تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "الجمعة" عددا من الموضوعات المهمة. ففي مقاله "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب فاروق جويدة إنه فقد كل الثقة في رموز النخبة المصرية بكل تياراتها إسلامية وليبرالية وعلمانية ومؤمنة وملحدة، مشيرا إلى أنه حين تصل بنا الخطايا إلى اتهامات بالكفر فلا مكان لسماحة الأديان.
وأضاف " إذا وصل بنا الحوار إلى طريق مسدود نرفض فيه بعضنا بعضا تماما فلا فرصة للتصالح والمشاركة .. وإذا أغلقنا أبواب الفكر فإن الطريق يصبح ممهدا تماما لعشوائيات السلوك وأطراف المواقف.. لم يعد أمامي غير أن أكتب هذه الرسال إلى شباب مصر الذين صنعتهم على عينها ووضعت فيهم كل رصيد أحلامها في بناء مستقبل يليق بهم وبها.
وفي رسالته حث الكاتب شباب مصر على التخلي عن الاندفاع والتحلي بأخلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، قائلا " منذ أقل من عامين كانت حشودكم أجمل رسالة حملتها مصر ذات صباح إلى العالم وهي تستعيد شبابها وتسترد إرادتها وتخلص من براثن الاستبداد كرامتها.. يومها رأيت فيكم شبابنا الذي ولي يوم خرجنا أكثر من مرة نحاول إسقاط عرش الطغيان ولم ننجح وسرقتنا سنوات العمر حتي تعودنا علي القهر واسترخت نفوسنا المتعبة على جدران الذل والمهانة".
وأضاف جويدة " كيف رضيتم أن تعبث بكم عقول شاخت وترهلت وأدمنت العبث والمتاجرة والكراهية؟.. كيف تركتم وجوهكم البريئة تلوثها تلك الأيدي التي صافحت القهر وعانقت زمنا مواكب الطغيان؟..كيف تستسلمون لمن شيدوا سجون القهر الفكري والمعنوي وأدمنوا البيع والشراء على موائد الاستبداد فلم يعرفوا غير الكراهية والانتقام؟.
وفي ختام رسالته أشار جويدة إلى أن بقيت لديه كلمة أخيرة لكل مصري ألا وهي.. اتقوا الله في هذا الوطن.. في شبابه.. ومستقبله.. وأمنه واستقراره..مستشهدا بقول الله تعالى "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون".
وفي مقاله (بدون تردد) بجريدة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات " رغم حالة الإنقسام والإستقطاب المشتعلة على الساحة السياسية الآن، حول مشروع أو مسودة الدستور الجديد، في ظل الخلافات الشديدة في وجهات النظر والرؤى، بين القوى والتيارات السياسية المؤيدة والمعارضة لنصوص ومواد هذا المشروع أو بعضها على الأقل، إلا أن الحكمة والضرورة تقتضيان منا جميعا أن نحرص على المشاركة في الاستفتاء، ودفع كل المواطنين للمشاركة.
وأضاف الكاتب " الضرورة هنا تأتي من منطلق الحرص الواجب على أن يشارك جميع المصريين في اختيار الدستور المنظم لكل أمور حياتهم في المرحلة القادمة، والمتضمن للحقوق والواجبات، والحريات العامة والخاصة، والمحدد لنظام الدولة، وسلطات رئيس الجمهورية، والمؤكد للفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وعدم تغول أي منها على الأخرى، أو التدخل في شئونها، بما يضر بمصالح المواطنين وحقوقهم، أو يمس استقلال القضاء وهيبته،أو يؤثر على سلطة التشريع".
وفي هذا الإطار، حسبما أوضح بركات، فإن المصلحة العامة للوطن والمواطن، تحتم علينا أن ندفع الجميع ونحرضهم على ضرورة المشاركة في الاستفتاء، باعتبار ذلك واجبا وطنيا، وفرض عين، وضرورة لابد من الوفاء بها والالتزام بادائها، حرصا على تأكيد الانتماء لهذا الوطن، وتأكيد الحق في اختيار وتحديد المسار الذي نرتضيه وصولا للاهداف التي نسعى لتحقيقها.
وأشار الكاتب إلى أنه رغم كل الخلافات المشتعلة بين القوي السياسية، وسواء كنت أنا أو كان غيري من المؤيدين لمشروع الدستور الجديد، المطروح للاستفتاء،أو كنت وكان غيري من الرافضين لمشروع الدستور، فإن الواجب والضرورة بل والحكمة والمصلحة يحتمون علينا جميعا أن نذهب إلى اللجان، وان نقول نعم،أو لا، بكل الحرية، وبكل الشفافية، على أن يكون الدافع لنا على التأييد أو الرفض هو الاقتناع الكامل بما نقول، والإيمان بأننا نقوله لصالح الوطن ومستقبله.
واختتم مقاله بتوضيح أن هناك حقيقة مؤكدة لابد أن نؤمن بها في كل لحظة، وأن نعمل لترسيخها في وجدان كل مواطن، وهي أن مصر لنا جميعا، ومن واجبنا ومسئوليتنا أن نبذل غاية الجهد كي تصبح دولة قوية حديثة، ووطننا ينعم فيه كل المصريين بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في ظل المواطنة وحقوق الإنسان والإلتزام بالقانون.
وتحت عنوان "مسئولية الشعب" قال رئيس تحرير "الأهرام" عبدالناصر سلامة في مقاله (بصدق) " سواء أجاب الناس ب "نعم" أو" لا " غدا في الاستفتاء على الدستور،‾ فالنتيجة واحدة وهي أننا أمام شعب على مستوى المسئولية ، وسواء ذهب البعض إلى لجان الاستفتاء أو أحجم عنها، فنحن أمام حرية رأي.
وأضاف الكاتب " أن يبالغ البعض بالدعوة إلى تعطيل العمل والإنتاج، أو بالدعوة إلى قطع طرق وتخريب وسائل المواصلات والاتصالات، فلسنا أبدا أمام حالة صحية ولا ثورية ولا حتى أخلاقية ، وإن صدرت هذه الدعوات عن نخبة سياسية فبالتأكيد نحن أمام أزمة لا يجب أبدا تجاهلها أو التغاضي عنها ، إن تعدت هذه الأقوال والدعوات إلى الفعل مثلما حدث في بعض المواقع فهذه هي مسئولية الشعب كل الشعب بالتصدي لها ووأدها في مهدها ولا يجب بأي حال الاعتماد على السلطة الرسمية فقط في مقاومتها لأننا جميعا نعاقب دون ذنب اقترفناه.
وأعرب سلامة عن اعتقاده بأنها مسئولية جماعية يجب أن يعيها كل فرد في المجتمع، وأن استفتاء الغد ما هو إلا اختبار حقيقي لشعب صبر وصمد وعانى، وآن له أن يستقر.. أما إذا كان البعض يراهن على استمرار هذه الحالة أملا في تحقيق مكاسب معينة فهو بالتأكيد رهان خاسر وذلك لأن حالة وقف الحال هذه تضر بالمجتمع ولا تصب في النهاية في مصلحة أي فئة لحساب أخري.
وأوضح الكاتب " سنظل نناشد السلطة الرسمية فرض سيطرة الدولة التي توارت خلف أصحاب الحناجر ومرتادي الفضائيات وسنظل نؤكد أن هناك حكومة واحدة في الدولة وهذه الحكومة يجب أن تتحمل مسئوليتها تجاه كل هذه الأحداث وإلا فلتعلن فشلها وتنسحب بهدوء.. وإلا فبماذا نفسر ذلك الإنسحاب الأمني من كل مواقع الإضطرابات وغيرها من القرارت المتضاربة.
وتابع الكاتب " على أي حال ... الكلمة غدا للشعب وباستطاعته أن يسطر فصلا جديدا في تاريخه المجيد وإذا كانت هناك خلافات بين القوى التي تحاول فرض نفسها على الساحة الآن، فإن كلمة الشعب، في النهاية هي التي ستتصدر المشهد، وما على هؤلاء وأولئك إلا الامتثال لإرادة الشعب الذي كان دائما وأبدا نموذجا في الوطنية. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية