نتعرض كثيرا لأحداث قد تكون مؤثرة وخصوصا للأطفال، و في الفترة الاخيرة نمر بالعديد من الأحداث المريرة و السيئة، و التي علي أثرها نواجه مشاهد تؤثر على أطفالنا و يكون لها مخاطر بالغة. فنجد أن وسائل الإعلام ترصد المشاهد بكل ما فيها، و لا نتمكن من منع الأبناء طوال الوقت من هذه المشاهد، التي كثيرا ما يتساءل بخصوصها، أو قد تعتاد عليها عينه، و الكثير من الآباء يواجه مشكلة في كيفية التعامل مع الأبناء في ظل الكوارث و الأزمات. و قدم أخصائي الدعم النفسي في الكوارث و الأزمات "خالد خضر" 8 نصائح لمساعدة الطفل و الوالدين على مواجهة الأزمات أثناء مرحلة الطفولة، حتى يتمكن الطفل من تخطي هذه المرحلة بسلام دون الشعور بكونه مستضعف ومعرض للخطر، وهي : 1- كن واعيا لردود فعلك أنت على الحدث : يعتمد ردود أفعال الاطفال على ردود فعل الكبار من حولهم كالوالدين والمعلمين، ولهذا حاول قدر الامكان أن تتصرف بهدوء وسكينة ولكى تفعل هذا فإنك قد ترغب في مشاطرة افكارك ومشاعرك مع أصدقائك او افراد عائلتك قبل التحدث مع طفلك. 2- كرس اهتماما اكثر لطفلك : ان الاهتمام الاضافى من جانبك وخاصة فى الاوضاع العسيرة يعطي لطفلك الفرصة للتعبير عن تجاوبه والشعور بالامان، فإذا أراد طفلك أن يتحدث عن المشاعر فكن له سندا ومشجعا، اظهر له تفهمك وتقبلك لهذه المشاعر عن طريق الشرح كمشاعر الخوف والغضب والذنب كلها ردود فعل اعتيادية لحدث غير اعتيادى كهذا . 3- كن حساسا لمستوى فهم طفلك : وجه المعلومات التى تناسب الطفل بحيث تتلائم مع سنه ومستوى نضجه ..فالفائض من المعلومات قد يربك الاطفال الصغار ويسبب لهم مزيدا من الخوف وعدم الاطمئنان, غير أن معلومات اضافية يمكن غالبا أن تزيل التصورات المغلوطة، ومن المهم تشجيع المحادثة, لكن اذا لم يظهر الطفل اهتماما بالحديث, فلا تفرضه عليه، وعلى اية حال فإن من المهم عدم اثارة تكهنات لا اساس لها من الصحة أو تقديم معلومات غير صحيحة عما حدث. 4- حدد تعريض طفلك لوسائل الاعلام : تجنب تعريض طفلك للتقارير المصورة والمنقولة مباشرة من مكان الأحداث الصادمة وهذا الامر مهم جدا خاصة فى المجموعات العمرية لرياض الأطفال والمدارس الابتدائية..وغالبا مايكون الأهل أنفسهم منهمكين مستغرقين في الدراما التي يعرضها التلفزيون لدرجة أنهم لا يعون بأن ابنائهم قد يتعرضون لشريط تلفزيوني يسبب لهم فيما بعد كوابيس وأفكارا مكدرة. 5-حاول المحافظة على روتين اعتيادي : زود طفلك برسائل مطمئنة وواقعية عن سلامته، و تحدث مع طفلك عن كيفية تجنب الأوضاع الصادمة والمكدرة في المستقبل, لأن من شأن هذا الحديث معهم أن يعزز احساسهم بالسلامة والسيطرة على الوضع, ثم إن تشجيع العودة إلى الروتين اليومى مطمئن جدا للأطفال ويحمل معه رسالة قوية عن السلامه بطريقة غير شفوية لكنها مباشرة. 6- كن منتبها لتصرفات تدل على كرب : انتبه لأنماط اللعب التي تعيد تمثيل الدراما المرة بعد الأخرى وانتبه أيضا للشكاوى من أحلام مزعجة، فهذه تصرفات طبيعية بعد حدث صادم وهى الطريقة التى يواجه بها الطفل الصدمة، أما اذا لم يطرأ تغيير على شدة وتكرار هذه التصرفات بعد شهر أو اذا ازدادت حدة، فلابد من النظر فى طلب مساعدة مهنية . 7- كن منتبها بشكل خاص لمراهقين يبدون اشارات كرب : يجب أن نكرس انتباها خاصا للحديث عن التفكير الانتحارى واضطرابات الأكل والنوم وإظهار غضب غير عادى عند المراهقين، و يجب معالجة هذه الأعراض فورا، لانها لا تختفي عموما من تلقاء ذاتها بدون معالجة مهنية . 8- انتبه لوضعك العاطفى أنت!! : كونك الدعامة الرئيسية التي يعتمد عليها طفلك يحتم عليك أن تعتنى بنفسك عناية لائقة، ابقى على اتصال مع العائلة والأصدقاء وشارك غيرك من الكبار في مشاعرك وخاصة أولئك الذين مروا بتجارب مماثلة لم تمر بها أنت، و حاول أن تأكل طعاما متوازنا وخذ قسطا كافيا من النوم وأضف تمارينا بدنية وغيرها من فاعليات التسلية إلى روتين حياتك. و أكد خضر على ضرورة عدم التردد في اللجوء إلى طلب مساعدة نفسية مهنية إما للاستشارة أو للمعالجة إذا لزم الأمر للوالدين أو للطفل.