مكافحة مرض الإيدز في جنوب أفريقيا خصوصا بعد أن توفي ابنه بالمرض في .2005 كان آخر ظهور للرئيس مانديلا علي الساحة العالمية في 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم حيث لقي استقبالا حافزا من 90 ألف مشاهد في الاستاد في سويتو الحي الذي شهد بزوغه كزعيم للمقاومة. ولد في قبيلة الكوسا "Xhosa" للعائلة المالكة تيمبو "Thembu" درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند. حيث درس القانون عاش في جوهانسبورج وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار. وانضم إلي حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب بعد وصل الأفريقان القوميين من الحزب الوطني إلي السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري. برز علي الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف علي الكونجرس الشعبي لعام 1955 عمل كمحام. وألقي القبض عليه مرارا وتكرارا لأنشطة مثيرة للفتنه. وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد كان يحث في البداية علي احتجاج غير عنيف. وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة اومكونتو وي سيزوي المتشددة "Umkhonto we Sizwe:MK" في عام 1961. ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء علي أهداف حكومية. وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم. وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدي الحياة. مكث مانديلا 27 عاما في السجن. أولا في جزيرة روبن آيلاند. ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر وبالموازاة مع فترة السجن. انتشرت حملة دولية عملت علي الضغط من اجل إطلاق سراحه. الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة صار بعدها مانديلا رئيس لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994. الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلي الفوز انتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية كرئيس. أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة. وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية دوليا. توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103. وأشرف علي التدخل العسكري في ليسوتو امتنع عن الترشح لولاية ثانية. وخلفه نائبه تابو إيمبيكي. ليصبح فيما بعد رجلا من حكماء الدولة. ركز علي العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا.