السادة المحترمين.. تحية طيبة وبعد، أود أن أتوجه في البداية بكامل احترامي وشكري لإدارة الموقع للاستجابات المتتالية وإبداء النصح في المشكلات التي أقوم بإرسالها إليكم. اليوم أود أن أتكلم معكم عن باقي مسلسل مشكلتي التي لا أجد لها وصفا يعبر عنها، ففي الماضي كنت قد تكلمت معكم عن شابة تقدمت لخطبتها ولكننا اتفقنا بأن نفترق، ولكن بشكل لا يثير أي مشكلات نظرا لضغوط أهلها عليها، وكذلك لأنها تحب شخصا آخر. وعندما انتهينا من تلك المسرحية الهزلية وتم فسخ الخطوبة بذات الشكل المتفق عليه بيني وبينها طارت فرحا إلى الشخص الذي تحبه، فوجدته قد تزوج من أخرى وتركها. فما كان منها إلا أن تبحث عني كزوج احتياطي لها، تصورت هي بفكرها أنتي لا أزال أحبها، وأخذت تحاول مما يزيد عن عام ونصف العام من محاولات إرسال رسائل نصية علي تليفوني أو بالتحدث مع بعض الأقارب، حتى أنها قد تحدثت مع أمي شخصيا مطالبة إياها أن تحاول التأثير عليّ لكي أعود لخطبتها مرة ثانية.. ولكنني مقتنع تمام الاقتناع بأني لا أريد حتى التحدث معها ولو هاتفيا، وإذا بها ترسل رسائل متناقضة، فساعة تقول بأننا إخوة ولا تُكنّ بداخلها أي مشاعر لي، والرسالة التي تليها بأنها لا تريد من الدنيا سوى الارتباط بي والزواج منها، والتي تليها تقوم بالدعاء عليّ لأنني أنا الذي قمت بتعليق قلبها بحبي، على حد تعبيرها. بل وصل الأمر إلى الدعاء عليّ طالبة من الله عقابي على ما فعلته بها.. والآن أريد أن أسأل: هل خطئي أنني اتفقت معها على تلك المسرحية حتى نفترق؟ هل خطئي أنني احترمت رجولتي وتركتها لحالها؟ هل خطئي أنني تحمّلت كل كلامها وبكائها على حالها طوال تلك الفترة التي ارتبطنا فيها؟ هل خطئي أن ذلك الإنسان الذي أحبته تركها وتزوج غيرها؟ وإن كان كل ذلك خطئي فكيف لي أن أعيش مع زوجة أعلم أنها لا تفكر في كحبيب، وإنما أنا بالنسبة إليها لست أكثر من مجرد بديل؟ حيرتي الآن.. هل أتصل بها ولا أضمن رد فعلي عليها ومدى قسوة كلامي عليها أم أستمر في حياتي دون محاولة الرد عليها أو حتى محاولة الرد بأي وسيلة كانت؟ أيها السادة أفيدوني لأن ذلك الموضوع لم أعد أطيقه، تحياتي للجميع.
Aboa bdakh
الصديق العزيز.. أكثر ما تعجبت له في رسالتك هو تلك الفتاة، التي كنت أنت كريما معها وتنازلت عن جزء من كرامتك من أجلها، واتهاماتها لك ومطاردتك بهذا الشكل. كان من الممكن أن أتقبل أن تكون هذه الفتاة قد أعجبت بك بعد موقفك النبيل معها، وأعادت حساباتها مرة أخرى ثم تقبّلتك كحبيب لها، لكن مع كثرة المطاردات بهذا الشكل وإحساسك الداخلي نحوها بأنك الآن مجرد بديل عن حبيبها السابق فلا يمكنني نصحك بأن ترتبط بها أو تربط مصيرك بها. نصيحتي لك هي أن تكبت انفعالك قليلا وتتحدث بطريقة وديّة، أخبرها فيها بكل ما تشعر به وأنك لم تعد تتقبلها كشريكة حياة تبنيان معا مستقبلكما، حدّثها بالحسنى وبطريقة باردة خالية من أي مشاعر، أخبر أهلك ألا يتوسطوا لها وأن يتركوا الأمر تماما، لأسباب شخصية تخصك وحدك. حاول أن تتفهم أسبابها أيضا، استمع لها ولمبرراتها كلها وإن لم تقتنع بها حاول بعد ذلك أن تتجاهلها تماما كأنها غير موجودة، لا تعر مطاردتها لك أدنى اهتمام، وهي مع الوقت ستيأس منك وتتركك تماما. لو لم تتركك بعد كل هذا أو ظلت مطاردتها لك على حالها يتبق لك حل أخير، وإن كنت لا أحبّذه ولكنه ضروري، وهو أن تخبرها أنك ستخبر أهلها بما تفعله وسبب انفصالكما أول مرة واترك لها القرار، إن أصرّت فلا حل أمامك من أن تخبر أحدا عاقلا من أهلها بالأمر كله، وأخبره أنك لا تعرف كيف تعيش حياتك بسببها. لا أعتقد أن الأمور ستصل إلى هذه النقطة، لكن يجب عليك أن تضع في حسبانك كل شيء، وفقك الله وهداك لما فيه الخير والصواب، ورزقك بالزوجة الصالحة التي تراعي الله فيك.. أطلعنا دوما بمستجدات أمورك.