الفتنة الطائفية تتسبب في توقف الحياة في تلك قري البدرمان و نزلة عبيد و الحوارته الأهالي يطالبون : بحلول غير تقليدية لحل المشكلة بعيدا عن الأمن المنيا مينا سامي حالة من الخوف و الذعر تسيطر علي أهالي قرية البدرمان و نزلة عبيد و الحوارتة بمحافظة المنيا وذلك خوفا من تجدد الاشتباكات الطائفية بين المسلمين و الأقباط و التي راح ضحيتها حتي الآن 5 قتلي و أكثر من 40 مصابا بعضهم في حالة حرجة .فالطلاب امتنعوا عن الذهاب الي مدارسهم و العمال و الموظفين جلس كل منهم أمام منزله ليحرسه و يدافع عنه حالا تجدد الاشتباكات او وقوع هجوم مفاجئ .أما المحلات التجارية فأغلقت أبوابها و المخابز توقفت عن العمل لعدم وصول حصص الدقيق إليها ، الأراضي الزراعية بدون فلاحين .قوات الشرطة متمركزة خارج القري في انتظار نجاح القيادات الأمنية في التوصل لصلح مؤقت بين رؤساء العائلات بهدف وقف العنف و نزيف الدماء و محاسبه المخطأ .الأخبار قامت بجولة بتلك القري المشتعلة ففي قرية البدرمان التابعة لمركز دير مواس جنوب المحافظة يقول محمد سيد أحمد بأنه أثناء عودته لمنزلة يوم الخميس الماضي سمع دوي إطلاق نيران و بالسؤال عن مصدة أكدوا له الأهالي قيام نبيل سليمان جاد 40 سنة خفير نظامي " ألقي القبض علية " بإطلاق عدة طلقات من سلاح كان بحوزته علي بعض الشباب الذي تجمعوا بقيادة كل من ناصر ربيع عبد الملك 40 سنة و إبراهيم عبد الغفار 24 سنة أمام منزل شقيقه بهدف تفريقهم و أثناء ذلك أستقرت إحدي الطلقات في صدر حمادة صابر عبد الله 39 سنة فلاح فلقي مصرعه في الحال كما أصيب كل من ناصر عبد الجواد 31 سنة و ناصر بعد البديع 40 سنة و عمر محمد 25 سنة و فوزي فايق 30 سنة و إبراهيم شحاتة 22 سنة وتم نقلهم لمستشفي أسيوط الجامعي لخطورة حالتهم و فور انتشار خبر وفاة حمادة علي يد الخفير قامت مجموعات من الشباب بمهاجمة بعض منازل يمتلكها كل من نادر أنيس و شقيقة ميلاد و سمير مجدي و سعيد ناجي و وبشري فوزي و جميل إقلاديوس و أشعلوا النيران فيها ولكن العقلاء من الجانبين تدخلوا لوقف العنف المتبادل وبالسؤال عن سبب المشكلة التي أدت إلي تلك الاشتباكات قال محمود أحمد عبد الرحمن ان هناك إشاعة منتشرة في القرية منذ عدة أسابيع عن هروب فتاة مسلمة بصحبة شاب مسيحي يدعي " مينا لويس جاد " الي القاهرة لوجود علاقة عاطفية بينهما و أقاموا بمنزل الشاب بعزبة النخل بالقاهرة ولما علم والد الفتاة قام بإحضارها للقرية و قام بالكشف عليها و تأكد إنها لم يصبها أي سوء ولكن بعض أقرباء الفتاة قاموا بالتظاهر أمام منزل عائلة الشاب المسيحي للتعبير عن رفضهم لما حدث فقام عم الشاب بإطلاق عدة طلقات نارية بشكل عشوائي بهدف إرهابهم و تطورت الأحداث .فيما يؤكد ناجي أنيس ان المسلمين قاموا بتفريق عدد كبير من الشباب الذين تجمعوا يوم الجمعة الماضية عقب انتهاء الصلاة ولكن بعضهم قام برشق بعض منازل الأقباط الواقعة أمام الكوبري الرئيسي بالقرية بالطوب و الحجارة كما قامت مجموعة أخري باقتحام مدرسة الفاروق عمر القريبة من منازل الأقباط وقاموا برشق المنازل من فوق سطح المدرسة بالطوب و زجاجات المولوتوف مما أدي الي تجدد الحرائق في عدد من المنازل .ويضيف مجدي زكي ان الأهالي طالبوا الشرطة بالتدخل أكثر من مرة و إنهم أرسلوا عدة استغاثات لمديرية الأمن و منظمات حقوق الإنسان ولكن تحرك الشرطة كان بطيء للغاية مما أدي الي تفاقم الأحداث .ويقول محمود عصام ان المشكلة تنحصر في الشاب و الفتاة فكل منهم مخطئ و يستحق العقاب وأيضا عائلتهم مخطئه لانهم لم ينتبهوا الي تربية أبنائهم ولكن ما ذنب الشخص الذي قتل و الشباب الذين أصيبوا و الأسر التي تشردت عقب احتراق منازلها الجميع في البدرمان أسرة واحدة لا فرق بين مسلم و مسحي فالجميع يتبادل الزيارات سواء في الأفراح او الإحزان ولكن بعض الحوادث الفردية تعكر صفو تلك العلاقات ولكن سرعان ما تهدئ النفوس و تعود المياه الي مجاريها . وفي مركز المنيا و تحديدا قريتي نزلة عبيد ذات الأغلبية المسيحية و الحوارته ذات الأغلبية المسلمة وقعت اشتباكات دموية بينهما الأسبوع الماضي أسفرت عن مصرع 4 أشخاص و إصابة ما يزيد 29 شخصا عن بسبب خلاف نشب بين شخص مسلم و أخر مسيحي أثناء بناء سور حول قطعت أرض تقع علي حدود القريتين يقول عاطف نادي ان هناك قطعت أرض مساحتها 4 قراريط ملك إسحاق يعقوب تدرس 55 سنة علي حدود قرية الحوارته وعندما قام ملكها منذ حوالي عدة أسابيع ببناء سور حولها فأعترض بعض سكان قرية الحوارته و علي رأسهم مملوك محمد علام 50 سنة لرغبته في شراء قطعة الأرض فقام مالك الأرض بتحرير محضر شرطة ضده ولكن الشرطة لم تتحرك و فوجئ صاحب الأرض بقيام مملوك محمد بإرسال شخص له يخبره بعدم وجود أي مانع لديه بخصوص بناء السور فأسرع إسحاق يعقوب لبناء السور ولكن فور وصله لقطعة الأرض نشبت بينه و بين مملوك علام مشادة كلامية تطورت الي مشاجرة و تجمعت عائلة كل منهما و بدأ التراشق بالطوب و الحجارة بينهما سرعان ما تطورت المشاجرة و تبادل الطرفان إطلاق النيران مما أدي الي مصرع محمد صابر شحاتة 25 سنة تصادف مروره بموقع الاشتباكات حيث كان قادما من عملة في طريقه الي منزلة بقرية الحوارته كما توفي جرجس كمال حبيب 26 سنة يعمل بمشروع المحاجر حيث كان عائدا من عمله أيضا ففوجئ بالمشاجرة فتوقف بسيارته ليعرف أسبابها فأصيب بطلق ناري بالرقبة فتوفي في الحال . ويضيف محمد إبراهيم عبد العزيز انه من ضمن الضحايا سعاد محمود حجازي 36 سنة ربه منزل زوجها متوفي و لديها طفلين و فتاتين وإنها كانت بمنزلها وقت الأحداث وعندما سمعت دوي إطلاق النيران خرجت مسرعه لتحضر نجلها مصطفي محمد خلف والذي كان متواجدا في موقع الاشتباكات و أثناء عودتها الي منزلها بصحبة نجلها أصيبت بطلق ناري بالظهر أدي الي وافتها في الحال و تسأل محمد بأي ذنب قتلت السيدة فهي ليست طرفا في المشكلة و لم تساند طرفا علي حساب الأخر ولكنها دفعت حياتها ثمنا لصراع علي قطعة أرض .و يضيف مينا يوسف ان الحياة شبة متوقفة في تلك القري فالمدارس الابتدائية و الإعدادية بقرية نزلة عبيد مغلقة لقيام أولياء الأمور بمنع أبنائهم من الذهاب خوفا عليهم . بالإضافة إلي قيام أهالي القريتين بتكوين لجان شعبية علي مداخل و مخارج القريتين تحسبا لهجوم مفاجئ من قبل سكان القرية الأخرى و قام بعضهم بوضع المتاريس الحديد علي الطرق المؤدية لكل قرية . بينما يقول حنا خيري ان العنف لم يتوقف بالرغم من وجود قوات الشرطة فيوم السبت الماضي خرج عبد المسيح عياد 46 سنة فلاح من منزلة الساعة الخامسة فجرا وذهب الي حقله ليروي محصول القمح فهاجمه 2 من شباب قرية الحوارته و قاموا بطعنه عدة طعنات نافذة بالصدر و البطن أودت بحياته .وطالب المهندس سامي ظريف بزيادة أعداد قوات الشرطة المتمركزة علي حدود القريتين لوقف العنف بشكل جدي .و أكد ان سكان قرية نزلة عبيد قاموا أمس الاول بتنظيم مسيرة جابت شوارع القرية للمطالبة بعودة الأمن وعدم استخدام العنف مع المواطنين أثناء تفتيش منازلهم .بينما أكد علي عصام ان الحلول الأمنية لم تعد مجدية لحل هذا النوع من المشكلات لان الحل الامني لم يستطع القضاء علي الفتنة الطائفية طول 30 سنة الماضية فيجب علي الدولة إتباع حلول عملية و جدية و سياسية لحل تلك المشكلات ويجب ان ينفذ القانون علي الجميع دون استثناءات .بينما يؤكد مصطفي عبد الغني ان أصل المشكلة هي صراع علي قطعت أرض وليس لها أي بعد ديني ولكن هناك بعض المحرضين قاموا بإشعال الأحداث و نشر شائعات علي أن الصراع بين مسلمين و مسيحيين مما أدي الي تفاقم الأحداث كذلك تأخر وصول قوات الشرطة التي وصلت الي موقع الاشتباكات عقب مرور ساعة ونصف من بدايتها و عندما وصلت الي المكان قامت بإلقاء القنابل المسيلة للدموع علي الجانبين لتفريقهم . من جانبه أكد اللواء أسامة متولي مدير أمن المنيا أن هناك جهود مضنية تقوم بها الأجهزة الأمنية لعقد جلس صلح بين أطراف الخصومة للاتفاق علي نبذ العنف و عدم تجدد الاشتباكات وضع شرط جزائي علي من يخالف أتفاق وقف العنف و تقديم الجناة و المحرضين للعدالة . بينما أعلن العميد هشام نصر مدير البحث الجنائي عن ضبط 6 قطع سلاح استخدمت في الإحداث بجانب إلقاء القبض علي أكثر من 20 متهما فيما تكثف أجهزة البحث من مجهوداتها للقبض علي باقي الجناة . من جانبه أمر المستشار تامر فاروق المحامي العام لنيابات جنوبالمنيا حبس 14 متهما في الأحداث 4 أيام علي ذمة التحقيقات