عاد اليوم السبت من جديد المخلوع محمد حسني مبارك، إلى قفص الاتهام بأكاديمية الشرطة، بالتجمع الخامس. فى إطار أولى جلسات إعادة محاكمته في قضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير والمعروفة إعلامياً ب "محاكمة القرن", وذلك برفقة نجليه علاء وجمال، ووزير داخليته الأسبق حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه بالإضافة إلى رجل الأعمال الهارب حسين سالم. وحضر مبارك بعزيمة ورؤية مختلفة حيث وصل الأمر الى قيامه بالإشارة والتلويح بعلامات النصر تجاه من يجلسون فى القاعة الأمر الذى فسره محمد الدماطى, عضو المجلس القوى لحقوق الإنسان بأنه كان لديه بادرة أمل أن يأمر القاضى بإخلاء سبيله إلا أن ذلك لم يتحقق ولن يتحقق. وذلك فى الوقت الذى روى حسن أبو العنين, أحد المحامين الذين حضروا الجلسة ما دار بها، وقال أبو العينين ل"بوابة الوفد": "مبارك كان مختلفا فى هذه الجلسة وكان بكرسى متحرك بخلاف المرات السابقة التى كان يجلس على سرير طبى وظهر بشكل مختلف حيث قام بالتلويح والإشارات لمن يحضرون فى القاعة, مشيرا إلى أن حبيب العادلى كان بنفس هدوئه كما تعود بالإضافة إلى نجلى الرئيس . وأضاف أبو العينين أن الجلسة بدأت حوالى العاشرة من صباح اليوم السبت حيث قام أحد المحامين بطلب رد هيئة المحكمة قبل الحديث فى أى شيء إلا أن القاضى طلب منه الهدوء والالتزام بالمقاعد حتى لا تتحول القاعة إلى فوضى ليعلن تنحيه عن نظر القضية لاستشعاره الحرج دون الإفصاح عن أى أسباب مع إحالة أوراق القضية لمحكمة استئناف القاهرة لتحديد دائرة جديد لتبدأ من جديد نظر وتحديد جلسة جديدة. وخارج أسوار القاعة توافد العشرات من أنصار الرئيس المخلوع حسنى مبارك, إلى محيط أكاديمية الشرطة, لمساندته مؤكدين على تضامنهم الكامل مع الرئيس وأولاده، مشيرين إلى أنه مقاتل عظيم وشارك فى حرب أكتوبر وله فضل على الشعب المصرى فى نشر الأمن والاستقرار فى الشارع المصرى طوال الثلاثين عاما الماضية. ورفع أنصار مبارك صوره وعددا من اللافتات المؤيدة له منها: "فين أيامك يامبارك" و"تنحى مبارك...تنحى الأمن..وأسفاه" و"عاش الرئيس مبارك" و"إن شاء الله إفراج" و"فين أيامك ياطيار". كما توافد العشرات من أسر الشهداء الى محيط أكاديمية الشرطة, لمتابعة سير عملية إعادة محاكمة المخلوع، حيث قاموا برفع صور ابنائهم الذين راحوا ضحية الاحداث فى ثورة يناير بالاضافة إلى رفعهم "حبل المشنقة" وميزان العدالة مطالبين بإعدام مبارك من أجل تحقيق القصاص العادل لابنائهم. وردد أسر الشهداء عددا من الهتافات منها: "المحاكمة المحاكمة..العصابة لسه حاكمة" و"دم الشهيد غالى ..ومقام الشهيد عالى" و"قول ياقاضى قول الحق ..احكم ياقاضى احكم بالحق", و"الشعب يريد إعدام السفاح", و"ياشهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح" و"ياشهيد نام واتهنا وإستتنانا على باب الجنة" و"لا إله إلا الله..حسنى بمارك عدو الله" و"حسبنا الله ونعم الوكيل فى القضاء الفاسد". وعلى الجانب الآخر، كثفت قوات الامن المكلفة بتأمين جلسة إعادة محاكمة المخلوع حسنى مبارك ونجليه وحبيب العادلى ومعاونيه اليوم السبت، من تواجدها فى محيط الاكاديمية والمداخل المؤدية لقاعة المحكمة وعلى بوابات الدخول إلى قاعة الجلسة، وتم نشر بعض المدرعات أمام بوابة "5" و"8" لفض أى أعمال شغب قد تحدث. وقامت أيضا بإقامة الحواجز الحديدية أمام البوابة رقم 8 والمخصصة لدخول الإعلاميين والمحامين، كما قامت ايضا بإقامة الحواجز الحديدية المخصصة لأنصار مبارك، وإقامة أيضا حاجز حديدى لأهالى الشهداء للفصل بينهما . وانتشر حوالى 3 آلاف ضابط ومجند داخل وخارج أسوار الأكاديمية، مدعمين ب 20 سيارة مصفحة و30 مدرعة لتأمين الأكاديمية قبل وخلال وبعد جلسة المحاكمة. ودفعت وزارة الصحة ب 7 عربات إسعاف فى محيط أكاديمية الشرطة، وذلك تحسباً لوقوع أى أحداث شغب أو اشتباكات بين أنصار مبارك وأسر الشهداء . وشهد محيط الاكاديمية اشتباكات ومشادات كلامية بين أحد مؤيدى مبارك وأحد المعارضين بسبب الهتافات المؤيدة له، حيث وصف المعارضون الرئيس السابق بانه "فرعون وظالم ومتآمر"، وليس كما يدعي انصاره انه "بطل، ومحارب، وشريف"، أدت الى تدخل قوات الامن بالفصل بينهما ، وكثفت من تواجدها بجوار أنصار مبارك ودفعت بأفراد شرطة تحسباً لوقوع أى اشتباكات جديدة . ووصلت مسيرة تضم العشرات من أنصار الرئيس مبارك، تحمل صورا له، للانضمام الى جماعة آسفين ياريس، مرددين هتافات منها "براءة يا ريس" و"معاك يا راجل الامن والسلام" . كما حمل المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها "بنحبك يا مبارك" و"الشعب يريد تكريم الرئيس" كما ارتدى البعض الآخر "تي شيرتات" بيضاء مكتوبا عليها "أنا آسف يا ريس" و"أنا مصرى بحبك يا ريس" و"سيحكم التاريخ بما لنا وبما علينا شعب فئران قتلوهم الاخوان" . وبعد إعلان رئيس المحكمة تنحيه عن القضية لاستشعاره بالحرج، وقعت اشتباكات بين مؤيدى ومعارضى مبارك الطرفين المؤيدين، وقام كل منهما بتبادل إلقاء الحجارة، مما أدى الى تدخل قوات الامن، وقامت بإغلاق الطريق، حتى لا يتطور الأمر الى حدوث اشتباكات عنيفة بين الطرفين . وسادت حالة من الفرح بين أسر الشهداء عقب إعلان قرار تنحى قاضى المحاكمة، معربين عن ارتياحهم، حيث قال والد الشهيد ابراهيم سعدون إن القضاء الفاسد بدأ يزول، مشددا على انهم أصحاب دم مقابل إعدام مبارك، مطالبا بقاض جديد للقضية يخشى الله. فيما طالب وليد الهلالى أحد مصابى الثورة الرئيس مرسى بتطهير القضاء، وإعادة هيكلة الداخلية، معربًا عن ارتياحه لتنحى قاضى القضية. وتعليقا على الأحداث، قال محمد الدماطى -عضو مجلس حقوق الإنسان وعضو هيئة الدفاع عن شهداء ثورة 25 يناير-: إن قرار تنحى المستشار مصطفى عبد الله عن نظر قضية قتل المتظاهرين قرار صائب وأتى في توقيته وأراح نفوس الكثير من الشعب المصري ولكنه أغضب نفوس قيادات الثورة المضادة. وأضاف الدماطى "لبوابة الوفد"، اليوم السبت، أن القاضي استشعر الحرج لما كونه من عقيدة مسبقة في قضية موقعة الجمل وبالتالى استشعر ما دار في نفوس المصريين في الفترة الماضية وقرر تنحيه، قائلا: "تنحى القاضي قرار صائب أراح جموع المصريين وأغضب قيادات الثورة المضادة". وفيما يتعلق برفع الرئيس علامة النصر والتلويح بيده من داخل قفص الاتهام، قال الدماطى: "مبارك لديه إحساس بأن إخلاء سبيله قاب قوسين أو أدنى، ولكن هذا لن يتحقق ولن يناله خاصة أن تقرير تقصى الحقائق الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية تضمن أدلة جديدة من شأنها توقيع عقوبة كبيرة عليه وعلى قيادات النظام السابق".. من جانبه، كشف محمد عبد الرازق عضو هيئة الدفاع عن المخلوع حسنى مبارك, عن أن فترة الحبس الاحتياطى لمبارك فى قضايا قتل المتظاهرين تنتهى غدا الأحد ومن ثم يتم إخلاء سبيله قائلا: "غدا تنتهى مدة الحبس الاحتياطى لمبارك ومن ثم يتم إخلاء سبيله". وقال عبد الرازق عقب خروجه من مقر المحكمة اليوم السبت: "سنتقدم غدا بتظلم إلى محكمة الجنايات من أجل إخلاء سبيله وذلك فى الوقت الذى عقب محمد الدماطى على هذه التصريحات بأن المحكمة هى صاحبة الأمر فى ذلك سواء بمد حبسه أو إخلاء سبيله". وفى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف عاد الهدوء لمحيط الأكاديمية بعد أن غادر أهالى الشهداء وأنصار الرئيس مبارك وسيطرت قوات الأمن على الاشتباكات التى نشبت بينهم بينما انسحبت مدرعات الأمن المركزى وقوات الأمن العام من أمام البوابة 8 بالأكاديمية وذلك فى الوقت الذى عادت حركة المواصلات إلى طبيعتها وفتح الطريق المواجه للأكاديمية.