لأول مرة منذ أربعين عاماً.. تحتفل مصر وتتظاهر أيضاً.. في ذكرى عيد النصر والعبور، وتشهد الميادين المصرية اليوم الأحد 6 أكتوبر، احتفالات حاشدة ابتهاجاً بالنصر، كما ستشهد بعض التظاهرات التي دعا لها أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي. وزارة الداخلية، حذرت، في بياناً لها نقلته أجهزة الإعلام الرسمي، من أنها ستواجه ب"حسم" كل محاولة لتعكير أجواء الاحتفالات بالذكرى الأربعين لحرب 1973 ضد اسرائيل، فيما تم تشديد التدابير الأمنية في البلاد. وتعد ذكرى انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر، واحدة من أكثر اللحظات فخرا في التاريخ المصري الحديث خاصة للجيش الذي تمكن من عبور قناة السويس واستعادة شبه جزيرة سيناء لاحقا باتفاقية السلام مع اسرائيل 1979. وجدد التحالف الوطني لدعم الشرعية - الذي يضم قوى وأحزابا إسلامية يتقدمها حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، وحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية- في بيان له دعوته لأنصاره "باستمرار تظاهرهم في كل مكان في مصر وبالتجمع في ميدان التحرير الأحد 6 أكتوبر، للاحتفال بجيش نصر أكتوبر وقادته". وردت حركة تمرد التي قادت التظاهرات وأدت لعزل مرسي، بدعوة المصريين أيضا للتظاهر الأحد "لاستكمال ثورة 30 يونيو وللاحتفال بنصر 6 أكتوبر"، حسبما أعلن قادتها ، من أن الشعب لن يسمح لأحد بسرقة ثورته ولن يسمح للعصابات المسلحة لفرض ارادتها على الشعب المصري". ويأتي ذلك في ظل إغلاق كامل لميدان التحرير بعد دعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية المصريين إلى الاحتشاد اليوم احتفالا بذكرى حرب أكتوبر ولمطالبة قادة الجيش بالبعد عن السياسة حسب قولهم . وقال المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت، أحمد المسلماني، إن "المتظاهرين ضد الجيش في ذكرى النصر يؤدون مهام العملاء لا النشطاء". واعتبرت مشيخة الأزهر في بيان أن ما سمته "إفساد احتفالات السادس من أكتوبر" هو "خروج على روح الوطنية وعقوق للوطن يتنافى مع تعاليم الإسلام والأديان كلها". كما اعتبر مفتي الجمهورية أن أي محاولة لكسر الجيش المصري أو إفساد الاحتفال ستبوء بالفشل وسيقف الشعب ضدها. وقد دعا الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور جموع المواطنين إلى النزول إلى الشوارع اليوم الأحد للاحتفال بذكرى حرب السادس من أكتوبر والتعبير عن دعمهم للجيش. وبدأ أنصار مرسي الذي أقاله الجيش وسجنه في الثالث من يوليو، بالحشد منذ مساء الجمعة 4 أكتوبر بمظاهرات موجه للميادين المشهورة بالمظاهرات كميدان التحرير الذي انطلقت منه الثورة على حسني مبارك في 2011، فضلاً عن محاولات الدخول لميدان رابعة العدوية الذي استمر فيه الاعتصام لأكثر من ستة أسابيع متتالية. ونشرت قوات الأمن من الجيش والشرطة مدرعات حول ميدان التحرير ، وأقامت أجهزة كشف المعادن على اثنين من مداخله، وأطلقت قوات الأمن الجمعة النار في الهواء والغاز المسيل للدموع لمنع المئات من أنصار مرسي من الاقتراب من ميدان التحرير. وأوضح التحالف الوطني لدعم الشرعية ان "العنف الذي ارتكبه منظمو الانقلاب ضد مسيرات وتظاهرات سيزيد من تصميمنا على استكمال الثورة". وذكر بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط أن قوات الأمن "ستواجه بحسم محاولات إثارة الفتن والتآمر وفق ما يكفله لها القانون"، وحذرت جماعة الاخوان المسلمين من "تعكير أجواء احتفالات الشعب المصري بذكرى انتصار اكتوبر". جدير بالذكر أن جماعة الاخوان المسلمون تواجه صعوبة في حشد الأنصار، وذلك بسبب اعتقال معظم قادتهم،في السجون على ذمة اتهامات أغلبها يدور حول التحريض العنف والقتل، فيما منع القضاء أنشطة الإخوان وأمر بمصادرة ممتلكاتهم. كما يحتجز الرئيس المعزول محمد مرسي في مكان سري غير معلوم للعامة وتوجه إليه تهمة قتل متظاهرين، والتخابر لصالح دول أجنبية ، وهو أول رئيس مصري منتخب ديموقراطيا ، بعد ثورة 25 يناير.