وزير الكهرباء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة    حصاد مجلس النواب خلال الجلسات العامة 11 - 12 مايو 2025    جولات مفاجئة ل«أوقاف الإسكندرية» على المساجد لفرض الانضباط وضبط المنظومة الدعوية    «المشاط»: تمكين القطاع الخاص ركيزة أساسية بأجندة الإصلاح الاقتصادي في مصر    وزير النقل يتابع مشروع إنشاء خط سكة حديد «بئر العبد-العريش-رأس النقب»    توريد 330 ألف طن قمح لشون وصوامع المنيا (تفاصيل)    وزير الري يعلن الإسراع فى إجراءات بدء تنفيذ عملية تأهيل كوبري عبوده    سفيرة الاتحاد الأوروبي تشيد بدور مصر في القضية الفلسطينية    الإمارات وأمريكا تستثمران 440 مليار دولار في الطاقة حتى 2035    الإمارات تهدي ترامب "قطرة نفط واحدة".. والأخير ساخرا: لست سعيد بذلك    ستارمر يلتقى ماكرون وفونديرلاين قبل انعقاد أول قمة بين بريطانيا وبروكسل منذ 2020    استطلاع صادم ل نتنياهو.. تراجع حاد في شعبية الليكود والمعارضة تتقدم ب62 مقعدا    رئيس برشلونة يعلن تجديد عقد فليك حتى 2027    الزمالك يبحث التعاون مع بيراميدز فى شكوى أزمة القمة بالمحكمة الرياضية    تأكيدًا ل أهل مصر.. الزمالك يُعلن حل أزمة القيد    «10 مليون دولار!».. مدرب الزمالك السابق يكشف مفاجأة بشأن عدم بيع زيزو    ضبط 42.2 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    مصرع وإصابة 23 عاملًا بينهم أطفال في انقلاب سيارة بالوادى الجديد    فيلم مصري يفاجىء أبطاله.. حقق إيرادات 171.4 مليون جنيه في 44 يوم    إنجلترا والإمارات في أولى منافسات sitfy poland للمونودراما    الدقران: غزة تتعرض لحرب إبادة شاملة والمستشفيات تنهار تحت وطأة العدوان    هدى الإتربي بإطلالة أنيقة في مهرجان كان السينمائي    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    توقيع مذكرة تفاهم لتنظيم آليات الفحص الطبي والتأمين الاجتماعي للعاملين بقناة السويس    الكشف الطبي بالمجان على 1091 مواطنا في قافلة طبية بدمياط    تحركات خارجية بارزة.. زيارتا اليونان وروسيا تتصدران نشاط الرئيس السيسي في مايو (فيديو)    الشعبة العامة للمستلزمات الطبية تناقش الإثنين المقبل مشكلات القطاع مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية    وفاة طفل وإصابة اثنين آخرين نتيجة انهيار جزئي لعقار في المنيا    الأمن الاقتصادي يضبط 4323 قضية سرقة تيار كهربائي    منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس    رامي جمال بعد الانتهاء من ألبومه: محتار في الاسم وعايز رأيكم    كاف يكشف عن تصميم جديد لكأس لدوري أبطال إفريقيا    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    موعد بدء إجازة نهاية العام الدراسي لصفوف النقل والشهادة الإعدادية في القليوبية    عبدالناصر فى «تجليات» الغيطانى    بسنت شوقي تكشف عن حلم حياتها الذي تتمنى تحقيقه    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    مقتل عامل طعنا على يد تاجر مواشي في منطقة أبو النمرس    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    بعد استثنائها من الدخول المجاني.. أسعار تذاكر زيارة متاحف «التحرير والكبير والحضارة»    مواصفات امتحان اللغة العربية للصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    عدوان متواصل على سلفيت.. الاحتلال والمستوطنون يحرقون منازل ومركبات ويعتقلون السكان    أسعار الأسماك في بورسعيد اليوم الجمعة 16 مايو 2025    جماهير برشلونة تحتل الشوارع احتفالا بلقب الليجا    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    طريقة عمل السمك السنجاري فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهز    رئيس رابطة محترفات التنس يحدد موعد تقاعده    راشفورد لن يواجه مانشستر يونايتد    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    البلشي: 40% من نقابة الصحفيين "سيدات".. وسنقر مدونة سلوك    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفكار متقاطعة
البرازيل وإن طال السفر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 04 - 05 - 2013

هل يأتي علي مصر حين من الدهر، تصبح فيه دائنة لصندوق النقد الدولي كما حدث مع البرازيل؟ فبعد أن كان الصندوق يمتنع عن في إقراض البرازيل عام 2002،اصبح بعد 8 سنوات من تطبيق برنامج الرئيس السابق "لولا دا سيلفا"، مدينا للبرازيل ب 14 مليار دولار. لا مانع من الأحلام، فالبرازيل كانت قبل عشر سنوات في حال اسوأ من حالنا، إلا انها قفزت لتصبح في مصاف الدول العظمي اقتصاديا.
قوة الاقتصاد البرازيلي وصلت الي حد أنه اصبح يمد يد المساعدة لعدد من دول الاتحاد الاوربي مثل البرتغال بهدف انتشالها من أزمتها الاقتصادية عن طريق شراء سندات الخزانة التي أصدرتها الحكومة البرتغالية. يقظة العملاق الجنوب امريكي ونهضته الاقتصادية جعلته مركز جذب للمهاجرين الاوربيين بحثا عن فرص عمل أفضل!. كل ذلك جاء بعد فقر مدقع عاشت فيه البرازيل منذ ما يقرب من العقد، وديون متلتلة، ومعدل جرائم مرتفع وانفلات أمني شديد وتدهور لقيمة الريال (العملة البرازيلية) في مواجهة الدولار. إلا أن المارد البرازيلي أفاق وتمكن من أن يزيح الاقتصاد البريطاني من المرتبة السادسة كأقوي اقتصاد في العالم، ويحتل مكانه ويسعي الآن كي يصبح صاحب المرتبة الخامسة بحلول عام 2016.
لهذه الأسباب يشد الرئيس محمد مرسي الرحال الي البرازيل للاستفادة من تجربتها، خاصة وأن هناك أوجه تشابه بين البلدين في الامكانيات المتاحة والظروف الاقتصادية، بل وحتي الوضع السياسي، فقد عانت البرازيل من طول فترة عدم الاستقرار الاقتصادي اثناء تحولها من الحكم العسكري الي الديمقراطية عام 1986 واستغرق وضع دستور جديد لها فترة زمنية طويلة. وعلي الرغم من أن تجارب الدول لا يمكن محاكاتها كنسخة بالكربون، إلا أن الوضع الاقتصادي المتأزم في البرازيل لحظة تولي الرئيس دا سيلفا الحكم كان اشبه بالوضع الحالي في مصر مثل زيادة معدلات التضخم وارتفاع مستويات الدين الداخلي والخارجي وتناقص الاستثمارات الاجنبية والنقص الحاد في توصيل الكهرباء الي مناطق عديدة في البرازيل والخسائر المتوالية للبورصة وتردي مستوي التعليم وانتشار الفقر وبالتالي التسرب من التعليم. حتي المخاوف من انتماء دا سيلفا لليسار وأنه ينحدر من اسرة شديدة الفقر، وبالتالي جاء لينتقم من الاثرياء ويؤمم ثرواتهم هي نفسها المخاوف من وصول رئيس ينتمي لجماعة الاخوان الي مصر، والظن بأنه جاء لينتقم من الناصريين واليساريين والعمل فقط لصالح جماعته.
وحتي يتغلب الرئيس البرازيلي السابق علي كل هذه المعضلات،استوعب الاثرياء وأدرك أنهم أيضا أصحاب حقوق ولهم مصالح، لو اطمأنوا عليها لن يغلقوا مصانعهم او يحولوا استثماراتهم للخارج، وفي نفس الوقت وضع برنامجا للقضاء علي الفقر باسم " بولسا فاميليا" قام من خلاله بترشيد الدعم ليكون موجها للتعليم، لان اقتصار الدعم علي الطعام والوقود سيجعل البرازيليين يتوارثون الفقر. وحدد الاسرة الفقيرة بتلك التي يقل دخلها عن 28 دولارا، واشترط لتطبيق خطة الاعانات الاجتماعية المباشرة التزام الاسرة بارسال اطفالها للتعليم والالتزام بالحصول علي الامصال واللقاحات بشكل منتظم. وآيات نجاح هذا البرنامج ان 20٪ من سكان البرازيل كانوا عام 2009 تحت خط الفقر ومع عام 2011 انخفضت النسبة الي 5٪ فقط. كما ان نصف سكان البلاد زاد دخلهم خلال السنوات العشر الاخيرة بنسبة 68٪.
هذه النجاحات لم تتم بسهولة ويسر،فقد بدأت بسياسة اقتصادية شديدة التقشف، اعتمد فيها داسيلفا سياسة الصدق والمصارحة مع الشعب وطالب الناس بالصبر علي الصعوبات الاقتصادية التي عاني منها معظم الشعب وتحملها الجميع، لكنها أدت في النهاية الي خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتماني للبلاد، وبالتالي وضعت حدا لانعدام الثقة في الاقتصاد البرازيلي، ومن ثم تدفق الاستثمارات الاجنبية لتصل الي 200 مليار دولار خلال الفترة من 2004 حتي 2011.
وحتي يمكن الاستفادة من التجربة البرازيلية - كما تشير دراسة لمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية - يجب توفير الرؤية الواضحة والارادة السياسية القوية والصدق والشفافية في التعامل مع المصريين. لقد توجه دا سيلفا مباشرة الي شعبه يطلب دعمه لسياسات التقشف، واعلن بكل شجاعة انه لا مفر من الالتزام بهذا البرنامج القاسي للخروج من الازمة الاقتصادية. وعلي النقيض- كما تري نفس الدراسة- فقد اتبعت الحكومات المصرية المتعاقبة بعد الثورة اسلوب المغالاة في اعطاء الوعود بتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال اتخاذ اجراءات فورية مثل: رفع الحد الأدني للاجور والالتزام بتعيينات حكومية علي نطاق واسع وغيرها من السياسات التي لم تتخذ في إطار رؤية شاملة وبرنامج مدروس للنهوض بالاقتصاد المصري، وبالتالي لم تخرج هذه القرارات عن كونها مسكنات هدفها تهدئة الشارع وكسب رضائه، ولم يمتلك بعض المسئولين في السلطة شجاعة الاعتراف الصادق بحقيقة الامكانيات المتاحة وما يمكن تقديمه لتحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الفقر.. ولا ننسي ايضا دور المواطن البرازيلي الفقير الذي كان العامل الاول والحاسم في نجاح برنامج دا سيلفا، فقد آمن انه بدون عمل وكد واجتهاد لن يستطيع ان يخرج من أسر الفقر وكان أن زاد الانتاج وبالتالي الصادرات حتي بلغ احتياطي النقد الاجنبي للبرازيل 375 مليار دولار، ووصل الناتج المحلي الاجمالي الي 2.3 تريليون دولاره وانخفض معدل البطالة الي 4.5٪ ... العمل هو الحل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.