يتصف البعض أحيانا بالكتمان .. والكتمان يؤدي إلى الغليان.. والغليان يتسبب في الانفجار .. ومن هنا تبرز أهمية " التنفيس".. وينتاب الأشخاص الكتومين إحساس سيئ عندما لا يشعر من أمامهم بما فعله تجاههم، وخصوصا إن كان من الأشخاص المقربين.. ويطلب البعض منهم أن يتغيروا فيطالبوهم بالإفصاح .. فان فعلوا يجدون وبكل أسف من أمامهم يقابلهم بالانفعال أو التهميش.. ويشعر هذا الشخص حينها غالبا بخيبة الأمل، وأن لا أحد يتمكن من فهمه،أو الشعور بالأحاسيس الخاصة به، فيعود كما كان وينغلق على نفسه فيصاب بالاكتئاب. وتختلف الآراء حول هذه المسألة فبعض الخبراء قالوا بأن الرجل مثلا لا يحب الزوجة التي تلومه أو تعاتبه لأنه يشعر بأنه صغير أمامها وغالبا لا يعتذر وإنما يتحول الأمر إلى انفعال، وفي الوقت نفسه أكدت عدة دراسات على أن الكتمان وعدم التصريح بما يضايق الشخص قد يؤدي إلى تضخم الأمور نفسيا و مجتمعيا. و رصدت بوابة أخبار اليوم عددا من الآراء حول طبيعة هذا الشخص، وهل على الشخص الكتوم أن يصرح بما يزعجه، أم يظل على موقفه ؟ قالت "دينا" هذا طبع في الشخص ولا يعني عدم ثقته في الآخرين وإنما مجرد ارتياح للاحتفاظ بأسراره الخاصة، أو أنه ينتظر من الآخر فهمه دون تصريح، وقد يشعر بإحساس سلبي إن لم يشعر المخطئ بخطئه تجاهه، ولكن إن تجاوزت مسألة الكتمان الحد وأدت إلى أمور نفسية مؤلمة على الشخص مراجعة نفسه ومحاولته بناء جسر من الثقة مع الآخرين. و علقت "مروة" إذا كان الآخر قريب مني عليه أن يفهمني بدون أن أتكلم، فأنا من هؤلاء الأشخاص، ولا أتمكن من التعبير في أوقات كثيرة، وكثيرا يظهر على وجهي وفي الوقت ذاته لا أتمكن من الفضفضة، غير إذا تمكن من أمامي بإخراج ما بداخلي وهذا نادرا ما يحدث، و إذا تضايقت لا أتمكن من التحدث بهدوء إلا بعد أن يهدأ الأمر تماما، وغير ذلك اندفع بكلام قد يفهمه الآخرين بشكل خاطئ تماما. وأجابت "هبة" هناك فارق كبير بين شخص كتوم، وشخص لا يقوى على المواجهة، فمثلا الشخص الكتوم فهو كتوم بطبعه ولا يعرف كيف يعبر عن مشاعره أو عما يدور بداخله، أما الذي لا يعاتب من حوله فهذا يرجع إلى أنه يخاف من نتائج مواجهة المواقف التي تزعجه من الآخرين، فيفضل حينها الصمت وكتمان الأمر بداخله. و أيدهما "نور" وأضاف أن الأمر لا يعود بالضرورة إلى حب الاحتفاظ بالأشياء بداخلنا، ولكن لا نجد من يفهمنا مثلما نفهم نحن أنفسنا، فأحيانا نعبر عن كل ما بداخلنا ولكن برغم هذا يفهم الشخص الآخر ما نقوله بشكل مختلف تماما، مما يؤدي إلى حالة من الإحباط ويدفعنا إلى تفضيل العزلة. و يرى "محمد" الكتمان عيب في الشخص، ولابد من العتاب بشكل سليم يفهمه الآخر قبل أن يكبر الخلاف، فلابد من وجود مرحلة الإنصات إلى الآخر قبل الحكم و المضايقة لأنه ربما يكون متفهم سلوك الآخر بشكل خاطئ. و علقت "هدى" الشخص إذا رأى أن تصريحه بما بداخله سيريحه وأن من أمامه سيتقبله ويتفهمه أكيد سوف يبوح، لكن أحيانا هناك أشخاص يسمعوك ما يضايقك أكثر فتفضل حينها السكوت، كما أن هناك أشخاصا يقابلون ما يضايقنا باستهتار مما يزيد حدة المشكلة. وأوضح المستشار الأسري والنفسي "إبراهيم خطاب" أن كتم المشاعر يؤدي إلى مشاكل نفسية كبيرة مع الوقت، ومن الضروري أن يطرد الشخص كل المشاعر السلبية من داخله، ويعبر أيضا عن الإيجابية منها. و أشار خطاب إلى أن كتم المشاعر من العيوب وليس المميزات، إلا أنه لابد من الحكمة في إخراج المشاعر، أي إخراج المشاعر التي تضايقنا دون أن نجرح من أمامنا أو تؤدي إلى خسارتهم، وخصوصا وأن أحيانا بعض الأشخاص يكتمون مشاعرهم لعدم إيذاء من حولهم أو عدم خسارتهم. و تتعدد طرق إخراج الطاقة أو المشاعر الداخلية، وأهم هذه الطرق التحدث عما بداخلنا، ومن الممكن أيضا "الصياح" بصوت مرتفع جدا حتى لو الشخص بمفرده، أو ممارسة اليوجا، ولابد من تعلم طريقة السيطرة على المشاعر، ومن أجمل طرق التفريغ هو الصلاة.