لا يزال شبح أسامه بن لادن يطارد الولاياتالمتحدة، رغم وفاته، حيث تترقب أي أخبار عنه أو عن عائلته، وأصبحت غير مطمئنة على أمنها بسبب مخاوف من ردود فعل إنتقامية. ورغم مرور عامين على مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامه بن لادن، إلا أن واشنطن ما زالت تتخوف من هجمات انتقامية لمقتله، وكثفت من إجراءات الأمن في شوارع و مطارات و جسور و أنفاق المدن الكبرى، لاسيما في العاصمة واشنطن و نيويورك، وأصبحت المدن في أقصى درجات اليقظة. وعن احتمال وقوع هجمات ثأرية إرهابية قال المساعد السابق لمدير وكالة الإستخبارات الأمريكية تشارلي ألن، "أعتقد أننا يمكن أن نتوقع حدوث ذلك، ولكن يجب أن نتحلى بالصبر، ربما يقع هجوم خلال أشهر أو سنوات، و لكن المهم أنه سيكون هناك عملا انتقاميا لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن". وأثار مقتل زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية بين مؤيد ومعارض أو متعاطف، بالإضافة إلي العديد من التساؤلات الخاصة بتوقيت مقتله الذي جاء متزامنا مع انطلاق مسلسل الثورات العربية، التي صورها البعض بأنها من الممكن أن تكونضربة استراتيجية لتنظيم القاعدة وتكتيكاته. وأسامة بن لادن نجل الملياردير محمد بن عوض بن لادن وترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت. درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد ليتولي إدارة أعمال شركة بن لادن، وترك والده ثروة تقدر بتسعمائة مليون دولارفمكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان. وهو مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، التنظيم السلفي الجهادى المسلح الذي أنشئ في أفغانستان سنة 1988، وزج بن لادن بتنظيم القاعدة في حروب ضد أعتى قوتين في العالم وهما الإتحاد السوفييتي والولاياتالمتحدة حيث حارب الإتحاد السوفييتي إبان غزو أفغانستان وحارب الولاياتالمتحدة حينما غزت العراق وأفغانستان. وأعلن بالاشتراك مع أيمن الظواهري عام 1998م الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبين والتي نجم عنها لاحقاً ما يسمى الحرب على الإرهاب أو الحملة الصليبية العاشرة. وقامت القاعدة في إطار حربها على اليهود والصليبين بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان أبرزها هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات لندن 7 يوليو 2005 وتفجيرات مدريد 2004، ولذلك تعتبر هدفاً رئيسياً للحرب الأمريكية على الإرهاب. وبعد سنين من تواريه عن الأنظار وبالتحديد في فجر الاثنين 2 مايو عام 2011 تمكنت قوة مغاوير أمريكية من مباغتة بن لادن بينما في مسكنه قرب إسلام آباد وأردته قتيلاً برصاصة في الرأس ثم ألقت بجثته سراً في البحر من على متن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسن، وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية بالشعائر الإسلامية له. وتعتبر تغطية وسائل الإعلام لموت أسامة بن لادن ثالث أكبر قصة إخبارية في العالم في القرن الحادي والعشرين، فبعد أقل من أسبوع على إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن القوات الأمريكية قتلت زعيم القاعدة في باكستان فإن قصة بن لادن ورد ذكرها أكثر من 84 مليون مرة في وسائل الإعلام العالمية المطبوعة والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.