تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، الجمعة 5 يوليو، عددا من القضايا المهمة تركزت حول الشأن المحلي وآخر تطورات الأوضاع في البلاد في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. ففي عموده "بدون تردد" ، أكد الكاتب الصحفي محمد بركات أن مصر تبدأ مرحلة جديدة من مسيرتها الوطنية، نأمل أن تكون عامرة بالنماء ومحققة لآمال كل المصريين، الساعين لتحقيق حلمهم في دولة ديمقراطية حديثة تقوم علي الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، في ظل سيادة القانون والمساواة وحقوق الإنسان. وأضاف الكاتب أن مصر عادت اليوم من غربتها لتصبح مصر التي نعرفها بحيويتها الدافقة وإسهامها المشهود في حركة التنوير والحضارة الإنسانية في جميع مجالات الإبداع الثقافي والفكري ، بعد أن طويت صفحة من الصفحات الطارئة على حياتها. وأوضح أن اليوم مصر تبدأ معركة تصحيح المسار وعلاج الأخطاء والبدء بوضع القواعد والأسس الصحيحة واللازمة لبناء الدولة ومؤسساتها، دون خلل ودون اهتزاز، وعلينا أن نبذل في سبيل ذلك كل ما يلزم من جهد مخلص وعمل دءوب. واختتم بركات مقاله قائلا " وفي هذا اليوم ، لابد أن نتوقف بالتأمل والتدقيق لكل ما جري ، وأن ندرك أن الرئيس المعزول قد غادر مكانه، وفقد موقعه وسلطانه بمشيئة الله أولا، ثم بإرادة الشعب ثانيا، وبقوة الأمر الواقع ثالثا، بعد أن إنحازت القوات المسلحة الباسلة، درع الوطن وسيفه، للشعب مانح الشرعية ومصدر جميع السلطات، الذي كلفها بتنفيذ إرادته وتحقيق مطالبه، بعد أن عجز الدكتور محمد مرسي عن استيعابها وتقاعس عن تنفيذها". وفي مقالة " قضايا مصرية "، أكد الدكتور وحيد عبد المجيد أن شعب مصر مبهر وملهم أيضا وستكون ثورتاه اللتان قام بهما في أقل من ثلاث سنوات ملهمتين لعلماء الاجتماع والسياسة في مختلف أنحاء العالم، حيث خرج الشعب بكل فئاته في مشاهد ثورية رائعة في مختلف أنحاء مصر. وأضاف الكاتب أن المصريين أثبتوا بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم أن الوطن الواحد سيظل جامعا لهم مهما كانت محاولات تفريقهم ، وأكد الشباب مرة أخرى أنهم أقوى من أي قوة تحاول إخضاعهم لسلطتها وأن الخوف لم يعد يعرف طريقا إليهم ، ولذلك تمكنوا من قيادة ثورة 30 يونيو سعيا إلى استعادة ثورة 25 يناير التى تم السطو عليها حين غابوا عن المشهد. وأوضح أن لا ينبغى أن يكون هناك خلاف على قيادة أو زعامة ، فهذا عصر الشعوب لا القادة والزعماء، وإذا كان مؤسسو "حملة تمرد" هم أصحاب الفضل الأول في ثورة 30 يونيو، فما كان لهم أن يصلوا إلى ملايين المصريين فى كل مكان دون مشاركة عشرات الآلاف من الشباب في دعم هذه الحملة في مختلف محافظات مصر ، ولذلك فالوحدة التي لا تلغي التنوع بل تجعله مصدر ثراء وقوة هي الرسالة العاجلة التي ينبغي توجيهها إلى الشباب. ووجه عبد المجيد رسالته الثانية إلى المرأة المصرية الرائعة ، إلى بناتنا وأمهاتنا وأخواتنا اللاتى نزلن فى كل مكان من أرض الوطن ، ليؤكدن أن من يسعى إلى نفيهن عن المجتمع وتحويلهن إلى آلات للإنجاب ليس من هذا الوطن ولايعرف شيئا عنه . وأشار إلى أن نساء مصر تحدت محاولات إرهابهن وتخويفهن عبر فزاعة التحرش التي صنعتها جماعات بلا أخلاق أو ضمير أو دين ، حيث كان لمشاركة المرأة دور كبير وأثر بالغ فى تأكيد أن مصر الحقيقية تستعيد روحها . واختتم الكاتب رسالاته الثلاثة برسالة إلى الشرطة المصرية بضباطها وأمنائها وأفرادها الذين عادوا إلى حضن الشعب ، حيث أثبتوا عمليا أن مؤسستهم الوطنية العريقة لم تكن في حاجة إلى إعادة هيكلة، بل إلى فرصة لإثبات انتمائها العميق إلى الشعب، ولتأكيد أن ما حدث فى فترة سابقة كان استثناء من القاعدة التى أعادت إرساءها مجددا في يوم تاريخي.