آية سمير وصفت صحيفة ذا إندبندنت الأمريكية شعور كل من حضر إعادة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك بالغضب مؤكدة على أنها لم تعجب أحدا وتسببت في إغضاب الجميع. ووضحت الصحيفة، في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني السبت 13 أبريل، أن المحاكمة تمت وسط الجانبين المؤيد والمعارض للمخلوع الذي جاء لأول مرة وهو مبتسما ويرتدي نظارة شمسية ذات إطار مذهب وملوحا لأنصاره في ثقة لم تكن موجودة في محاكمته الأولى، كما كان جالسا ويتحدث بين الحين والآخر لنجلة جمال مبارك. وأضافت الصحيفة أنه كان متواجدا خارج قاعة المحكمة عددا من الأنصار والمعارضين وآهالي الشهداء، كلا منهم يهتف بعبارات متناقضة، وأن حاجز الكردون الأمني هو ما كان حائلا بين الاشتباكات بينهم، فعلى جانب كانت هناك هتافات تقول "أين أيام مبارك"، والجانب الآخر يبكي أبناءه من الذين استشهدوا فترة الثورة متهمين مبارك ووزير داخليته بقتلهم. وأوردت الصحيفة أراء كلا الجانبين الذين قالهم أحدهم، "ماذا فعلت لنا الثورة، لقد عشنا طوال ثلاثين عاما بلا دمار، أما سنتين من حكم الإخوان فقد أدت بنا إلى الدمار الشامل و انهيار الإقتصاد"، بينما قال والد أحد الشهداء باكيا، "إذا كان هناك محاكمة عادلة وقضاء في هذا البلد، لكان تم تطبيقه من المرة الاولى..لا شىء سوف يحدث"! واشارت الصحيفة لأن القاضي الذي استشعر الحرج في القضية وتنحى عنها كان سببا إضافيا في إغضاب البعض، وإراحة الآخر "نسبيا" ..حيث أنه قد حكم بالبراءات من قبل في قضية "موقعة الجمل" والتي كان متهما فيها رموز من النظام السابق، كما قال أحد المدافعين عن حقوق آهالي الشهداء، محمد عبد الوهاب، "إننا نطالب بأقصى العقوبات التي يمكن تطبيقها في القانون على مبارك، لكننا سعداء بتنحي القاضي الذي جعل موقعة الجمل تمر مرور الكرام". واختتمت الصحيفة تقريرها بأن المحاكمة التي تعد الاولى للزعماء المخلوعين بمنطقة الشرق الاوسط قد أحدثت غضب وإرباك بعدد من دول الخليج مثل السعودية والإمارات الذين ظلوا حلفاء اوفياء للمخلوع على مدار ثلاثة عقود من الزمن، فالأمر أشبه بالانقسام الحقيقي..النصف يطالب بإعادته رئيسا والآخر يريد إعدامه.