لاشك أن خيانة الوطن هي الأكثر بشاعة الأمر الذي يجعل مرتكبها مستحقا لعقوبة الإعدام.. وهناك دوافع عديدة للسقوط في هذا المستنقع.. فهناك من يبيع نفسه لأجل المال.. أو الجنس.. أو حتي العقيدة والدين.. وفي النصف الأول من القرن الماضي كان الفكر الشيوعي الماركسي يجتاح العالم.. وكان بعض معتنقيه يرفعونه فوق أي اعتبار .. فالأممية.. وطبقة البروليتاريا.. وكسر الرأسمالية المستغلة.. واليوتوبيا الأرضية .. وإقامة دولة العمال العالمية .. قبل الوطن والأهل وأي شيئ آخر.. ولقد دفعت هذه العقيدة الفاسدة بالبعض إلى الولاء للإتحاد السوفيتي السابق حامل لواء الشيوعية الدولية..وكان من أشهر من سقطوا في المستنقع خمسة شباب في ثلاثينيات القرن الماضي عرفوا إعلاميا باسم " عصبة كامبريدج".. وكان هؤلاء الخمسة من أعرق العائلات البريطانية وهم كيم فيلبي وجاي بورجوس ودونالد ماكلين وجون كروس وأنتوني بلانت الذين اعتنقوا الشيوعية خلال دراستهم الجامعية ثم قدموا خدمات لا تقدر بثمن لجهاز الاستخبارات السوفيتي الكي جي بي.. وقد نجح فيلبي وهو الأخطر والأشهر في الهروب إلى الإتحاد السوفيتي عام 1963 حيث توفي عام 1988 أي قبل فترة بسيطة من انهيار الإتحاد السوفيتي .. وانهيار الفكر الذي خان من أجله.. فالوطن هو الحقيقة الباقية.. ومصير أي فكر فاسد إلى زوال.. والحقيقة أن فكر الإخوان الفاسد هو الذي ذكرني بهذه القضية.. ففكر هؤلاء الخوارج يشجع أنصاره على الخيانة لدرجة أن إخوانية كتبت مؤخراً أنها ستسجد لله شكرًا لو احتلت إسرائيل سيناء مجددا !! إن الأفكار الأممية الفاسدة مثل تلك التي أفرزتها قيادات الإخوان بمثابة السم في العسل فهم يجملون الخيانة ويزينونها عندما يغلفونها بالدين.. وفي هذا الإطار نذكر قول حسن البنا: أنا لا أنتمي لوطن.. ومهدي عاكف : طز في مصر.. وسيد قطب: الوطن مجرد حفنة تراب.. ومحمد بديع: الجماعة فوق الجميع.. فهذا الفكر الخوارجي المنحرف يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف الذي يحضنا على الإنتماء للوطن والأهل والأرض والعرض.. فالإخوان ليسوا من الإسلام في شيئ.. لقد ارتكب أقطاب جماعة الإخوان فعل الخيانة أمام العالم أجمع.. والأدلة موجودة وموثقة.. وهم سيمثلون بجرمهم المشهود أمام القضاء العادل لينالوا ما يستحقون من عقاب جراء ما ارتكبت أياديهم ذات الأربعة أصابع في حق مصر وشعبها الثائر الأبي..