الرجل الثاني للعهد الناصري، عاصر الرئيس منذ لحظة دخوله الجيش وحتي اعتلائه أكبر المناصب فيه وإلى موته..، كل من عاش في ذلك العهد يعلم جيدا كيف كان "عبد الحكيم عامر" نقطة ضعف عبد الناصر وقوته في آن واحد.. ولد "عبد الحكيم عامر" في قرية صغيرة بمحافظة المنيا، قضى بداية حياته فيها كأي فتى جنوبي من صعيد مصر حتى التحق بالجيش وذهب للخدمة في السودان، وهناك التقى بجمال عبد الناصر للمرة الأولى وأصبحا أصدقاء.. توطدت علاقة الرجلين يوما بعد الآخر خاصة بعد أن ذهبا سويا إلى حرب فلسطين وعاشا تحارباً من الإخفاقات والنجاحات داخل الجيش، وكانا من الذراعين الرئيسين بجوار محمد نجيب وأنور السادات اللذان أسسا حركة الضباط الأحرار.. عند قيام الثورة وتولي محمد نجيب ومن بعده عبد الناصر رئاسة الدولة ، تم ترقية عبد الحكيم عامر من صاغ إلى رائد ثم لواء، ثم وزيرا للحربية فقائدا عام للقوات المسلحة، كما تولى العديد من المناصب السياسية والحربية الهامة مثل مشروع السد العالي ، والقوات المشتركة بين مصر وسوريا وقوات حرب اليمن.. وقد تدرج عامر في هذه المناصب متخطيا العديد من الرتب في المنتصف بتوصية من الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر". لأن "عامر" صديقا مقربا من "عبد الناصر" ونتيجة للمناصب المتعددة التي تولاها فقد كانت له صلاحيات كبيرة تبين بعد ذلك أنه استخدمها لأن يكون احد مراكز قوى العهد الناصري، لذلك كان أكثر نقاط ضعفه كما كان أكثرها قوة، فقد اتخذ عبد الحكيم عامر العديد من القرارات والإجراءات التي أضرت بالمصلحة العليا للدولة المصرية كان أهمها قرار الانسحاب من حرب 67 الذي تم بعشوائية شديدة أدت للعديد من الخسائر المادية والمعنوية بين صفوف الشعب المصري. ذهب الصديق المقرب "جمال عبد الناصر" إلى منزل "عامر" ومعه عدد من الضباط كان "السادات" من بينهم ليخبروه أنه اتخذ العديد من الإجراءات الخاطئة التي يجب أن يُحاسب عليها، ولذلك أجبروه على التزام بيته بالجيزة، لكن كبرياء "عبد الحكيم عامر" لم يستطع تقبل ذلك .. وهنا تختلف الراويات.. فبين التقارير التي تقول أن عامر ذهب مسرعا إلى إحدى غرف منزله متناولا جرعه كبير من السم أدت إلى مقتله، وبين التقارير التي تقول أنه تم قتلة بالسم سواء حقنا، أو داخل الطعام الذي تم تقديمه له.. أعلنت السلطات المصرية عن انتحار المشير عبد الحكيم عامر بعد نكسة 67 نتيجة لتأثره بها، لكن أبنائه وزوجته الفنانة المعتزلة "برلنتي عبد الحميد" ظلوا يؤكدون طول الوقت أن أقرب أصدقائه هو من أصدر قرار "قتلة".