لم يخطر ببال الصديقتين أنهما ستقعان ضحية ذئب بشري عجوز في العقد الخامس من العمر ليفترسهما فوق سطح منزله دون رحمة أو شفقة ويتركهما وينصرف بكل ثقة ويستقل "التوك توك" الذي يعمل عليه وكأنه لم يرتكب جرما أو ذنبا أضاع به مستقبل فتاتين صغيرتين في الحادية عشرة من عمرهما. خيم الظلام عليهما وسارتا لمسافة طويلة ..لم يكن معهما نقودا تكفى ليستقلا تاكسيا .. والزحام الشديد على سيارات الميكروباص وتلاحم الأجساد والتحرش من قبل بعض الأشخاص أعاقهما ولم تتمكنا من الركوب .. شعرتا بالإرهاق وتوقفتا عن السير رغما عنهما وتوجهتا إلى الرصيف وجلستا ولم تهتما بنظرات المارة لهما وبعد استراحة قصيرة استعادتا فيها قوتهما قررتا استيقاف "توك توك" حيث السائق رجل في عمر والديهما وما أن شاهداه تقدمت إحداهما وطلبت منه أن يقوم بتوصيلهما إلى محطة قطارات الصعيد بالجيزة.. جلستا خلف السائق وأخذتا تتبادلان النظرات التي تحمل الخجل والخوف من رد فعل الرجل فملامحه تبدو عليها الغلظة، أخذتا تتهامسان فيما بينهما بينما تلاحقهما عيناه من خلال المرآة، وما أن وصلتا طلبتا منه أن يقف بجانب الطريق.. وبصوت أجش بعث بداخلهما الخوف والقلق طلب منهما الأجرة، بدت على وجهيهما حمرة الخجل وأوضحا له بأنهما ليس معهما نقودا كافية لإعطائها له مما أثار حفيظته وقام بسبهما وأمسكهما بإحكام .. تجمع المارة في محاولة لتهدئة الموقف ومعرفة سبب المشكلة لكنه أقنع الجميع بأنهما نجلتاه ورفض أن يتدخل أحد في شئونه مما أضطر الجمع من الأهالي أن ينصرفوا رغم بكاء الفتاتين بأنهما لا علاقة لهما به أكثر من أنه قام بتوصيلهما وأن هذا الخلاف على الأجرة، قام بدفعهما داخل التوك توك وهددهما وانطلق بسرعة فائقة.. تشابكت أيديهما يبعضهما البعض ولم يتمكنا من فعل شيء وامتثلتا للمجهول الذي ينتظرهما وما أن وصل إلى حيث يقطن بمنطقة نائية "بالطالبية" فمعظم العمارات تحت الإنشاء ويخيم على الشارع الهدوء، طالبهما بالنزول وعدم الصراخ حتى لا يلاقيا ما لا يرضيهما وأجبرهما على الصعود معه إلى غرفته بسطح المنزل.. توسلتا إليه فهما مثل بناته وأنهما ليس بمتسولتين أو لصتين حاولا استغلاله لكن تحجر قلبه فأمسك بإحداهما وقيدها بالحبل وجرد الأخرى من ملابسها وهتك عرضها واغتصبها من خلاف، وقام بتقييدها ثم توجه إلى الأخرى وفك قيدها وأتاها أيضا من خلاف دون فض غشاء بكارتهما وأخرج سكينا وأشهره في وجهيهما وهددهما بالقتل وتركهما غارقتين في دمائهما وانصرف.. انهارت الفتاتان في البكاء.. شاهدتهما امرأة عجوز من سكان الشارع لتحتضنهما وأوضحت لهما بأنها شاهدتهما أثناء صعودهما معه معتقدة بأنهما أقاربه ولم تكن تعلم ماكان في نية هذا الذئب البشرى العجوز الذي تجرد من كل المشاعر الإنسانية واصطحبتهما إلى قسم شرطة العمرانية وأدلت بشهادتها على الواقعة وطلبت عدم ذكر اسمها خوفا من بطشه. وأمام مروان محمد جادو وكيل أول النيابة الذي باشر التحقيقات بإشراف مدحت مكي رئيس النيابة وسكرتارية سمير سويرس روت الفتاتين مأساتهما، فقرر عرضهما على الطب الشرعي الذي جاء في تقريره إصابتهما بتهتك ونزيف نتيجة اعتداء جنسى شديد، وأنكر الذئب العجوز صحة الواقعة بعد القبض عليه بينما أكدتها تحريات المباحث، وتقرر حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات وجددها قاض المعارضات 15 يوما.