" المارداني".. مسجد تاريخي يعاني من الاهمال

كانت آخر مرة يتم تجديد مسجد "الطنبغا المارداني" في عام 1896 م ومنذ ذلك الحين يستغيث المسجد من الإهمال الذي يتعرض له.
وقام بانشاء المسجد المارداني الساقي أحد أمراء الناصر محمد بن قلاون وزوج ابنته وبدأ في بناءه عام عام 1338 م 739 ه ، وأتمه في 1340 م 740 ه ، وأشرف علي بناءه المهندس المعلم ابن السيوفي
رئيس المهندسين في بدولة الناصر محمد.
ويقع مسجد المارداني بشارع التبانة بالدرب الأحمر و يحمل أثر رقم 120 وقد صلي المسلمون به أول مرة بالجمعة اليتيمة في الرابع و العشرين من رمضان عام 1339
يشبه المارداني في تخطيطه مسجد الناصر محمد بالقعلة، ويتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبة الذي يحتوي علي أربعة صفوف من العقود.
ويكسو المحراب بالرخام و الصدف وهو من المحاريب النادرة الدقيقة في الصنع من بين محاريب مساجد القاهرة،وتقوم أمام المحراب قبة تحملها ثمانية أعمدة ضخمة من الجرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون، و بجوار المحراب منبر من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج، و تحصر بينهما شبابيك من الجصر المفرغ المحلي بالزجاج الملون.
وقد سرقت بعض هذة الحشوات المطعمة بالعاج أواخر القرن 19، كانت حوالي أربعين حشوة من حشوات المنبر.
وسرقت منه في أوائل السبعينيات من القرن 19 وتسربت إلي أوربا وعثر عليها بالصدفة أحد اعضاء لجنة حفظ الآثار العربية لدى أحد تجار الآثار بالقاهرة سنة 1901 واشترتها اللجنة واعادت تركيبها في مواضعها بالمنبر.
ويطوق المسجد حجاب خشبي من الخرط المحفور بزخارف دقيقة و تنتهي من أعلي بطراز كتابات بالحفر من الوجهين بآيات القرآن، و يحجز هذا الحجاب الخشبي رواق القبلة عن الصحن وهو من الامثلة النادرة في آثار القاهرة.
وتتميز أسقف المسجد من الخشب المدقوق بزخارف هندسية منقوشة بالألوان و مذهبة، ويحيط بدائر السقف زجاج مكتوب عليه آيات قرآنية باللون الأبيض علي أرض زرقاء تتخللها زيوت نباتيه.