برلنتى عبد الحميد والمشير عامر

المؤرخ والباحث الفنى وجيه ندى
الممثله برلنتى عبد الحميد كان زواجها وارتباطها بوزير الحربية " عبد الحكيم عامر " أثره عليها و ظلت محور الانظار لسنوات طويله و أصبحت من النساء اللاتي تحملن أسرار عديدة ولقد كانت قى شبابها وايضا قبل ان تندمج فى السياسه والاقتران بالوزير – كانت على علاقة صداقة مع شاب ايطالى اوصلها للمخابرات الايطالية التى سلمتها للمخابرات المصرية فى عهد صلاح نصر الذى كان صديقا شخصيا للسيد ليزى مندوب المخابرات الايطالية فى مصر واصبحت من سنة 1958 تحت السيطرة الكاملة لصلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامه وهو الذى قدمها للمشير عبد الحكيم عامرانذاك . أما قصة زواجها من المشير ، فيعود إلى سنوات قليلة سبقت أحداث حرب 1967 التي تعرف ب«النكسة»، والتي كان المشير عبد الحكيم عامر خلالها وزيرا للحربية، وأنجبا ولدا هو عمرو عبد الحكيم عامر،( طبيبا ) وهو بعيد تماما عن الوسط الفني والسياسي،. ومنذ رحيل عبد الحكيم عامر عقب النكسة بثلاثة أشهر فقط، لم تقف برلنتي ساكنة أمام الانتقادات التي وجهت إليه، وكتبت كتابا حول زواجها به بعنوان «المشير وأنا» صدر في عام 1993، كما أصدرت في عام 2002 كتابا آخر بعنوان «الطريق إلى قدري.. إلى عامر». وظلت الراحلة محل أنظار الدوائر السياسية طويلا، حيث إنها في أكثر من مناسبة رفضت تحميل زوجها مسؤولية النكسة ومسؤوليتها هي أيضا، بعد اتهامها من جانب بعض الجهات السياسية أنها تتحمل جزءا من المسؤولية عن الهزيمة، ومؤكدة في أوقات أخرى أن المشير مات مقتولا وليس منتحرا كما أشيع عنه. وفي الشهور الأخيرة، اعترضت الفنانة الراحلة مع أفراد أسرتها على فكرة فيلم «الرئيس والمشير» فور إعلان السينارست ممدوح الليثي عن بدء الخطوات التنفيذية لتصويره، وهددت باللجوء إلى القضاء لمنع التصوير على الرغم من حصول ممدوح الليثي على حكم قضائي بالتصوير. وسبق ان قال الدكتور عمرو عامر، نجل الفنانة لن نتراجع عن موقفنا من حيث بذلُ كل الجهد لمنع تصوير فيلم «الرئيس والمشير»، لأنه يحتوي على أكاذيب كثيرة، وأن السيناريو الذي يتناول قصة حياة والده وعلاقته مع الرئيس عبد الناصر يحمل إساءة إلى المشير والفنانة برلنتي عبد الحميد، حيث يتردد أن السيناريو يظهرها في صورة امرأة مستهترة بعد 40 عاما من هزيمة يونيه 1967 وكان الاعلان الرسمي للرئاسة المصرية عن انتحار القائد العام للجيش والنائب الأول لرئيس الجمهورية المشير عبدالحكيم عامر، وكثيرا ما أكدت الممثلة المعروفة برلنتي عبدالحميد التي كانت زوجه له في ذلك الوقت إنها توصلت إلى دليل مادي قوي على قيام أجهزة جمال عبدالناصر بقتله بالسم للتخلص من الحقائق التي بحوزته بشأن أسرار حرب الأيام الستة. وصرحت برلنتي عبد الحميد إن الطبيب الذي حقق في الوفاة الذي تم توصيفه انتحارا، أكد لها أنه مات مسموما وتحقق من ذلك بأدلة مادية لا يمكن انكارها ، وأطلعها على صورة التقرير الطبي الأصلي الذي يثبت ذلك. وكانت صرحت أنها تعرضت شخصيا، في أعقاب ذلك، للاعتقال والاقامة الجبرية لفترة طويلة، وحرمت من رضيعها الذي انجبته من المشير( الطبيب عمرو) ، ولم تكن تجد ثمن الطعام، وان جسدها تعرض للتفتيش من سيدات كان يتم إدخالهن معها في "الحمام" إمعانا في اذلالها.
وكان المشير عبد الحكيم عامر، المولود في قرية اسطال بالمنيا في صعيد مصر عام 1919 من أقرب أصدقاء جمال عبدالناصر، وشاركه في التخطيط وقيادة انقلاب يوليو 1952 الذي اطاح بالنظام الملكي.
وكان نائبا أول لرئيس الجمهورية وقائدا عام للقوات المسلحة عندما شنت اسرائيل حرب الأيام الستة التي انتهت باحتلال سيناء والجولان والقدس والضفة الغربية لنهر الأردن. واتهم بالمسؤولية عن الهزيمة، وأنه كان مع زوجته الممثلة المعروفة والشهيرة في ذلك الوقت عندما بدأ الهجوم الجوي الاسرائيلي، وهو ما نفته تماما ومتهمة جمال عبدالناصر بالمسؤولية، لتهديده بالحرب ضد اسرائيل واغلاقه خليج العقبة وهو يعلم تماما أن جيشه ليس مستعدا، وثلثي قواته في اليمن في حالة انهاك عسكرى ومعنوى ، وأن المعدات والأسلحة لدى الجيش متهالكة. وصرحت ايضا - أعرف الكثير من أسرار الحرب. ما يذاع حاليا من استرجاع لها بلسان بعض الذين قالوا إنهم من شهودها لا يمت للحقيقة بصلة، فهم كانوا أبعد ما يكون عن صناعة القرار العسكري والسياسي في ذلك الوقت، وضربت مثالاً بسامي شرف الذي كان سكرتيرا للمعلومات عند الرئيس جمال عبد الناصر، متساءلة: ما علاقة هذا المنصب بصناعة قرار الحرب؟
واضافت إنها قامت بتوثيق أسرار هزيمة يونيه 1967 في كتابها "الطريق إلى قدري.. إلى عامر" معتمدة على وثائق مهمة للغاية احتاجت إلى 700 صفحة، وهو كتاب استغرق مجهودا هائلا، وسافرت من أجله إلى الولايات المتحدة حيث اطلعت على وثائق خطيرة في مكتبة الكونجرس، بعكس كتابها الأول "المشير وأنا" الذي كتبته على عجل بسبب ما كانت تعيشه من ظروف محيطة بها. وقالت ايضا عندما أصبحت الأجواء معقولة ومهيأة بشكل ما، بدأت في جمع وثائق هذا الكتاب بتأنٍ وسرية كاملة، وأخذت ما يلزمه من وقت، قابلت خلاله بعض صانعي قرار الحرب والمشاركين فيه، والذين كانوا في دائرة مناقشاته. واحتاج ذلك مني عامين كاملين، إضافة إلى ما حصلت عليه من مذكرات قادة كانوا في الخط الأول من الجبهة، والمعلومات التي كانت متوفرة عندي بصفتي زوجة المشير عامر القائد العام للقوات المسلحة أثناء حرب يونيه. وقالت أن أحدا لم يستطع أن يكذب جملة واحدة من الكتاب الذي صدر عام 2002 بسبب ما فيه من معلومات موثقة للغاية، حتى أن الكاتب المعروف أنيس منصور وصفه بأنه "بلع" كل الكتب التي صدرت عن حرب الأيام الستة، وعندما نشر شهود الحرب من القادة مذكراتهم أيدوا ما جاء في هذا الكتاب. وكشفت أنها حصلت على شهادة مهمة للغاية من الطبيب الذي كتب التقرير الطبي حول وفاة عبدا لحكيم عامر، وكان يعمل في معهد البحوث. وتستطرد- عرفت ان اسمه "دياب" وأنه في إحدى مدن الصعيد، فاخفيت ملامحي. ارتديت "ايشارب" على رأسي وسافرت إليه وعرفته بنفسي فطلب مني أن أعود إلى القاهرة وسيقابلني فيها. وبالفعل حصل ذلك وأخبرني بأنه بحث عني طويلا، ليخبرني بحقيقة موت زوجي مسموما، وتأكد هو من ذلك بأدلة مادية لا تقبل المناقشة. ثم اطلعني على نص التقرير الطبي الأصلي الذي يثبت أن المشير عبد الحكيم عامر مات مقتولا مع سبق الاصرار والترصد، وبطريقة ساذجة حيث دسوا له نوعا من السم المميت. وبذلك فقد شهد شاهد من أهله.
واستند استنتاج هذا الباحث بمقتل المشير على قواعد علمية وتحقيقات قام بها مكلفا من الجهات الرسمية. ووصفت برلنتي عبد الحميد كتابات محمد حسنين هيكل المشير بأنها غير عادلة بسبب انتمائه – هيكل – العاطفي لجمال عبد الناصر، كما أنه لا يعرف الكثير عن العلاقة الوثيقة جدا التي جعلت من الاثنين – ناصر وعامر – أشبه بالتوأم، واضافت لدرجة أن الاثنين عندما كانا في كلية الحقوق وحصلا على تقدير ضعيف، ا ستطاع عبد الحيم عامر دخول الكلية الحربية اعتمادا على اسم خاله حيدر باشا، ثم توسط لجمال عبد الناصر ليدخل الكلية نفسها. واضافت إن زوجها عبد الحكيم عامر ووالد ابنها
"عمرو"، الذي كان رضيعا لم يتجاوز الشهرين في تلك الأيام، أخبرها بمخاوفه من أن تقوم أجهزة عبد الناصر بقتله للتخلص منه بسبب ما في حوزته من معلومات، كما أن المشير أخبر صلاح نصر – قائد المخابرات العامة في وقت الحرب – بتلك المخاوف.
وايضا تضيف وتتذكر برلنتي عبد الحميد تلك الاعلان الرسمي عن انتحار المشير في 14 سبتمبر 1967، بعد حوالي ثلاثة شهور من انتهاء حرب الأيام الستة مستطردة: توقع بأنهم سيجعلونه كبش فداء للهزيمة، وأن ما يدور في الشارع وفي الاعلام عن تخاذل الجيش وقادته هو بمثابة تحضير وتجهيز لقتله، فعبد الناصر لم يكن ليرضى بأن يتحمل المسؤولية رغم أنه أخطأ عندما أعلن الحرب، فمعظم جيش مصر كان يحارب في اليمن وأسلحته متهالكة، وكنا في ذلك الوقت ننتظر معدات وأسلحة من الاتحاد السوفيتى. لقد أغلق خليج العقبة وهدد بالحرب ظنا منه أن الأمر لن يزيد عن "التهويش" فكان أشبه بمن يريد أن يدعو مجموعة من الناس للعشاء في فندق "الهيلتون" وليس في جيبه سوى خمسة جنيهات.؟ وأشارت السيده برلنتي إلى أنها لم تتمكن من زيارة عبد الحكيم عامر أثناء خضوعه للاقامة الجبرية بعد الهزيمة واقالته من مناصبه، لكن الاتصالات ظلت بينهما بطريقة ما، وكان يستطيع تسريب الرسائل إليها. واضافت إنهم اعتقلوها بعد ذلك شهورا طويلة في مبنى الاستخبارات "عوملت بقسوة ومهانة شديدة بلا ضمير أو دين، وحرموها من ابني الرضيع، رغم أنه لا ذنب لي في الهزيمة ولم أكن أعمل في السياسة. كانوا يدخلون معي سيدات إلى الحمام ليفتشوا في جسمي، وبعد ان افرجوا عني واخضعوها للاقامة الجبرية في شقة الزوجية بحي العجوزة، دون أن يكون معها اي مال تعيش منه، واضطرت لتسريب راديو ترانزستور الى "البواب" ليبيعه بأربعة جنيهات عشت منها لمدة شهر كامل. وأضافت: جاءت اجهزة جمال عبد الناصر إلى بيتي كأنهم يشنون هجوما، فتحوا كل شئ، وسرقوا من "الخزانة" مجوهراتي وكانت عبارة عن طاقم فرنساوي، وأخذوا وثائق وأوراق وعبئوها في حقائب. لقد قتلوا المشير ليتخلصوا منه بسبب ما عنده من معلومات، فقد كان يمكنه أن يذهب إلى الاذاعة ليقول للشعب كل شئ ويكشف حقيقتهم. وعن سبب تعرضها للاعتقال والتعذيب اضافت السيده برلنتي عبدالحميد: جمال عبدالناصر كان يعرف أن لي حس سياسي وانني استطيع ان اتكلم جيدا فقد كان يحدثني دائما بالتليفون كزوجة للمشير أيام علاقتهما الوثيقة وقبل الهزيمة، ويعرف انني استطيع ان ابرئ زوجي بقوة أمام الشعب واكشف لهم الحقائق التي اخفوها عنهم، ومن ثم رغبوا في أن يخمدوا صوتي. وأضافت: ان جمال عبد الناصر كان يدرك وقتها أنني أعرف كثيرا من الحقائق، وأنني شاهدة على المكالمات والحوارات التي كانت تجري بينهما خصوصا أنه كان يزونا في شقة العجوزة – وكذلك عندما نكون في الاسكندرية، وهو الذي أطلق على ابني اسم "عمرو". لقد كانت علاقة وثيقة لا يستطيع أحد أن يتخيلها، لكن يبدو أن أنياب السياسة أقوى من أي علاقة. وتضيف : ظلوا طوال فترة اعتقالي واقامتي الجبرية يقتلونني معنويا ونفسيا ويقومون باذلالي. كنت في اشد الحاجة للطعام في ظروف بالغة القسوة وفي وقت احتياج ابني عمرو للرضاعة من صدري، لكنهم للأسف لم يقدمون لي شيئا، ورحلت تاركه مقالات كثيره عن السياسه بين جمال عبد الناصر وزوجها عبد الحكيم عامر وكما رحلا ايضا كان رحيلها فى 1 ديسمبر 2010 عن عمر 75 سنه رحمهما الله جميعا واسكنهما فسيح جناته\ المؤرخ والباحث فى التراث وجيه ندى وللتواصل 0106802177 wnada1950@yahoo.com