(حكمت المحكمة حضوريا في القضية رقم333 لسنة2011 بإحالة أوراق المتهم محمود أحمد نادي إلي فضيلة المفتي) نطق القاضي بهذه الكلمات كان الحكم في قضية( سائق التوك توك الذئب) والتي كان مسرحها أحد مراكز محافظة البحيرة, وما أن سمعت( برديس) الحكم حتي انهارت تبكي وتقول( الحمد لله يحيا العدل), ترجع أحداث الواقعة إلي بلاغ تلقاه اللواء محمد الخليصي مدير المباحث الجنائية بالبحيرة من السيدة( برديس) ربة منزل, مفاده اتهامها( لمحمود) ذو الخمسون عاما والذي يعمل سائق توك توك باختطافها والاعتداء عليها جنسيا داخل الزراعات, قالت يومها برديس في بلاغها, لم أكن أعلم أن توجهي للوحدة الصحية لتلقي جرعة التطعيم الخاصة بالحوامل( لانني حامل بالشهر التاسع) ولم أتوقع أن استقلالي للتوك توك سوف يتسبب في وصولي لسيادتكم, واستكملت برديس حديثها مع مدير المباحث الجنائية بعد أن قامت بتجفيف دموعها, وقالت بعد أن قمت بركوبي في التوك توك وطلبت من سائق التوك توك توصيلي إلي الوحدة الصحية, رد علي السائق تحت أمرك يا مدام بكل أدب ووقار, وبعد أن تحرك السائق بالتوك توك سرعان ما تغير أسلوبه وفوجئت به يقوم بتشغيل شريط كاست عليه أغنية لا يليق أن أسمع كلماتها, وأثناء ذلك بدأ ينظر إلي نظرات مريبة, وتغير السائق تغييرا كاملا من رجل وقور ومهذب إلي رجل عكس ذلك, حيث قام بمغازلتي بكلمات غير لائقة, وبدلا من أن يكمل السائق الطريق للوحدة الصحية, قام بتغيير مساره وسلك طريقا آخر شبه مقطوع تماما, ففزعت فزعا شديدا, وسألته( انت رايح فين ؟ الطريق مش من هنا) ورد عليها أنا بختصر الطريق يا مدام متخفيش, فرددت عليه وأنا في حالة توتر أرجوك امشي من الطريق الآخر وأنا حدفع لك كل اللي انت عايزه بس أرجوك وصلني من الطريق اللي أنا عرفاه, وعند ذلك رد سائق التوك توك, مش عايز أسمع صوتك أنت فهمة, أثناء ذلك الحوار كان قد قام بزيادة سرعة التوك توك, وفي تلك اللحظة أيقنت برديس أنها في خطر وأن السائق سوف يختطفها, فلم يكن بوسعها إلا أن تصرخ لستغيث بالمارة لعل أحد يسمعها وينجدها من السائق معدوم الضمير, ولكن السائق اتجه إلي الهروب والابتعاد بها في داخل الزراعات بعيدا عن المارة, كما حاولت أن تقفز من التوك توك لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب أنها حامل في الشهر التاسع وسرعته الجنونية بالتوك توك, فشعرت برديس أنها لا تملك إلا أن تصرخ وتبكي وهي تقول له توقف أرجوك أنا سيدة متزوجة وبحب زوجي, وهنا شعرت برديس بأن السائق لا يسمع توسلاتها ولا يري دموعها وشعرت أنه غائب عن الوعي بسبب تعاطية للمخدرات, وفي وسط الزرعات بأحد الاراضي الزراعية توقف محمود سائق التوك توك وأخرج من بين ملابسه مطواة وقام بإشهارها في وجهها ثم أوضعها علي رقبة برديس وطلب منها أن تنزل من التوك توك, وبعد محاولات منها ومقاومتها له, قام بشدها بقوة والقائها علي الأرض ولم يرحمها ويرحم بكاءها وصراخها وتوسلاتها إليه, تذكرت برديس كل ذلك وهي تروي القصة لمدير المباحث ولم تشعر بنفسها وهي تصرخ وتبكي وتقول صفعني علي وجهي وألقي بي علي الأرض وحاول أن يعتدي علي جنسيا وأنا أصرخ حتي سمعني رجل كان راجعا من أرضه ومتوجها إلي منزله وبصحبته ابنه, وحين رأيتهم شعرت أن الله أرسلهما لإنقاذي من هذا الذئب معدوم الضمير, الذي فر هاربا بالتوك توك, ولم يهتم الحاج عبدالعال وابنه عادل اللذان أنقذاني إلا بإنقاذي والاطمئنان علي وكنت في حالة إعياء شديد, فقاموا بتوصيلي إلي الوحدة الصحية, والاتصال بزوجي ولم يتركاني, وبعد أن قامت برديس بتحرير محضر بالواقعة ومعها شهود الواقعة الحاج عبدالعال وابنه عادل, تم تشكيل فريق من البحث الجنائي بقيادة العميد محمد خريصة رئيس المباحث, وبعد أن نشطت أجهزة البحث الجنائي في البحث عن الجاني الذي قامت برديس بوصفه لمدير المباحث الجنائية, حتي توصلوا له وقاموا بالقبض علية وبمواجهته اعترف بالواقعة.