القذافي أكثر الحكام العرب إثارة للجدل والغموض منذ تسلمه الحكم إلى أن تم اغتياله من قبل الثوار في انتفاضة ليبيا الشعبية. معمر القذافى مواليد 7 يونيو 1942 في مدينة سرت بليبيا التحق بالجيش واستطاع وهو ملازم سابق في الجيش الليبي أن يقود انقلابا عسكريا على الملكية الدستورية أسماه ثورة الفاتح وذلك في 1 سبتمبر 1969 وأطاح من خلاله بحكم الملك إدريس الأول واستلم سدة الحكم التي طالت نحو 42 عاما. أطلق القذافي على نفسه لقب قائد الثورة كما عرف بلقب "العقيد القذافي" وأطلق على نظام حكمه عام 1977 اسم الجماهيرية، وأثارت أفكاره التي يطرحها الكثير من الجدل من قبل الكثير داخل وخارج ليبيا، خاصة بعد انفراده بالقرار في البلاد لمدة تزيد عن أربعة عقود واتهامه مع عائلته بتهم الفساد وهدر مقدرات البلاد لسنين طوال وقمع الحريات العامة بنى القذافي نظاما غريب لا نظير له في العالم على الإطلاق، ليس بالجمهوري ولا الملكي، وإنما هو مزيج من أنظمة قديمة وحديثة، يدعي أنه لا يحكم وإنما يقود ويتزعم. وكان لآراء وتعليقات القذافي رصيد كبير من اهتمام العالم ليس لأهميتها بقدر من غرابتها ولعل أبرزها تأليف الكتاب الأخضر ودعوته لإنشاء دولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين تحت اسم "إسراطين" وكلمته التي استمرت 45 دقيقة في الأممالمتحدة وأدت إلى ملل وضجر الحضور وإلقائه وتمزيقه ميثاق الأممالمتحدة، وخيمته الشهيرة التي كان ينصبها في زيارته للعالم وأبرزها في باريس ونيويورك وتراجعه المفاجئ عن رفض التفتيش على الأسلحة النووية بعد إعدام الرئيس العراقي صدام حسين والحارسات الشخصيات له. ونشر موقع ويكيليكس تقارير حول ثورة القذافي قالت إن العقيد معمر القذافي يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر ب131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 البالغة 22 مليار دولار . قامت ضده ثورة شعبية بدأت بسلسلة من المظاهرات في الشوارع والاحتجاجات وأعمال العصيان المدني في يوم 15 فبراير سنة 2011 للاعتراض على قمع الحريات السياسية وانتشار الفساد، وانعدام حرية التعبير تحت حكم معمر القذافي. تطورت فيما بعد إلى صراع مسلح مابين قوات تابعه للقذافي وجيش الثوار، ثم شنت فرنسا وأمريكا وبريطانيا غارات على المواقع العسكرية التابعة للقذافي لوقف هجماته على المدن الليبية التي يسيطر عليها الثوار في 19 مارس 2011، ظلت الحرب دائرة إلى أن استطاع الثوار الوصول إلى مخبأ معمر القذاف في مدينة سرت وقتله في مشهد أثار اهتمام بالغ في كل وسائل الإعلام حول العالم لتنتهي بمقتله الحرب الأهلية في ليبيا التي راح ضحيتها ما يقرب من 50 ألف قتيل وبإعلان نجاح الثورة الليبية. أبناء القذافي وزوجاته ومصير كل منهم بعد سقوطه : تزوج القذافي مرتين، وأنجب من الأولى، وهي فتحية خالد، ابناً وحيداً هو محمد، الذي أعلن استسلامه لقوات الثوار بعد سيطرتهم على طرابلس. الزوجة الثانية : تزوج القذافي في المرة الثانية من صفية فركاش التي كانت تعمل ممرضة عندما تعرف إليها إثر وعكة صحية عام 1971، فهي والدة باقي أنجاله البالغ عددهم سبعة أولاد وبنت واحدة . سيف الإسلام: ثاني أبناء القذافي، والابن البكر لصفية، كان سيف الإسلام "وريث" القذافي، وهو أكثر الأبناء نشاطاً في المجال السياسي، بل وسار خلف والده من حيث مواقفه السياسية ومواقفه من التطورات في ليبيا، الأمر الذي دفعت المحكمة الجنائية الدولية لتشمله مع والده وزوج عمته في مذكرة التوقيف . الساعدي: ثالث أبناء القذافي، وهو لاعب كرة قدم محترف، وفيما سرت شائعات بأنه نجح في الفرار من ليبيا إلى الجزائر أو تونس، ذكر ناطق باسم الثوار أنه تم القبض عليه . المعتصم: يشغل منصب مستشار والده لشئون الأمن القومي، لم يعرف مصيره حتى الآن، ولم يسمع عنه الكثير خلال المعارك مع الثوار منذ بداية الانتفاضة الشعبية. هنيبال: يعتبر حالياً من أكثر أبناء القذافي إثارة للجدل، والمشاكل، وهو الذي كادت مشكلاته في سويسراً تتحول إلى أزمة دبلوماسية بعد توقيفه بسبب ضربه لخادمة زوجته عارضة أزياء لبنانية الأصل تدعى إلين سكاف . خميس: قاد خميس لواء من القوات الخاصة يحمل اسمه، وخاض معارك ضد الثوار، وسرت شائعات عديدة تفيد بمقتله خلال هجمات لقوات حلف الناتو، غير أنه تم نفي هذه الشائعات مرتين من خلال عرض لقطات له على التلفزيون الليبي، وما زال مصيره مجهولاً . عائشة: الابنة الوحيدة للقذافي، وربما مدللته، إذ يسمي القذافي حارساته كلهن باسمها، مع إضافة الرقم إليهن، مثل عائشة واحد وعائشة اثنين، وهكذا، وخلال قصف شنته قوات الناتو على أحد المنازل التابعة لآل القذافي، قتل أحد أولادها بحسب معلومات صحفية، غير أنه لم تتأكد تلك المعلومات، وبعد سيطرة الثوار على طرابلس ذكرت أنباء أنها تمكنت من الهرب إلى الجزائر مع شقيقها الساعدي وعدد من أولادها . سيف العرب: وسرت شائعات بأنه التحق بالثورة الشعبية في بنغازي، غير أنه لم يجر نفيها أو تأكيدها، ثم اختفت تلك الإشاعة تماماً، وفي وقت لاحق، وأثناء قصف قوات الناتو لمنزل آل القذافي، أعلنت الحكومة الليبية أن سيف العرب قتل في القصف، إلى جانب اثنين من أحفاد القذافي. ميلاد: الابن الأصغر للقذافي، وهو ابن شقيقه الذي تبناه، ولا يعرف عنه الكثير .