تتعدد أشكال الحب باختلاف شخصية المحبين، ولكن في النهاية الكل يحب ويشعر بكل ما يجلبه الحب من فرح تارة وتعاسة تارة أخري. وتختلف نسبة تحمل ما قد يحدث مع الحب من شخص لآخر، فهناك من يتحمل حتى الموت لكل ما يفعله الحبيب به و إن وصل لدرجة الإذلال، وهناك من يرفض من البداية ويفضل كرامته على الحب ويمسك بقلبه حتى لا يضعف. ونجد العديد من الفتيات اللاتي تتحملن أي ضغوطات فمثل هذه الفتاة تكتم ما تشعر به حتى لا تزعج بألمها من تحب في سبيل أن تجده هو سعيدا ولو على حساب نفسها، وأيضا قد نجد العكس قد يتنازل رجل عن كل ما يحب، ويفضل ما تحب حبيبته ولا يرى للكرامة دخل أبدا في هذا الأمر. و يرجع هذا الإختلاف في الأغلب إلى أن البعض يشعر بما قد فعله فيعتذر أو يخجل مما فعله مع حبيبه وحينها يتقبل الآخر في كل حالاته، أما الذي يشعر بأنه هو فقط الذي على حق وهو وحده الذي يعاني من ضغوطات الحياة ولا يقدر تضحيات الآخر معه وكأنه حق مكتسب فهذا الشخص قد يقبله الحبيب لشدة حبه له، أو قد ينفجر بعد مدة تحمل ويقول كرامتي. و يطرح السؤال نفسه هنا، إلى أي درجة يمكن التنازل و التحمل، و متى تفضل الكرامة، وهل هناك كرامة في الحب من الأساس أم لا؟ قالت "راجية" أنا ضد الناس التي تفكر في كرامتها مع الحب، وخصوصا مع الزوج لأن الكرامة ليست مع أي شخص، و فى أي حال لابد وأن يتنازل أحدهم وعلى الأغلب الفتاة والتي هي رمز العطاء، وبالنسبة لي سوف أتحمل زوجي مهما فعل. "التنازل عن أي شيء إلا الخيانة" هذا ما قالته "منى" مضيفة إلى ذلك التجاهل أو الكذب، مؤكدة على ضرورة وجود كرامة في الحب وعلى أن يحافظ كلا الطرفين على كرامة الآخر ومشاعره، لكن الكرامة بمفهوم ان هناك مشكلة بينهما، و طرف يقول أنا مش هابدأ بالحل لأجل كرامتي فهذا خطأ، وهذا لا يشمل كل المشاكل بصرف النظر عن مثلث الحدود "الكذب..الخيانة...التجاهل". أما "هند" فرفضت مسألة أنه لا كرامة في الحب، وقالت : "اه في كل حاجة فيه كرامة وابصم بالعشرة "، وخصوصا مع قلة الاهتمام وخصوصا أنها قد تؤدي إلى تلاعب الشيطان بالفكر مما قد يؤثر على العلاقة ويضعها في دائرة الشك. وقاطعهما "نور" قائلا : لا أستطيع أن أجزم على مسألة الكرامة فأنا شخص عصبي بطبعي وأحيانا أهول من الأمور و خطيبتي تتحملني وعلى الأغلب يكون انفعالي إما خوف عليها أو ضغط العمل، ولكن بعد كل انفعال اعتذر عما قد بدر مني وأقوم بتدليلها كطفلة صغيرة، وهذا لا يعني أني أهين كرامتها أو عدم تقدير لها ولكن لأنها الأقرب إلى قلبي و لعلمي أنها أكثر شخص سيتحملني، وبالتالي أنا أيضا أقوم بتحملها وقت غضبها أو انفعالها لأني أفهمها جيدا و أعرف أنه بالتأكيد وراء انفعالها سر وبعد أن تهدأ أقوم بمناقشتها لفهم حالتها. ودعمت "غادة" الآراء القائلة بضرورة وجود الكرامة، مشيرة إلى أنه لا بد من أخذ موقف عندما لا يحافظ الحبيب على كرامة ومشاعر حبيبه. وعلق "محمود" الكرامة على حسب الإنسان وقدرته على التحمل، أما بالنسبة للتنازل فلابد من معرفة سببه في البداية، وعلى الأغلب سيكون بسبب الطباع، فليس من الخطأ التنازل من أحدهما حتى تسير المركب ولكن لابد أن يكون التنازل بالعقل، و بخصوص الكرامة فى الحب من الطبيعي أن تتوافر وهذه وجهة نظرى وهذا من حيث احترام بعضهما البعض وأمام الجميع، و أن يعي كل منهم كيف يعامل حبيبه وماذا يفرحه كي يقوم به، وماذا يضايقه كي يتجنب فعله، والطبيعي عندما نحب شخص نسعى بكل جهودنا كي نجعله أسعد شخص في العالم. وتابع قائلا وفي رأيي الشخصي أرى أن الحب و الكرامة لا ينفصلان، فالحب هو كرامة أعطاها شخص لمن يحب عندما أعطاه قلبه و اسمه و عرضه، عندما سلم له كل مفاتيحه وأعطاه فرصة العبور إلى كيانه، وتشمل هذه الكرامة الرعاية والاهتمام والاحتواء والتقدير..وغير ذلك ليس بحب!