تصاعدت أزمة الوقود بمحافظة الغربية بشكل مخيف لدرجة يصعب السيطرة عليها. وتطورت الأحداث من قتيل في كفر الزيات، لمصاب في طنطا، وقطع طرق في زفتى والسنطة وسمنود، وجميع طرق ومراكز المحافظة، للمبيت والتجمع أمام محطات الوقود، وعزوف السائقين عن العمل والإضراب الجماعي في جميع خطوط النقل. وتصطف السيارات لطوابير طويلة في مساء كل يوم أمام المحطات، وبمجرد تفريغ سيارات التموين حمولتها، تندلع المشاجرات والتزاحم على أولوية الحجز ويقع الضحايا. يؤكد رضا عيد "صاحب سيارة"، أن الحكومة فشلت في توفير أهم أولويات المعيشة، والسائقين وأصحاب السيارات الآن يندبون حظ البلد السيئ والأقدار التي وضعوا فيها، والمستقبل الأسود الذي يزداد كل يوم سوءا، مؤكدا أن المشاحنات ازدادت بين السائقين وأصحاب السيارات وتم قطع الطرق كالمعتاد وأصيبت جميعها بالشلل التام الذي سببه البعض بالعصيان المدني الإجباري. وقال عصام الشفيش "صاحب مصنع" إن شوارع محافظة الغربية أصيبت بالشلل التام وأصبحنا لا نستطيع الحصول علي وقود للسيارات إلا بمعجزة نتيجة النقص الشديد في السولار والبنزين 80، 92 ، بالإضافة لتوقفت حركة السير على الطرق الرئيسية لساعات طويلة وفشل الجهود في احتواء أزمة السولار التي تضرب بجذورها بجميع قري ومدن المحافظة منذ فترة طويلة. وأضاف:" إذا أردنا الآن الخروج للعمل بأي منطقة أو مدينة أو قرية بالمحافظة، نسأل أولا عن حالة الطرق قبل التحرك وهل الطريق مزدحمة بسبب المواد البترولية أم لا؟!". وأعطى الشفيش مثلا في غلق شارع البحر الرئيسي بطنطا وشارع الجلاء والعديد من الشوارع، بسبب وجود محطات البنزين داخل تلك الشوارع، مما أدى إلى توقف حركة المرور بسبب تزاحم السيارات بالمئات أمام هذه المحطات لتزودها بالسولار والبنزين. من جهته أكد أحد المسئولين، أن تقرير الرقابة التموينية الذي أعدته مباحث التموين بالغربية برئاسة العميد أحمد الخواجة، كشف عن وجود نقص 400 ألف لتر سولار في اليوم و250 ألف لتر بنزين 80، و 60 ألف لتر بنزين92. وأشار إلى أن العديد من محطات التموين توقفت لعدم ورود الكميات المخصصة إليها، مما أدى إلى توقف السيارات لساعات طويلة أمام المحطات للتزود بالوقود الأمر الذي أوقف وعطل حركة السير على العديد من الطرق التي تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى إلى جانب الطرق الفرعية. وأوضح أن المصابغ والمصانع بالمحافظة إلى جانب المخابز، معرضة للتوقف بسبب النقص الحاد في كمية السولار التي ترد إليها، نتيجة نقص الكميات التي ترد للمحافظة. وقال عبد الرحيم ربيع "مدرس"من زفتى، أن السائقين قطعوا الطرق الفرعية الواصلة بين مراكز "السنطة – طنطا" و"زفتى – طنطا " و"قطور – طنطا"، وأضرموا النيران في إطارات الكاوتشوك، ووضعوا قطعا من الطوب والحجارة بعرض الطريق للمطالبة بزيادة كميات الوقود، وأكدوا أنهم انتظروا أمام محطات الوقود بالساعات ولم يحصلوا على أي شيء، مضيفا أننا جميعا نعاني من ظاهرة الجراكن التي انتشرت بكثافة عالية في محطات القرى والأرياف. وطالب السائقين الغاضبون، المسئولين بالمحافظة ووزارة البترول بضخ كميات إضافية لحل أزمة السولار. واضاف نظيم العشماوي "محام" أن الأزمة تطورت بصورة تهدد بكارثة خاصة مع ارتفاع أسعار أجرة السرفيس والسفر بين المدن والقرى ونشوب مشاجرات يسقط خلالها ضحايا ومصابون، حيث شهدت محافظة الغربية جريمة قتل بإحدى محطات الوقود بعد أن لقي تاجر أدوات صحية يدعي جودة إبراهيم 29 عاما مصرعه بطلق ناري بينما أصيب سائق يدعى عبد العال جاد، بطلق ناري في القدم إثر مشاجرة بالأسلحة النارية في قرية نواج بطنطا بسبب التسابق على أولوية تموين السيارات.