تمر اليوم الذكري ال25 علي وفاة الفنانة الإيطالية المصرية "داليدا" التي اعتبرت رمزاً مشرقاً للأغاني الشعبية، والتي سجلت أكثر من ألفي أغنية بتسع لغات أهمها أغنية "على بالي" و"مصطفى يا مصطفى"، وباعت حوالى 140 مليون أسطوانة في العالم أجمع. ولدت "داليدا" فى حى شبرا بالقاهرة عام 1933 لأبوين من المهاجرين الايطاليين، وتوفيت عن طريق تناول كمية كبيرة من الحبوب المنومة وتركت رسالة تقول فيها " أصبحت الحياة غير قابلة للتحمل – سامحني يا الله ". الاسم الحقيقى لداليدا هو " يولاندا كريستينا جيجليوتى " ولدت لابوين من المهاجرين وتعود اصولهما الى جزيرة كالابريا فى جنوب ايطاليا، ، فقد هاجر أجدادها إلى مصر طلباً للرزق كما كان حال الكثير من الأجانب في بداية القرن العشرين الذين هاجروا بدافع الفقر والهرب من الحروب في بلدانهم آنذاك، حيث كانت مصر بلدا آمنا ومزدهرا اقتصاديا. عاشت داليدا طفولة طبيعية بين أسرتها، تذهب إلى المدرسة والكنيسة، كأية طفلة، وما إن أصبحت بالغة حتى أخذ والدها الحاد الطباع يمنعها من الخروج مع أصدقائها وصديقاتها، لاسيما بعد أن قضى عدة أشهر في السجن لأنه كان إيطالياً ومصر كانت إبان الحرب العالمية الثانية تحت حماية المملكة المتحدة، وقد ارتبطت داليدا فى صغرها بفتى ايطالى اسمه ( ارماندو ) ولكن الفتى توفى إثر جلطة في الدماغ، فبدأت تتطلع لحياة أخرى بعيدة عن القناعة بالبيت البسيط وكل ما يتعلق به من أمور. بدأت حياتها بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر وفوزها بها سنة 1954 بدأت حياتها الفنية في فرنسا وغنت تسع لغات العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والأسبانية والألمانية تعلمت العزف وأخذت دروساً في الغناء، لكن حلمها بأن تصبح ممثلة مشهورة لم يفارقها، لاسيما بعد أن سمعت بأنه كانت لديها قريبة هي الممثلة الإيطالية الينور دوز والتي كانت وفاتها في العام 1924(كانت الوحي لستانيسلافسكي لتأسيس مبادئ مدرسته الشهيرة في التمثيل إذ كان يمضي ساعات يشاهد أداءها ومنه يستقي المبادئ)، ومن هنا ولد لديها شعور بأنها تمتلك موهبة ربما تكون قد ورثتها من عمتها. وبسبب الظروف المعيشية الصعبة أخذت داليدا دروس فى الألة الكاتبة وعملت سكرتيرة بإحدى شركات الأدوية ولكن حلم النجومية لم يفارقها، مما جعلها تفكر بأن تدخل مسابقة جمال مصر، حيث تظهر فيه بملابس شبه عارية فازت بها عام 1954 وكانت الجائزة عبارة عن زوج من الأحذية الذهبية، وأخذت تدخل الاستوديوهات السينمائية وقدمت بعض الأدوار الصغيرة وأختارات داليدا كأسم فنى لها. وبدأت داليدا التمثيل فى فيلم امريكى كان يصور فى مصر كدوبليرا لممثله امريكية هى ( جوان كولين ) وكان معها فى هذا الفيلم ايضا شاب يبحث عن الشهرة وهو عمر الشريف، في هذه الفترة تعلق بها (عمر) لكنها سرعان ما بدأت تعامله ببرود، واستغرب لتصرفها لاسيما انه كان يتصور انه على علاقة حب معها، وقررت بعدها السفر الى باريس بحثا عن الشهرة، وكانت قد قابلت ( هنرى فيدال ) الرجل الذى وعد بمساعدتها ولكنها علمت انه يتعامل مع المنتجين الذين يتعاملون مع الافلام الضعيفة، وعلمت أنه لا يستطيع مساعدتها فذهبت بنفسها الى الوكالات المختلفة التى تبحث عن المواهب للبحث عن فرصة لها، لكن المتقدمين كانوا أكثر مما تصورت. أخذت تبعث برسائل لوالدتها في مصر تشرح لها كل ما يجري، فتمنت الأم أن تعود ابنتها إلى مصر ثانية، لكن داليدا لم تعترف بالهزيمة مطلقاً.. وفي النهاية لم يكن لديها خيار سوى العودة وذلك بعد نفاذ المال.. فحزمت حقائبها وتوجهت إلى مكتب الحجز لتحصل على تذكرة عودة إلى القاهرة فلمحها رجل يدعى (رولاند برجر)، هذا الرجل أعجبه قوامها وشعرها، فاقتنع انها لابد ان تكون تملك مواهب بحاجة لمن يكتشفها.. فتقدم إليها وتعرف بها.. كان الرجل مدرباً للصوت، فتطورت علاقتهما فحاول اقناعها بالغناء وان تصرف النظر عن فكرة التمثيل، فهي تتمتع بصوت مميز، وان الغناء سيفتح لها أبواب الشهرة، لم تتقبل الفكرة، لكن الرجل استمر باقناعها حتى وافقت.. فبدأ باعطائها دروساً في الصوت، وتحمل كل عصبيتها ومشاحناتها معه بسبب حدة طباعها التي ورثته من والدها، حتى تمكن من تقوية صوتها فأصبحت قادرة على الغناء بشكل جيد، فأخذت تغني في الكباريهات الفرنسية في البناية التي تقاسمت فيها شقة مع صديقتها (جينا جوردل)، كان يسكن فيها أيضاً شاب وسيم هو ألان ديلون الذي أصبح فيما بعد ممثلاً مشهوراً، لم تكن تربطهما في ذلك الوقت سوى علاقة الجيرة والسلام، كان يلفت انتباهها وسامته، لم تكن تعرف انه هو الاخر يحلم بالشهرة مثلها ومن ثم وبحكم الجيرة والطموح المشترك أصبحا صديقين حتى بدأ احدهما يشجع الاخر وفي أكثر المقابلات والاختبارات كان احدهما يرافق الاخر وان فشل احدهما في دور كان الاخر يواسيه أصبحت الحياة قاسية بالنسبة ل”الآن ديلون “ حتى ان داليدا كانت تطعمه من ثلاجتها عندما يداهمه الجوع. مالك الكباريه قرر أخيراً ان يعطيها أول أداء بحضور الزبائن فشعرت بالسعادة والاثارة، وعادت إلى شقتها سعيدة ومبتهجة، وكان هناك ينتظرها (آلان) و(جينا) بكل حماس ولهفة لأن يعرفوا ماذا حصل لها وهل نجحت بالاختبار ونالت مهنة كمغنية؟ الطريف ان (ألان) كان عنده اختبار أداء في صباح ذلك اليوم في استديو مع مئة ممثل ولم يصدق نفسه عندما اختاره المخرج أخيراً ليعطيه دوراً في اليوم التالي غنت داليدا وخلف الكواليس كان رولاند يقف مع مالك الكباريه يستمعان لصوت داليدا الشجي وهي تغني ف همس رولاند له " لديك نجمه بين يديك..انظر إليها ياله من وجود. في إحدى المساءات وحيث المكان الذي تغني فيه التقت ب”الفريد “، صديق المخرج السنيمائي الذي اكتشفها في مصر. قال لها الفريد بأن اسمها”داليلة “ غريب وعدواني بعض الشيء وعليها ان تغيره لم تستوعب داليدا الفكرة فهي منذ قدومها إلى باريس والجميع يعرفها باسمها المستعار”داليلة “ وبعد تفكير طويل فكرت بأن تخلط اسمها الحقيقي”يولاندا“ مع الاسم الذي تحبه”داليلة “ وكانت النتيجة ”داليدا“ ذات مساء اعتلت المسرح فشاهدت شخصاً مهماً كان يجلس مع اصدقائه وتعرفت عليه بسرعة مما سبب لها مزيجاً من الفرحة والخوف كان هذا الرجل يدعى”برونو “ مدير اولمبيا أشهر قاعة موسيقى في باريس كان برونو يبحث عن مواهب جديدة وشابة فرأت فيه فرصة عمرها، فأدركت ان عليها ان تكون في أفضل حالاتها على المسرح حتى يلاحظها فغنت بشكل رائع لدرجة ان برونو قطع محادثته مع الاصدقاء وبقى يسمع بأذنيه ذاك الصوت المميز فأخرج ورقة وكتب عليه اسمها وهي تشاهده من بعيد ولما تركت المسرح أحست بأثارة وانتظرت اتصالاً منه فقد كانت متأكدة انه اعجب بغنائها ورغم شهرتها الا ان حياتها الخاصة اشبة بمسرحية ماساوية منذ بداليتها الى نهايتها فقد تزوجت مرتان واحبت مرتان وانتحر ثلاثه ممن احبتهم داليدا لدي داليدا أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة والحاصلة على الألقاب والأوسمة الكثيرة وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول بإعطائها لقب (The Medaille de la Presidence de la Republique) أو ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع البريد. وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها في العام 2001. ما زال الكثيرون يرددون أغانيها الجميلة بشغف، تلك الأغاني التي غنتها بتسع لغات هي الفرنسية والأسبانية والإيطالية والألمانية والعربية والعبرية واليابانية والهولندية والتركية. احتلت لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان ومن مصر إلى الأرجنتين. وفي عام 1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا. وفي مجال التمثيل لديها (12) فيلما.ً وفى سنة 1987 توفيت الفنانه داليدا منتحرة بجرعة زائدة من الاقراص المهدئة بعد ان تركت رساله تحمل سامحونى الحياة لم تعد تحتمل وقد صنع تمثال لها لى القبر بنفس الحجم ودفنت فى مقابر المشاهير . قصة داليدا صاحبة أغنية " على بالي" و"مصطفى يا مصطفى"