ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية، أنه على الرغم من أن الهدف الأساسي للعملية العسكرية التي بدأتها القوات المسلحة والشرطة المدنية في سيناء، تحرير الجنود السبعة المختطفين قد تمت بنجاح وإطلاقهم جميعاً، من دون إراقة نقطة دماء واحدة، إلا أن الحقيقة لا تزال غائبة في عملية الإطلاق ذاتها، خاصة أنها تمت من دون العثور على الخاطفين، أو توقيفهم أو قتلهم. وتابعت الصحيفة – في تحليلها الذي نشرته الخميس 23 مايو- أن غياب هذه الحقيقة أصبح اللغز المميز في عملية الاختطاف ذاتها، ما يضفي عليها غموضا انتهت به كما بدأت، غير أن اللافت أمام غياب هذه الحقيقة أن قادة الشرطة والجيش يؤكدون أن لديهم المعلومات الكاملة عن الخاطفين، وأنه استمراراً لسير العملية العسكرية، فإنه لن يتم البوح بها، إلى حين الانتهاء من جميع مراحلها . وتابعت: "غياب الشفافية بشأن إطلاق سراح الجنود زاد من بورصة التكهنات في الشارع، وأطلق العنان للعديد من السيناريوهات، التي اختلطت فيها الصدقية مع عدمها، وهو أمر تتحمله جميع الجهات المسؤولية عن تنفيذ العملية، ما يعني أركان الدولة المصرية، التي قال الرئيس محمد مرسي عنها، إن جميع أجهزة الدولة تكاتفت من أجل إطلاق سراح الجنود، ما يجعلها جميعا تتحمل مسؤولية إخفاء المعلومات بل والحقيقة في إطلاق سراح الجنود". وأشارت الصحيفة إلى أنه وإذا كان بعض المحللين يرون أن مثل هذا الطابع من العمليات ينبغي أن يتسم بالسرية، خاصة أنه منذ أغسطس الماضي والقوات المسلحة والشرطة يخوضان عمليات موسعة ضد البؤر الإجرامية، فإن آخرين يرون أن الاطلاع على جزء من الحقيقة أو المعلومات بشأن ما دار لا ينال مطلقاً من سرية العملية، وما سيتبعها من مراحل لاقتلاع جذور الجماعات المسلحة في سيناء . غير أن الذي بات معلوماً للجميع، الدور الذي أداه شيوخ قبائل سيناء، وهو الدور الذي صرح به المتحدث العسكري الرسمي صراحة، بأنه تكامل مع دور المخابرات الحربية، وربما لولا هذا الدور لشيوخ القبائل ما أنجزت الأجهزة الأمنية عمليتها المرحلية في إطلاق الجنود، وهو الدور الذي ينبغي أن تقابله أجهزة الدولة المصرية بنظرة مغايرة لما كانت تتعامل به مع القبائل إبان النظام السابق، إذ كانت ترى القبائل أن هذا النظام لم يكن يراعي طبيعتها وخصوصيتها، ولذلك كانت تجور عليها الأجهزة الشرطية، وعلى رأسها جهاز أمن الدولة المنحل . لذلك، يضع تحرير الجنود مكونات الدولة المصرية أمام محك صعب للغاية، هو إعادة الاعتبار لقبائل سيناء التي كانت جنوداً مجهولين في عملية إطلاق الجنود، وهو الأمر الذي يراه شيوخ القبائل أنفسهم أنهم بحاجة إلى تأكيده، مستثنين في ذلك القوات المسلحة، التي يؤكدون أنها تحظى بتقدير كبير في قلوبهم . وحال التغلب على هذا المحك، فإن تحدياً آخر يواجه مؤسسات الدولة يكمن في تنمية سيناء ليس بالوسائل القديمة، أو بعيداً عن المنطقة ذاتها أو رسم ملامحها في غياب شيوخها وقبائلها، ولكن في وجودهم ليكونوا فاعلين في تحديد خريطة تنمية سيناء.