"انتيجون كوستاندا"..ملكة جمال مصر والعالم عام 1954.. مضت فترة طويلة لم تحظ فيها امرأة مصرية بلقب ملكة جمال العالم، وكأن ألقاب الجمال تم احتكارها من قِبل السيدات ذوات الجنسيات الأخري..، بالإضافة إلى ذلك التصق بالسيدات المصريات العديد من الشائعات الأخرى، كزيادة الوزن وعدم الاهتمام بالمظهر..كل ذلك نفي ما يمكن أن يُضفي عليهن صفة الجمال، على الرغم من أن تاريخ مصر ممتلئ بالملكات اللائي ابهرن العالم سواء كان ذلك بالجمال أو بالعقل.. يُصدق على ذلك كل الملكات على مر العصور بداية من كليوباترا و حتشبسوت إلى شجرة الدر وحتى آخر الملكات على مر العصور المصرية "ناريمان" زوجة الملك فاروق الأول..، كل هؤلاء كن ملكات في الحكم والجمال..حتى انتهى زمن الملكات المصريات الحُكام..وأصبح من النادر أن تأتي علينا ملكة في الجمال.. لعل أشهرهن بعد ذلك "داليدا" المغنية ذات الجنسية المصرية القادمة من حي "شبرا"، والتي اكتسبت شهرتها الكبيرة بعد أن حصلت على لقب ملكة جمال مصر ثم سافرت إلى الخارج لتُكمل رحلتها الغنائية.. لم تكن "داليدا" هي ملكة الجمال المصرية الوحيدة التي اكتسبت شهرة عالمية..، حقيقي أن مسابقة ملكة جمال مصر لم تنقطع، إلا أن الفائزة بعد ذلك لم تأخذ شهرة عالمية أو تفوز بلقب "ملكة جمال" عالمي..لكن "انتيجون كوستاندا" فعلت عام 1954. "انتيجون" فتاة مصرية ذات أصول يونانية، نشأت في الإسكندرية عندما كانت شهيرة بامتلائها بالجاليات الأجنبية وخاصة "اليونانية ، الإيطالية والأرمنية"..وكانت تتحدث عدة لغات بطلاقة إلى جانب اللغة العربية .. حصلت"انتيجون" على لقب ملكة جمال مصر وسافرت إلى مسابقة ملكة جمال العالم، حيث تنافست مع 16 فتاة أخريات من 16 دولة أجنبية، تميزت "انتيجون" بابتسامة وجمال واضحين مكناها من التغلب على كل المتنافسات الأخريات وحصلت على اللقب .. جاءت "انتيجون" بعد ذلك إلى مصر واهتمت بعروض الأزياء والموضة والديكور ، كما اشتهرت إعلاميا في ذلك الوقت كأول امرأة مصرية تحصل على لقب عالمي. لم تذهب الفتاة المصرية ذات الأصول اليونانية في السنة التالية إلى المسابقة على الرغم من التوقعات التي قالت أنها سوف تفعل ذلك بسبب شهرتها الواسعة، لكنها لم تسافر بسبب التوترات التي حدثت في العلاقات المصرية البريطانية التي حدثت نتيجة تأميم الرئيس جمال عبد الناصر ل"قناة السويس". تم اختيار"انتيجون" بعد ذلك كضيفة شرف للتحكيم في المسابقة العالمية عام 2006، كما تحدث الكاتب الأمريكي " ايريك مورلي" عنها في كتابه "قصة ملكة جمال العالم".