واصلت الصحف السودانية اهتمامها بالزيارة التاريخية، التى يقوم بها الرئيس محمد مرسى للخرطوم، منذ أمس الخميس، وأفردت مساحات واسعة لتغطية الزيارة منذ وصول الرئيس إلى المطار، والاستقبال الرسمى والشعبى الحافل الذى حظى به، وما دار فى المحادثات الثنائية والموسعة التى عقدت الليلة الماضية بمشاركة وفدى البلدين. وأولت صحيفة "الانتباهة" ترحيبا خاصا بالزيارة، ووصفتها بالتاريخية والتى ستنعكس على علاقة البلدين وعلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والتكاملية بين الشعبين والقطرين الشقيقين. وأوضحت الصحيفة أن الآمال والطموحات تبدو فى كلا الجانبين أكبر من كل مواعين السياسة التى لن تستطيع وحدها أن تحمل فيض المشاعر الطيبة، والرغبة العارمة، فى أن تتغير منطقة وادى النيل شماله وجنوبه، إلى مدار جديد تسمو فيه العلاقة فوق عقبات الماضى وتعقيدات الواقع المعاش. وقالت الصحيفة، إن مصر والسودان عاشتا سنوات عجافا فى قطيعة شبه رسمية، واليوم يصحح التاريخ مساره ويستقيم العود والظل، ونبدأ مرحلة جديدة ستكون خيرا للشعبين، ورحمة تتدفق عليهما وعلى الجميع من حولنا. وأبرزت "الانتباهة" تأكيد "البشير" حرص الخرطوم على بناء علاقات إستراتيجية مع القاهرة تقوم على التفاهمات عبر آليات مشتركة فاعلة لتجاوز الصعوبات، واهتمام الخرطوم بخلق مناخ صحى لتبادل المصالح على كل المستويات. وأشارت إلى أن "البشير" قدم فى ثنايا حديثه مقترحا برفع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين إلى مستوى الرئيسين، وقابله الرئيس مرسى بالموافقة الفورية فى بداية خطابه، كما نقلت دعوة البشير إلى قيام تكامل حقيقى بين البلدين فى مختلف المجالات ورفع سقف الاستثمارات. وأوضحت أن الرئيس مرسى أكد من جانبه مواصلة مصر دعم السودان سياسيا فى كل المحافل، ودعم جهود التسوية بين السودان ودولة الجنوب، وتقديم كل عون للحوار بين الحكومة والحركات المسلحة، ودعم منبر الدوحة، وتنمية شرق السودان، ودعم جهود الحكومة لبناء السلام والتنمية فى دارفور. ونقلت عن الرئيس مرسى أن الفترة المقبلة ستشهد وضع الأسس الاقتصادية بين البلدين، وأن مصر بدأت مرحلة جديدة من تاريخها، وهى تعمل الآن على استكمال مؤسسات الدولة، لكن هذا لم يكن يشغل مصر عن هموم الأمة العربية، مؤكدا أن ما يتعرض له السودان ومصر يستوجب العمل معا، والتعاون للوصول إلى آفاق أرحب وأوسع. وجاء العنوان الرئيسى لصحيفة "الرأى العام" عن توجيهات الرئيسين بفتح الطريق البرى الشرقى الرابط بين السودان ومصر فورا، دون انتظار إكمال المنشآت، كما أبرزت الصحيفة قرار رفع مستوى اللجنة المشتركة إلى مستوى الرئيسين لمزيد من قوة الدفع والتنفيذ، والمتابعة للمشروعات المشتركة، وكذلك اتفاق "البشير" و"مرسى" على إزالة العقبات أمام حركة التجارة والسلع. وجاء العنوان الرئيسى لصحيفة "السودانى" عن منح البشير مصر 2 مليون متر مربع لتشييد مدينة صناعية بمنطقة الجيلى شمال ولاية الخرطوم، فى إطار تشجيع الاستثمار. كما نقلت الصحيفة تصريح وزير الخارجية السودانى، الذى أكد فيه أن زيارة الرئيس مرسى ستزيل غشاوات كثيرة شابت علاقات البلدين فى الماضى، وقوله إن هناك إرادة مصرية حقيقية الآن لإزالة القضايا التى ظلت تعكر صفو علاقات البلدين. وتناولت صحيفة "المجهر" تفاصيل زيارة الرئيس مرسى، وأشارت إلى قول الرئيس مرسى إن موضوع الحدود لن يكون أبدا مشكلة مع السودان، ودعوته لرجال الأعمال للدخول فى المزيد من المشروعات الاستثمارية، واتفاق الرئيسين على قيام مشروع شركة سودانية مصرية للإنتاج البحرى، ومزرعة مشتركة، و10 آلاف فدان، لزراعة القمح وبعض المحاصيل. بدورها، أشارت صحيفة "آخر لحظة" إلى اتفاق السودان ومصر على إنشاء مجلس الأعمال المشترك بين البلدين، خلال اجتماع عقد مساء أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم، والذى شهده الرئيسان بحضور رجال الأعمال فى البلدين. وأوضحت الصحف أن إنشاء المجلس يهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وتطوير التعاون التجارى المشترك بين السودان ومصر، وتحقيق الاستثمارات، وتشجيع السلع والصادرات، ورفع القدرات بين رجال الأعمال فى البلدين وتنفيذ المشروعات الموقعة. وقالت إن الاجتماع خلص إلى اتفاق على تطوير العلاقات بين البلدين، والتى تشمل التأمين على استمرار العلاقات الاقتصادية، وضرورة العمل على إرساء قاعدة سليمة للتكامل الاقتصادى بين البلدين، ودعم الحكومتين لتفعيل كل الاتفاقيات الموقعة بينهما، وتفعيل دور مجلس الأعمال، ووضع أدوات تنفيذية له تشرف على تنفيذ المشروعات والأعمال ذات الطابع الإستراتيجى. مصدر الخبر : اليوم السابع - عاجل