فقدت قرية المهدية بمركز ههيا بالشرقية ابنا من أعز ابنائها و هو الجندي عبد الفتاح عبد الحميد محمد محمد 21 عاما ، و الذي اغتالته و زملاءه رصاصات الإرهاب الأسود في منطقة رفح بشمال سيناء . و قد خيم الحزن و الأسي على أرجاء القرية التي اتشحت بالسواد ، و قد توافد الآلاف من أبنائها و القرى المجاورة إلى منزل الشهيد لتقديم واجب العزاء لأسرته في مصابهم الأليم و تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير . و قد تعالت صرخات النساء و هتافات الشباب المطالبة بالقصاص للشهداء ، وتعلق مرتكبي الحادث في مشانق بالشوارع والميادين العامة ليكونوا عبرة لغيرهم . و قد أصيب والدا الشهيد بانهيار عصبي و حالة إغماء و بكاء هستيري فور علمهما بالخبر المشئوم ، ولم يستطيعا الذهاب للقاهرة لاستلام جثمانه و تولى ذلك بعض أفراد عائلة الشهيد . و أخذت الأم تهذي بكلمات غير مفهومة مرددة عبارات هزت القلوب المتحجرة ، و تعالت صرخاتها حزنا على فلذة كبدها الذي اغتاله الإرهاب قبل زفافه بأسبوع واحد . و الشهيد عمره 21 عاما و لهم 3 أشقاء و لد وبنتان و ترتيبه الثاني بعد شقيقه الأكبر ، و يشهد له الجميه بالطيبة وحسن الخلق و محبوب بين أقاربه و أبناء القرية . و يؤكد بعض أقاربه أن الشهيد قد خطب الفتاة التي تمناها قلبه و أجل حفل زفافه لحين إنهاء خدمته العسكرية و التي كان محددا لها بعد أسبوع ، و أنه قد أعد عش الزوجية و أشرف على ترتيبه بنفسه ، قبل سفره بساعات قليله . و قال بعض المقربين منه أنه كان يشعر بأن مكروها سوف يلحق به ، حيث كان حريصا على وداعهم جميعا قبل سفره ، و أنه عندما تم تكليفه بالخدمة العسكرية في شمال سيناء كان سعيدا ، حيث سقوم بواجبه في تامين وطنه و الدفاع عنه ، و لم يبد أي مشاعر للخوف في أي لحظة .