نشرت صحيفية نيويورك تايمز الأمريكية أنه منذ الإطاحة بحكم المخلوع حسني مبارك عام 2011 ومجىء النظام الإسلامي الجديد ، زادت ظاهرة الاعتداء الجنسي وأصبحت منتشرة بشكل واضح. وأضافت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أن قوات الأمن في النظام السابق كانت متحكمة في الوضع الأمني تجاه حوادث الاعتداءات الجنسية أو على الأقل متحكمة في أن تجعلها بعيدة عن أعين المجتمع ، أما النظام الجديد فتركها تنفجر في المجتمع وترهب المرأة. ونشر أن عدد الاعتداءات الجنسية الموجودة والمتكررة بميدان واحد فقط بالقاهرة أصبح لا يمكن تجاهلها ، خاصة بعد أن صب القادة الإسلاميين المحافظين غضبهم على المرأة، حيث أوردت الصحيفة آراء لعدد من هؤلاء القياديين الإسلاميين بالحزب الحاكم ومنهم عادل عبد المقصود عفيفي الذي أكد أنه في بعض الأحيان يكون الخطأ 100% بسبب الفتاة نفسها ، كذلك رضا صالح الحفناوي الذي أبدى اندهاشه وهو يتساءل،" كيف يمكن لقوات الأمن أن تحمي الفتاة ، وهي نزلت بإرادتها لتقف وسط الرجال في الشارع". ولفتت الصحيفة إلى أن إثارة هذه الظاهرة وتركها بهذا الشكل أدخل الناس في نوع جديد من الجدل حول من يجب لومه على هذا الاعتداء . وأوضحت الجريدة في تقريرها أنه على الرغم من التصعيد المؤسف لظاهر الاعتداءات المستمرة على المرأة إلا ان إنهاء النظام السابق منحها نوع من المشاركة السياسية والخروج على المعتاد في المجتمع وكسر "التابوهات" التي كانت ممنوع الإقتراب منها فيما سبق ، كذلك فإن الثورة منحت نوع من الوعد للمرأة المصرية لأن تستعيد دورها المجتمعي والسياسي بعد أن ناضلت 18 يوما لإسقاط النظام جنبا إلى جنب مع الرجل . ونوهت الصحيفة في الوقت ذاته لأنه على الرغم من قلة الاعتداءات التي تم رصدها خلال فترة الحكم السابق إلا أن لم يكن هناك أي مؤسسة حقوقية تملك إحصاءات رسمية أو شبه رسمية عن عدد حوادث الاعتداءات على المرأة المصرية ، فكان قليلون هم من يتحلون بالجرأة للإبلاغ عما أصابهم ، لكنه لا يمكن إنكار أن تلك الاعتداءات أصبحت أكثر جرأة ووحشية مع مرور الوقت، حتى جاءت الذكرى الثانية لثورة 25 يناير التي وضحت أنه بلا شك لا يوجد مكان للمرأة المصرية في الشارع. وأشارت إلى أنه خلال تلك الذكرى حدثت موجه هائلة من الاعتداءات الجنسية التي سجلتها المراكز الحقوقية الرسمية وغير الرسمية حتى أنها صدمت المجتمع ولفتت الانتباه أكثر من قضايا الرئيس الإسلامي الجديد محمد مرسي ، الذي كانت تلك المظاهرة بالأساس للاحتجاج على حكومته. وعرضت الصحيفة الأمريكية مثالين لحالات الاعتداء التي حدثت بالميدان أثناء التظاهرات ومن ضمنهم الصحفية هانيا محب- 42 عام ، وياسمين البرماوي التي تم الاعتداء عليها بشارع محمد محمود ، كما وصفت الصحيفة تفاصيل الاعتداء على كلِِِ منهما وكيف تعرضتا للاغتصاب الجماعي حيث لم يفرقا بين الأيدي التي كانت تمتد للاعتداء عليهم والتي كانت تحاول أن تساعدهم. واختتم التقرير بتصريح للشيخ المعروف بإسم "أبو إسلام " الذي وصف المرأة بالوقاحة وعدم التربية كي تتحدث بهذه الطريقة في الشارع وأمام الناس ، متابعا ، أن هؤلاء النساء يبدون كالشياطين ، وأنهم ذهبوا إلى الشارع كي يتم اغتصابهن .!