"زينب خاتون" : الأميرة الشقراء و الجارية المناضلة

كما يتميز رمضان بأنه شهر الروحانيات الدينية، هو كذلك شهر تقارب الأصدقاء والعائلات، و يتم التخطيط للخروجات فيه قبل بداية الشهر الكريم بوقت كبير، فتقوم كل الأماكن الثقافية والأثرية بتخصيص جداول كاملة لأمسيات وسهرات رمضانية وسط القاهرة القديمة..
ومن أشهر ما يميز القاهرة القديمة طابعها المميز وسط المساجد القديمة والعمارة الإسلامية التي تعود للقرن الخامس عشر والحملات الفرنسية ودخول العثمانيون، و لكل بيت هناك قصة تحمل تاريخ منفصل عن الآخر..، من أشهرها بيت السحيمي، الهراوي ، الشاعر ، السناري وزينب خاتون..
زينب خاتون هو مسجد أثري قديم يتواجد خلف جامع الأزهر، للوصول إليه عليك أن تمر من خلال العديد من الأزقة والطرق شديدة الضيق التي ربما لا تتسع لمرور سيارة، وقد تحول الآن إلي مقهى شعبي ومكان مميز ينظم الكثير من الأمسيات الغنائية والشعرية بما يليق به وبموقعه المميز..
قصة هذا البيت تعود لعدة أصول..أولها الأميرة التي بنيت هذا المنزل من الأساس وهي "شقراء هانم" حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، وقد سكنته هي وعائلاتها حتى دخل العثمانيون على مصر وسكنوا فيه ومن بعدهم عدة أجيال أخرى، حتى مجيء الحملة الفرنسية التي أجبرت المماليك الذين كانوا يسكنونه في ذلك الوقت على الهروب إلى صعيد مصر، وهم "محمد بك الالفي" و "مراد بك" ..
كانت زينب وصيفة تعمل عند محمد بك الألفي ..وعندما حدثت هذه التطورات في الأحداث قام الألفي بإعطائها حريتها، بل وقامت الجارية بالزواج من أمير مملوكي يدعى " الشريف حمزة الخربوطلي" ومن ثم أصبحت هي أيضا أميرة وحصلت على لقب "خاتون" أي السيدة الشريفة الفاضلة" ..
واكتسبت هذه السيدة شهرتها الخاصة لأنها كانت شديدة الطموح، ولم تكتفي بأنها أصبحت فقط أميرة بعد أن بدأت حياتها كجارية، فدخلت الحياة الاجتماعية من أوسع أبوابها عندما فتحت منزلها لإيواء المناضلين المصريين أمام الاحتلال الفرنسي، وكانت تخصص منزلها لعلاجهم وحتى دفن الأموات منهم، فبعد زمن طويل تم العثور على أكثر من 25 جثه لأشخاص يعتقد أنهم كانوا من المقاتلين المصريين أمام الفرنسيين.
ظل هذا المنزل يتم توارثه لأهم الأشخاص الحاكمين في البلاد ومرورا بمراحل الاحتلال كاملة، فكان يسكن به أشخاص تابعون للاحتلال الإنجليزي..حتى تم بيعة لوزارة الأوقاف المصرية.
يمثل منزل "زينب خاتون" واحدا من أحد أهم الأماكن التي يمكن أن تذهب إليها في رمضان مع أصدقائك، وسط القاهرة القديمة، حيث الكثير من الأمسيات الرمضانية ذات الطابع المصري .