لمحت الرعب في عينيها وهي ماتزال واقفة امام المرآة.. شعرت برجفة شديدة وهي تردد كلمة عانس.. هل هي فعلا اصبحت عانسا.. رد صوت من داخلها.. نعم انت عانس ويجب ان تسرعي بالزواج.. وقبل ان تفيق فتحت امها باب الحجرة وكأنها شعرت بما يدور في خاطر ابنتها فطرقت علي الحديد وهو ساخن كما يقولون.. أقنعتها أن الرجل المتقدم وان كان أكبر منها فهو يملك المال ويمتلك البيت الكبير وفوق كل هذا سيدفع مهرا كبيرا ينقذ أسرتها من الفقر.. وطلبت منها ان تستعد لاستقباله في المساء لتعلن رأيها.. وعندما أقبل المساء ارتدت ثوبا جميلا بالوان زاهية زاد من رشاقتها وجمالها.. ووقفت طويلا امام المرآة تتزين وتتجمل وهي شاردة لاتدري هل توافق ام ترفض.. واذا رفضت ستحمل لقب العانس عن جدارة.. ارتعد جسمها وانتهت من زينتها بسرعة وقد قررت ان توافق علي العريس..دخلت امها الحجرة والفرحة في عينيها وهي تشاهد ابنتها في أجمل ثيابها وزينتها فهذا دليل علي انها توافق علي العريس.. طلبت من امها ان تمهلها قليلا في حجرتها.. وجلست تفكر مرة اخري وقبل ان تقرر الرفض أو القبول فوجئت بشقيقتها التي تصغرها بسبعة اعوام تدخل الحجرة وهي تحمل طفلها الوليد وهو ثالث أطفالها واخذت تحثها علي الخروج لمقابلة العريس.. نظرت الي شقيقتها طويلا انها ليست جميلة مثلها ولكنها تزوجت قبلها بسنوات وانجبت ثلاثة أطفال وتعيش سعيدة مع زوجها وأطفالها.. وقررت ان تحسم الأمر وتوافق. خرجت مسرعة من حجرتها بصحبة شقيقتها وكأنها تخشي ان يفوتها القطار.. وقف العريس لمصافحتها وابتسامته تملأ وجهه.. نظرت اليه فوجدته وسيما رغم ان عمره 65 عاما.. جذبتها ابتسامته العريضة والطيبة والرقة التي بدا عليها.. تحادثا طويلا وفي النهاية اعلنت موافقتها.. انطلقت الزغاريد وامتلأ البيت الصغير بالأهل والأقارب للتهنئة.. وخلال اسابيع قليلة تم كل شيء وانتقلت الي بيت زوجها.. البيت الكبير الذي طالما حلمت به.. ولكن منذ الليلة الأولي اكتشفت الحقيقة المرة.. فلم يستطع عريسها الدخول بها.. وتوالت الليالي وهي تعاني من عجزه.. وحتي بعد ان دخل بها لم تشعر بأي متعة.. فهو انسان مريض.. عاجز لا يستطيع اسعادها.. وكل ليلة تهيئ له الجو المناسب وتعد العشاء الفاخر وترتدي كل ما يبرز جمالها وانوثتها ويثير أكثر الرجال شيبا ولكن في النهاية يسقط بجوارها متعبا لايستطيع ان يشعرها بأنها زوجة أو حتي أنثي. ملت حياتها مع زوج عاجز مريض.. فهي لازالت شابة تحتاج الي الحب والحنان.. تحتاج ان يضمها زوجها بين ذراعيه ليشعرها بالسعادة.. ولكن هذا لايحدث فعلاقة الزوجية بينهما لا وجود لها وان حدث فكأن الزوج يؤدي واجبا ثقيلا لم يستعد له ولا يعرف كيف يؤديه.. وفي احدي الليالي شعرت انه بدأ يقترب منها فقد غمرها بحب لم تتعوده منه واخذ يتغزل في جمالها ومحاسنها.. وطلب منها ارتداء قيمصا للنوم يحب لونه ويزيد من جمالها في عينيه.. شعرت بالفرحة وارتدت أحلي ما عندها.. تزينت.. وتعطرت وكأنها عروس في ليلة عرسها.. اسرع يحتويها بين ذراعيه ويقبلها ولكنه فجأة وكعادته دائما انتهي من مهمته سريعا دون ان تشعر باي سعادة.. وكأنه ينتهي من مهمة يحب ان يؤديها.. لم تشعر بنفسها الا وهي تنهض من فراشها وهي تلعن اليوم الذي وافقت فيه علي الزواج من رجل في عمر ابيها.. عايرته بعجزه فغضب وانهال عليها ضربا وركلا حتي اصابها بجروح وكدمات..لم تستطع ان تتحمل.. الا يكفيها عجزه وعذابها منذ زواجهما.. فيضربها.. قررت ان تترك له كل شيء وترحل من بيته.. جمعت ملابسها وانطلقت الي بيت اسرتها ولم تستمع لتوسلاته بأن تظل معه.. شعرت نحوه بكراهية شديدة ولم تعد تحتمل ان تري وجهه فتتذكر عجزه وحياتها المعذبة معه ولكن الأب اقنعها بالعودة فهي لا مكان لها الا في بيت زوجها.. اصطحبتها امها في الصباح وعادت وهي مغلوبة علي امرها وكأنه حيوانا يسوقونه للذبح ولكن المفاجأة انها لم تستطع فتح الباب بمفتاحها.. وعندما فتح لهما الزوج وجدت البيت خاليا من الآثات وكأنه تخلص من كل ما يذكره بها وبعجزه.. اتهمته بالتبديد والضرب.. وأكد الشهود من الجيران والأهل انه ضربها ضربا مبرحا واصابها بجروح وكدمات.. فقرر رئيس محكمة الاسره بامبابه حبس الزوج سنة بتهمة التبديد في منقولات زوجته وحبسه شهرا بتهمة ضرب زوجته.. وخرجت هي من القاعة الي بيت والدها وقد احست انها تقترب من لقب مطلقة.. فربما يكون هذا أفضل لديها من لقب عانس .