واصلت الصحف السودانية اهتمامها بالزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس محمد مرسي للخرطوم منذ الخميس 4 أبريل، وأفردت مساحات واسعة لتغطية الزيارة منذ وصول الرئيس إلى المطار. وأولت صحيفة "الانتباهة" ترحيبا خاصا بالزيارة التي وصفتها بالتاريخية والتي سيكون لها ما بعدها في علاقة البلدين وعلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والتكاملية بين الشعبين والقطرين الشقيقين . وأوضحت الصحيفة أن الآمال والطموحات تبدو في كلا الجانبين أكبر من كل مواعين السياسة التي لن تستطيع وحدها أن تحمل فيض المشاعر الطيبة والرغبة العارمة في أن تتغير منطقة وادي النيل شماله وجنوبه، إلى مدار جديد تسمق فيه العلاقة فوق عقبات الماضي وتعقيدات الواقع المعاش. واعتبرت الصحيفة أن تلك لحظة تاريخية مهمة، فمصر الثورة، تخرج من جدث التركة المثقلة التي تركها نظام مبارك، تحاول بدفع الثورة وتلاطم أمواجها الهادرة وأفكارها ومفاهيمها وتوجهاتها النابعة من الشعب المصري وقيمه الحضارية الكبرى ودوره الطليعي في المنطقة والعالم ، أن ترمم ما تصدع ، وتبني ما تهدم وتستعيد فاعليتها وريادتها. وقالت إن هذه لحظة يتصدى لها الرئيس مرسي اليوم وهو يطأ أرض النيلين وبين أحضان الخرطوم التي استقبلته بحفاوة وقابلته بترحاب وبشر ووجه طلق بشوش وقلب مفتوح وفؤاد محب. وتابعت الصحيفة أن مصر والسودان عاشتا سنوات عجافا في قطيعة شبه رسمية، واليوم يصحح التاريخ مساره ويستقيم العود والظل، ونبدأ مرحلة جديدة ستكون هي خيرا للشعبين ورحمة تتدفق عليهما وعلى الجميع من حولنا. وأبرزت "الانتباهة" تأكيد البشير حرص الخرطوم على بناء علاقات إستراتيجية مع القاهرة تقوم على التفاهمات عبر آليات مشتركة فاعلة لتجاوز الصعوبات، واهتمام الخرطوم بخلق مناخ صحي لتبادل المصالح على كل المستويات. وأشارت إلى أن البشير قدم في ثنايا حديثه مقترحا برفع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين إلى مستوى الرئيسين وقابله الرئيس مرسي بالموافقة الفورية في بداية خطابه، كما نقلت دعوة البشير إلى قيام تكامل حقيقي بين البلدين في مختلف المجالات ورفع سقف الاستثمارات. وأوضحت أن الرئيس مرسي أكد من جانبه مواصلة مصر دعم السودان سياسيا في كل المحافل ودعم جهود التسوية بين السودان ودولة الجنوب، وتقديم كل عون للحوار بين الحكومة والحركات المسلحة ، ودعم منبر الدوحة، ووتنمية شرق السودان، ودعم جهود الحكومة لبناء السلام والتنمية في دارفور. ونقلت عن الرئيس مرسي أن الفترة المقبلة ستشهد وضع الأسس الاقتصادية بين البلدين، وأن مصر بدأت مرحلة جديدة من تاريخها، وهي تعمل الآن على استكمال مؤسسات الدولة، لكن هذا لم يكن يشغل مصر عن هموم الأمة العربية، مؤكدا أن ما يتعرض له السودان ومصر يستوجب العمل معا والتعاون للوصول إلى آفاق أرحب وأوسع. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة "الرأي العام" عن توجيهات الرئيسين بفتح الطريق البري الشرقي الرابط بين السودان ومصر فورا دون انتظار إكمال المنشآت ، كما أبرزت الصحيفة قرار رفع مستوى اللجنة المشتركة إلى مستوى الرئيسين لمزيد من قوة الدفع والتنفيذ والمتابعة للمشروعات المشتركة ، وكذلك اتفاق البشير ومرسي على إزالة العقبات أمام حركة التجارة والسلع . وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة "السوداني" عن منح البشير مصر 2 مليون متر مربع لتشييد مدينة صناعية بمنطقة الجيلي شمال ولاية الخرطوم في إطار تشجيع الاستثمار. كما نقلت الصحيفة تصريح وزير الخارجية السوداني الذي أكد فيه أن زيارة الرئيس مرسي ستزيل غشاوات كثيرة شابت علاقات البلدين في الماضي، وقوله إن هناك إرادة مصرية حقيقية الآن لإزالة القضايا التي ظلت تعكر صفو علاقات البلدين. وتناولت صحيفة "المجهر" تفاصيل زيارة الرئيس مرسي ، وأشارت إلى قول الرئيس مرسي أن موضوع الحدود لن يكون أبدا مشكلة مع السودان، ودعوته لرجال الأعمال للدخول في المزيد من المشروعات الاستثمارية، واتفاق الرئيسين على قيام مشروع شركة سودانية مصرية للإنتاج البحري ومزرعة مشتركة 10 آلاف فدان لزراعة القمح وبعض المحاصيل. بدورها، أشارت صحيفة "آخر لحظة" إلى اتفاق السودان ومصر على إنشاء مجلس الأعمال المشترك بين البلدين خلال الاجتماع الذى عقد مساء أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم والذي شهده الرئيسان بحضور رجال الأعمال في البلدين. وأوضحت الصحف أن إنشاء المجلس يهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية وتطوير التعاون التجاري المشترك بين السودان ومصر وتحقيق الاستثمارات وتشجيع السلع والصادرات، ورفع القدرات بين رجال الأعمال في البلدين وتنفيذ المشروعات الموقعة. وقالت إن الاجتماع خلص إلى اتفاق على تطوير العلاقات بين البلدين، والتي تشمل التأمين على استمرار العلاقات الاقتصادية وضرورة العمل على إرساء قاعدة سليمة للتكامل الاقتصادي بين البلدين ودعم الحكومتين لتفعيل كل الاتفاقيات الموقعة بينهما وتفعيل دور مجلس الأعمال ووضع أدوات تنفيذية له تشرف على تنفيذ المشروعات والأعمال ذات الطابع الاستراتيجي.