وضعت بيوت الأزياء والتجميل في خطوط موضتها الجديدة "الرجل" في حسبانها، فلم يعد استخدام مستحضرات التجميل للنساء فقط. أنتشر ذلك المبدأ في عدة دول غربيه إثر تصريحات "تشارليت تولبري" مستشارة التجميل الخاصة بالفنانة الأمريكية "كيت موس" والتي بدأتها مع إطلاقها لمستحضرات العناية ببشرة الرجل. وأضافت، تشارليت أنها أطلقت ملمع للشفاه خاص بالرجال غير ملفت للأنظار وفي نفس الوقت يعطي إطلاله براقة ويعمل بشكل صحي كأحد مرطبات الشفاه الطبية، كما أنه يتوافر بشكل خاص ليتناسب مع فصول السنة. وأوضحت خبيرة التجميل، " أنه لم يعد استخدام هذه المستحضرات من الأمور الشائكة التي يخشي الرجال الاقتراب منها، فحق الجمال للجميع، و الرجال أيضا لهم الحق في الحفاظ على مظهرهم و وصحة وجههم." وكشفت تشارليت في مجموعتها الخاصة بالرجال عن "كريم تفتيح للبشرة" خاص ببشرتهم المختلفة عن ملمس بشرة النساء كما انه يعمل كخافي للعيوب و آثار الإرهاق الواضحة تحت العين، بالإضافة لقطرات توضع داخل العين نفسها للحفاظ على صحتها والمساعدة في إخفاء الإرهاق. وبتطبيق تلك النظرية على الواقع الغربي قد تكون مقبولة داخل المجتمع المختلف في ثقافته عن ثقافتنا الشرقية، ولكن: *هل تقبلي أن يضع زوجك الماكياج عند خروجه؟! تقول آلاء إبراهيم -25 سنه -، "معيدة بكلية الإعلام – الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات " أنها لا تعتقد أن وضع الرجال للماكياج مقبولا، لأن طباعنا الشرقية تحرص على الرجولة بدرجة كبيرة ، وتضع لها سمات ثابتة لا تتخلى عنها، حتى عندما يحاول أحد الشباب ارتداء البنطلونات القصيرة أو الملونة فإن المجتمع يرفضه ويصفه ببعض الألفاظ أو السمات الخارجة وكأنه "ناقص" الرجولة. وترى سارة أحمد 22 سنه - محاسبة، أن الماكياج موجود منذ القدم وفي حضارتنا الفرعونية والإسلامية، وأنها لا ترى عيبا في أن يضع الرجل مستحضرات تجميل للعناية ببشرته ، "فالله جميل يحب الجمال". ترفض "هاجر إسماعيل" "21 سنه - طالبة بجامعة جنوب الوادي"، هذا المبدأ تماما وترى أن مجتمعنا لا يطلق على الرجل صفة "جميل" وإنما رجل "وسيم" وهناك فرق كبير بين الصفتين ، فجميل في خلقته لا تستدعي بالضرورة أن يتزين باقي الرجال ليصبحوا على مستوى الجمال المطلوب، كما أن ثقافتنا ترفض تماما أن يضع الرجال مثل هذه الأشياء لأن الجمال فرض على المرأة أما الرجال فلا نقيس جمالهم بهذه المعايير." وتؤكد بسمة محمد "22 سنه " على ان الرجل الشرقي المنظبط والمتدين لن يرضى بطبعة عن وضع هذة الاشياء على وجهه ،كما أنه لن يقتنع بأي رأي قد يقول لة عكس ذلك ، بل واتوقع أن يقبل على مثل هذة الصحيات الشباب المقلد للغرب والذي يجري دائما وراء كل جديد لتجربته ، أما البقية فيمكن لها حتى أن تحرم مثل هذا التصرف الذي يُعتبر تشبة محرم للنساء. ووصفت أسماء بدوي" 40 سنه" الرجال الموافقين على ذلك "بعديمي الرجولة" ، مشددة على أنها سترى كل من يقوم بتلك الخطوة كمتنازل في حق رجولته، ولا يوجد عذر مقنع للإقبال عليه! ويرجع أخصائي الطب النفس د.خالد خضر رفض المجتمع لوضع الرجال الماكياج لان هذا لا يعني أبدا أن المجتمع يرفض الجمال، وإنما هو في الواقع يرفض "التشبه"، ودائما ما يتجنب "البنت المسترجلة" أو الولد المتشبه بالنساء ، ويقول عنه "مش راجل"! ويتابع أخصائي الطب النفسي، "إن سبب الرفض الرئيسي ثقافي واجتماعي، كما أن جزء كبير منة ديني، وذلك برفض "التقليد لمجرد التقليد " وليس الجمال ، لان هذا النقل لا يجب أن يكون بدون هدف أو غاية ، فنحن كمجتمع لدينا أسس ومعايير نقيس عليها الصواب والخطأ ، ونرفض الأشياء بغض النظر عن حق "الحرية" بالعادات والتقاليد والثقافة المتبعة، تماما كما يرفض المجتمع الغربي "الحجاب" ويستهجنه. وأشار لأن تلك المبادئ المجتمعية نفسها أثرت على الفرد، فعندما يحاول أحدا أن يحيا دورا غير دورة "يشعر كمن يعيش في صراع داخلي" لا يمكن حلة.