"الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري"..تنحدر أصولة من المماليك البرجية أو "الشركسية"، وهو آخر ملك لهم..، عُرف بذكائه وحبه للمعمار والثقافة ... اهتم الغوري بالمعمار وبنى العديد من القلاع والأبراج بمصر وبالتحديد في "الإسكندرية" وفي ولايات حلب ودمشق وبلاد الحجاز..واستطاع حماية مصر وشواطئها ضد العديد من الغزاة.. كان أهم الغزاة الذين حاولوا الهجوم على مصر.. "البرتغاليون"، والذين أظهروا شغفا واضحا في حب التجارة والتوسع فيها ومن ثم قاموا باكتشاف طريق "رأس الرجاء الصالح" واستخدموه في فتح العديد من المدن القريبة من مصر، فلم يكن هناك خيار آخر أمام الملك " قانصوه الغورى" إلا أن يتحالف مع القوة "العثمانية" الجديدة لمواجهة خطر البرتغاليين وبالفعل تمكن من صدهم عن مصر.. توطدت علاقات الود والسياسة بين مماليك الشركس من خلال "الغوري" وبين العثمانيين، وتحالفوا مرة أخرى لمواجهة عدو مشترك جديد، ألا وهم المغول والصليبيين ..، كان العثمانيين في ذلك الوقت قوة صغيرة وجديدة نشأت في قارة آسيا لكنهم سرعان ما توسعوا وفتحوا الكثير من المدن والإمارات حتى تقاربت حدودهم مع حدود "الغوري". وجب على السلطان الشركسي في ذلك الوقت ان يواجه العثمانيين، وبالفعل تم ذلك في معركة "مرج دابق" لكنه على الرغم من تحضيراته الكثيرة واستعداده لهذه الحرب، إلا أنه خسر كثيرا عندما خانه أكبر قادات جيشه مما أدى به لهزيمة نكراء أمام العثمانيين. من أهم ما تركة السلطان الغوري بمصر ، "مجموعه الغوري" بالأزهر والتي سميت باسمه تكريما لذكراه وما قدمه لمصر في مجال الثقافة والمعمار، وتتكون هذه المجموعة من عدة مبان، اشهرها الآن على الإطلاق القبة والوكالة بالإضافة لمدرسة مجاورة لهم.. كانت هذه الوكالة في البداية بمثابة "فندق" للسلطان" وتتكون من ساحة واسعة حولها خمسة طوابق من المعمار الإسلامي الفريد والمميز، كما تم بناؤها من الرخام الخالص خاصة السبيل المتواجد داخلة والمكتوب بجواره... "أمر بإنشاء هذا المعروف المبارك من فضل الله تعالى سيدنا ومولانا الأعظم ومالك رقاب الأمم سيد ملوك العرب والعجم السلطان العالم العادل المالك الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري خلد الله تعالى ذكره وأدام أيامه بجاه محمد وآله وصحبه وسلم وكان الفراغ من ذلك في شهر ذي الحجة سنة تسع وتسعمائة من الهجرة النبوية لمحمد صلى الله عليه وعلى أصحابه أجمعين". قبة ووكالة الغوري الآن تابعين لوزارة الثقافة، ويتم إقامة عروض ثقافية وغنائية كثيرة فيها تتنوع بين الإنشاد والتنورة والعروض الصوفية كفن "المولوية".