قفز إلي ذهني وأنا اتابع محاكمة الشعب للمعزول محمد مرسي امس مشهد محاكمة صلاح الدين لوالي عكا الخائن، ومحاكمة ريتشارد قلب الاسد «لكونراد» خائن الجيوش الصليبية في فيلم الناصر صلاح الدين . ودعونا نتذكر سوياً ماذا كان الحوار في هذا المشهد، لأن مرسي جمع بين شخصيتي الخائنين والي عكا، وكونراد، وإذا استبدلنا مصر »بعكا« و»أورشليم« في الحوار و»الارهابيين« ب »الغزاة« سنجد التهم متطابقة. يقول صلاح الدين للوالي الخائن: أفكرت في آلاف الاطفال عندما فتحت »عكا« ل »الغزاة«، فتدفقت جيوش الغزاة تسحق بأحذيتها الغليظة بسمات الاطفال، واصبح قلبك كمدينة بلا اسوار، ونسيت الحب، واقتلعت الحب من نفسك، وكرهت بلدك، وعروبتك، فهان عليك أن تسلم »عكا«، ودفعك الحقد الي ان ترتمي في أحضان »الغزاة«، ونسيت تقاليد الفروسية، ونسيت تقاليد الاسلام، أن احبوا الناس يرحمكم الله.. الحقد في حياتك طرد الحب، فالويل لك لانه بقتلك للحب اوديت بنفسك ومن حولك الي الهلاك، فلا تحرر بغير الحب.. ومن اجل ذلك يا عدو الله.. قررنا ان تنال عقاب المفسدين.. وما عقاب الذين خانوا الامانات، ويكيدون لاخوانهم، ويلقون الفتنة، ويفسدون في الارض بعد اصلاحها الا أن يقتلوا«. ويقول ريتشادر لكونراد الخائن: وهكذا تكون ارادة الرب وتكون الضربة التي يضرب بها كل من يتآمر علي »أورشاليم« انت تآمرت عليها، وستلاحقك لعنة الرب حتي وأنت في قبرك.. ولتنزل ضربة الرب علي كل ما يتآمر علي »أورشاليم« . أعدموا مرسي، لأنه تآمر مع »الإرهابيين« علي مصر.