مازال الزعيم الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام متربعا في قلوب أبناء قريته ميت أبو الكوم والتي شدت طفولته وشبابه واختصها السادات بواسع اهتمامه. وقامت "بوابة أخبار اليوم" بجولة بمسقط رأس الزعيم السادات لرصد مشاعر المحبة العارمة لشخص الزعيم، حيث قال عبد الله رجب محمد - إمام وخطيب بالقرية- السادات رحمة الله عليه كان رجلا بمعنى الكلمة كريما، كان والدي وجدي قد عاصراه وكانا يقولان لي أن السادات من الرجال الأذكياء ولكثرة زياراته لأبناء قريته قام بإعداد حديقة بيته لتصبح مطارا للهليكوبتر الخاصة به وبعد وفاته تحولت تلك المنطقة إلى حديقة ومتحف به كل مستلزمات الرئيس الشخصية. وأشار كرولس سوريال- مدير متحف السادات – إلى أنه يضم صورا نادرة لحياة الزعيم الراحل من بداية حياته حتى لحظة اغتياله حتى جميع لقاءاته مع رؤساء الدول وتفاصيل أدق حياته اليومية. وأضاف "لدينا بالمتحف ألبومات لصور نادرة للرئيس، كان السادات فلاحا مصريا بسيطا، ورصدنا بالمتحف كل شيء ممكن عن حياته حتى الأطباق الصيني التي كان يأكل بها وأدواته الشخصية وماكينات الحلاقة والبايب الشهير الذي كان يلازمه ومصحفه الخاص به وفرش الأسنان والساعات الخاصة به وملابسه العسكرية حتى البايب الذي كان يستخدمه يوم اغتياله مازال محفوظا لدينا". وأشارت نادية الفرماوي -من أهالي ميت أبو الكوم – إلى أن الزعيم الراحل كان خيره على الجميع حيث قام لأول مرة على مستوى الجمهورية ببناء بيوت حديثة بالطاقة الشمسية من أمواله الخاصة التي جلبها من خلال ترويج كتبه كالبحث عن الذات وقام بتخصيص المقابل المالي لجائزة نوبل التي حصل عليها كبطل للحرب والسلام لإقامة المدارس والمنازل الحديثة ليس في ميت أبو الكوم فقط بل في جميع قرى مركز تلا". وقال سامي فاروق –المتحدث الإعلامي بجمعية السادات –إن الزعيم الراحل كان يستضيف كبار الساسة الدوليين بقريتنا ومنهم الرئيس الأمريكي كارتر ورئيس وزراء إسرائيل بيجين، كما دعم القرية بالمرافق الحيوية فأقام وحدة محلية مستقلة للقرية لها توابعها من العزب والنجوع لتتمتع القرية بكافه الخدمات كما أنشا مدرستين للثانوي ووحدة مطافئ مستقلة بنا تخدم وبيت ثقافة مزود بأحدث الإصدارات والموسوعات العلمية وشبكة الصرف الصحي ومياه الشرب ومهد شبكة من الطرق لتخدم المنطقة، كما أقام أول سنترال يعمل في المنطقة بالألياف الزجاجية كان به خطا ساخنا ليتسنى له الاتصال بكل أنحاء العالم وهو في قريته". وأشار محمد عبد الباقي ماضي -تاجر- إلى أنه شاهد السادات بعينه يجلس مع البسطاء ويتحمل عنهم متاعب الحياة ويقوم بدفع غرامات الغارمين، وعندما أراد عد من الأهالي أن يشاهدوا الرئيس فقاموا بالتسلل عبر محصول الطماطم وأتلفوا أشجاره، وهنا بادر السادات بحل المشكلة وتحمل ثمن المحصول عن أبناء قريته المشتاقين لرؤياه كما كان السادات مفعما بالإنسانية عندما علم أن موكبه تسبب في وفاة جاموسة لمزارع بقرية كمشيش المجاورة لنا وعلى الفور لم يتكبر الرجل بل أوقف الركب وقام بالتوجه للمزارع المنكوب وقام بمواساته في لمحه أبوية ومنحه ثمن الجاموسة، وآمر له بشراء جاموسه أخرى على حسابه الشخصي". وقال الشيخ إبراهيم الدسوقي -إمام مسجد السادات بالقرية-إن الزعيم الراحل كان أبا للجميع فما من شاب بالقرية حصل على الشهادة العليا إلا وخصص له السادات "جعلا" شهريا أي راتب شهري يكفيه هذا فضلا عن اهتمامه بتجهيز فتيات القرية المقبلات على الزواج ومن فرط إنسانيته وتقديره للمعلم عندما علم بوفاة أستاذه ومحفظه للقرآن الشيخ عبد الحميد عيسى فقام على الفور بإلغاء جميع ارتباطاته في ذلك اليوم وتوجه لحضور مراسم الغسل والجنازة وحرص على أن يأخذ الخاطر وواجب العزاء في شيخه بنفسه، وأمر ممدوح سالم رئيس الوزراء أن يتولى تكلفه المراسم والصوان على نفقه الرئيس ويكفيه حبا لبلده أنه أوقف جائزة نوبل لتطوير القرية حيث قام بشراء 5 فدادين على نفقته الخاصة وأقام بيوتا للفقراء وأسكنهم فيها ومن فرط اعتزاز السادات بقريته قام ببناء أول قرية لشباب الخريجين بسيناء وأطلق عليها اسم قرية" ميت أبو الكوم سيناء"ويكفي أن السادات أقام موائد الرحمن للغلابة قبل أن يهم بها أحد.