صراخ وعويل تجمع علي أثرهما المتقاضون والأهالي داخل ممر سراي نيابة العمرانية ليجدوا فتاة ترتدي عباءة سوداء ممزقة وشعرها غير منسق وبدموع تنهمر بغزارة شديدة، تطالب سرعة الدخول إلي غرفة المحقق وبإلحاح كي تثبت حقها والانتقام ممن اغتصبها. على الفور استدعاها مروان جادو وكيل أول النيابة وبعد أن هديء من روعها قالت: لقد كنت بمفردي في المنزل وفجأة وبدون مقدمات فوجئت بزوج عمتي يقتحم علي وحدتي وانقض علي كالذئب المسعور وقبل أن أنطق بأي كلمة قام بكتم أنفاسي وشرع في اغتصابي وحاول تجريدي من ملابسي لكنني قاومته ونجحت في الهروب من بين براثنه، وقبل حضوري ورغم الحالة النفسية التي أمر بها رويت لعمتي ما حدث ففوجئت بها تستمع إلي بتبلد وبرود غير مسبوق ولم تحرك ساكنا لم أصدق وانتباتني حالة من الذعر وهداني تفكيري بالحضور إلي النيابة لمساعدتي للحصول على حقي من هذا الذئب البشري. وأجهشت بالبكاء مطالبة بالقبض عليه وعمتها اللذان اتفقا على هتك عرضها نظرا للخلافات العائلية بينهما وبين عائلتها. وما أن استدعى المحقق المتهمين ليجدهما مصابين بإصابات بالغة، نتيجة الاعتداء عليهما بالضرب بآلة حادة، وذكرا في أقوالهما قيام الفتاة وشقيقها بالاعتداء عليهما بالضرب في محاولة لطردهما من الشقة التي يقطنان بها بنفس المنزل لرغبة شقيقها في الزواج بالشقة وأنهم عرضا عليهما مبلغا ماليا لتركها إلا أنهما رفضا. ومن جانبها قالت عمة الفتاة: يابيه دي بنت أخويا وأنا عارفها ودموعها هذه ماهي إلا دموع التماسيح وكما يقول المثل الدارج "ضربني وبكي وسبقني واشتكي". وأكدت تحريات المباحث حول الواقعة صحة قيام الفتاة وشقيقها بالاعتداء بالضرب على المجني عليهما واتهام زوج عمتها باغتصابها وتقرر توجيه تهمة البلاغ الكاذب إلي الفتاة وسرعة ضبط وإحضار شقيقها وعرض المجنى عليهما علي الطب الشرعي لبيان ما بيهما من إصابات.