"الشيء الغريب حقاً في والدي هو أنه عندما يكون بعيداً عن المخدرات، يبدو وكأنه أفضل أب يمكن أن أحصل عليه، لكن قدرته علي تدمير نفسة كانت أقوى لديه من اي شىء آخر، كان الامر يبدو أحياناً وكان أبي ليس شخصا واحدا، بل هو إثنين".. قصة الحب التي جعلت السيدة النبيلة ذات الاصول الملكية تتزوج من السارق المسلح، ترويها إبنتهم "هيرو" التي تبلغ من العمر فقط 14 عاماً، القصة قد تبدو في أولها حب، لكنها تنتهي بغضب الأبناء وتساؤلاتهم،.. "لماذا كان عليهم ان يظلوا سويا، لماذا إختارت امي هذا الرجل ليكون الأب ؟!" "أليس دوجلاس"..سيدة نبيلة من اصول ملكية بريطانية، تقوم بالكثير من الأعمال التطوعيه والخيرية والتي كان من بينها تدريس مادة "الدراما والتمثيل" في السجن، وهناك تعرفت على "سيمون" الذي تم القبض عليه بتهمة السرقة المسلحة والمخدرات، ولا أحد يعرف ما الذي حدث حقاُ ليدفع السيدة النبيله لأن تعتقد انها ستتمكن من تغير هذا الرجل وتجعلة أباً لأبنائها.. تزوجت "أليس" من "سيمون" وأنجبا ولدا وبنتا، كان الأمر في البداية قصة رومانسية نشرت عنها الصحف، وتحدث عنها الناس في كل مكان، لكن بمرور السنوات بدأت قصة الحب في الإنهيار، فتقول هيرو،" بدأت نبرة صوت والدتي في التغير عند الحديث عن قصتها مع والدي، وكأن الحياة بدأت في الإنهيار، وهذه كانت حقيقة.. لا يمكنني ان أقول أني قد نشات بين أبوين يكرهان بعضهما، أو أن أبي كان عنيف معنا، أوحتى أن القصة كانت مملة في بعض الاحيان وروتينية، بل على العكس تماما، لقد كنت أحلم أحياناُ بأن أعيش هذه القصة المملة والروتينية التي يحياها أصدقائي في المدرسة، فقط ان يجتمع والدىّ معنا على مائدة الطعام ويبدءا في نقاش الأمور الحياتية الطبيعية عن المدرسة والعائلة والحياة، إلا أن ذلك لم يحدث أبداً، فعلاقتهما لم تكن طبيعية من البداية.." إزداد الأمر سوءا عندما عرفت "أليس" بعلاقة "سيمون" مع إمرأة أخرى، لكنها لم تطلب الطلاق على الفور، فكانت تفكر كثيرا في مصير ابنائها، ومنذ هذه اللحظة بدأت الحياة في الانهيار بشكل واضح وبطيء كما تروي "هيرو" لصحيفة الديلي ميل البريطانية.. "في البداية انفصل والديّ داخل المنزل، فكانا لا يتحدثان إلا إذا دعت الحاجة ويعيش كلا منهما حياته بشكل مختلف عن الآخر وكأنهما غريبان تماما، ثم أخذت أمي الأمر إلى المحكمة وهي مُصرة على الطلاق والإحتفاظ بنا، ولا يمكنني أن انسى هذا اليوم عندما كنت مع أحد أقربائنا في الخارج ثم سمعت صوت ابي وهو يصرخ أنه يحبنا ولن ينسانا وسيكون دائماً معنا.. فقد إستطاع ان يحصل على "الوصاية المشتركة" مع والدتي وان يرانا في نهاية كل أسبوع ويقضي العطلة معنا، وعلى قدر ما كانت أمي لا ترغب في إبعاده عنّا، كانت قلقه منه بسبب إدمانه المخدرات، ففي إحدى المرات تجاوزنا الوقت المسموح معه في الخارج فأرسلت امي الشرطة لتطمأن أن كل شيء على ما يرام. انا لا أكره ابي، فأذكر له الكثير من الذكريات الجيدة معي، وكيف كنّا نمضي أوقاتاً ممتعه سويا، لكني حقا لا أرغب في ان اتذكر عنه اوقاتاً أخرى، وأغضب أحياناً من أمي لإختياره أباً لنا..هي الان وجدت رجلا آخر أشعر تجاهه بالحب واود احياناً لو اسألها لماذا لم تختاري هذا الرجل من البداية؟! لكني لا افعل لإعتقادي أن أمي تسأل نفسها هذا السؤال أحيانا.. وإذا نظرت للأمر عن قرب، أفكر أن أمي لا يمكن لومها، فأبي وهو بعيد عن المخدرات ونوبات الغضب التي تنتابه رجل جيد وله شخصية قويه ومحبه، ولا عجب في انها ظلت بعض الوقت تشعر بالخذلان والحزن بعد إبتعادها عنه، لكن ذلك كان الصواب".